مهنة الطب تستدعي الأمانة والتضحية والتجرد , والتعاطف والمتابعة الدقيقة واللصيقة ... ولو عملت في دول أوروبا أو أمريكا, لعرفت الفرق بينما تقدمه لمريضك وما يقدمونه ولعدلت رأيك ... ولتوخي الحذر : الطبيب لا يقوم بعلاج أي مريض قبل أن يعرف تاريخه الصحي وتاريخ أسرته الممتدة , لمعرفة الأمراض الوراثية والمزمنة ونوع العلاج الذي كان يتعاطاه وتأثيره وأعراضه الجانبية ... وسيبقى كل هذا في ملفه الخاص عند الطبيب للاستعانة به لاحقا وفي كل مرة يزور فيها الطبيب ... عندما ينوي المريض زيارة الطبيب , لا يذهب للعيادة قبل أن يتصل بالعيادة ويعرف الزمن المحدد الذي يمكنه من مقابلة الطبيب حتى لا ينتظر كثيرا... وعند وصوله يجد من يستقبله بحرارة ورفق وابتسام , ويجلسه في مكان مريح وبعدها يقوم ممرض الاستقبال بفحص الضغط والوزن وحتى الطول ويسجله في ملفه , ثم بعد ذلك يأخذه مع ملفه لمقابلة الطبيب والذي يكون قد أحيط علما بحالته من خلال اطلاعه عبر النت على ملفه ... ثم بعد ذلك يبدأ في الكشف وعمل التحاليل وتشخيص المرض وتحديد الأدوية ويطلعه على أعراضها الجانبية ... ثم بعد ذلك يتصل تلفونيا بالصيدلية التي يتم اختيارها بواسطة المريض لتجهيز الدواء, كل هذا ولا يزال المريض داخل غرفة الطبيب مستلق على مكان مريح ونظيف ... وعند استلام الدواء, يطلعك الصيدلاني للمرة الثانية على التأثيرات الجانبية شفاهة, ثم يعطيك نشرة مطبوعة ويطلب منك ايقاف العلاج فورا, والرجوع للطبيب أو الى قسم الحوادث عند حدوث أي من التأثيرات ... الطبيب خارج السودان لا تنتهي مهمته بانتهاء مقابلة المريض , وانما بمتابعته حتى وهو خارج المستشفى للتأكد من سير العلاج وتطور حالته وتأثير العلاج, والتأكد من امكانية الشفاء... ولا يقف دوره عند هذا الحد , بل انه سيكون تحت المتابعة الدائمة واللصيقة خاصة اذا كان مصابا بأحد الأمراض الخبيثة لا قدر الله ... الطبيب دوره لا ينتهي أبدا ولا يحده زمن, ولا سمعت طبيبا يساوم مرضاه , وانما يرسل فاتورة العلاج بالبريد ... فان استطعت دفعها كان بها , والا يرسل لك فاتورة أخرى بأقساط مريحة ... وان لم تستطع و عجزت حتى عن دفع الأقساط , هناك جهات حكومية يقوم مكتبه بارسال الفاتورة لهذه الجهات تتولى سداد الفاتورة نيابة عنك ... هذا ما يحدث في بلاد غير مسلمة فأين نحن منهم ؟؟؟ كان الله في عون السودان وأهله, الذين خدعوا بمن يدعون أنهم حماة الاسلام وهم أبعد ما يكونون عنه ... واستغفر الله وأتوب اليه ... منى خوجلي [email protected]