المسلمون في بلاد الغرب امنون لهم حرية اعتقادهم وحرية الدعوة الي معتقدهم بالطريقة التي يبيحها القانون , ومن هذه الطرق ان تقدم انموذجا صحيحا لدينك بعيد عن السطحية والتشنج والارهاب والتعدي علي حريات الاخرين في ديارهم--بلادنا تخلو من ذلك تماما فرب من تثق في اسلامه, ثوثق لك الدلائل عليه فعلا لا ياتيه الشيطان ويكون هو في موقع القدوة ويكون بذلك مهد بل سفلت طريقا لانصاف المتأسلمين من قبيلته وحزبه وبلده وهكذا تكون الدعوة جهارا للافساد بالمسلك , ربما يكثر الحديث عن الفساد واحيانا بلا ادلة واضحة, ولكن ثمة ما يحدث حقيقة في هذا المجال-فاليبوء اصحابه باثمه واثم من اتبعهم الي يوم الدين, لان الحقوق خاصة او عامة لا تسقط البتة الموضوعية اقرب الي العقل --كانت مديرتي امريكية مسلمه وكانت تحدثني احيانا عن الاشياء التي ربما كانت اول ما لفت انتباهها للاسلام من المسلمين في امريكا , لاحظت انها اشياء ذات مدلولات عقلية عميقه وفي الغالب هي ليست من سمات المجتمع الامريكي ,حدثتني مرة عن عفة النساء ( وتعني مجانبة الرزائل), وقالت لي وجدتها عند احداهن وتوثقت من ذلك عند اخري, وسالت هل هو تبلد مزاجي ام شئ اخر , ذهبت في طريق تحرياتي , حتي وجدت من قال لي (It is a kind of sorting)حيث الطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين ) وقال لي ان هذا قرآن , عندما سألت عن القرآن , وكان الرجل متمكنا , قال لي (It is a sold statements to prove or fix something) فادركت ان ثمة منهج بمقررات محكمه عند هؤلاء الناس , ربما تعوزهم القدرة علي نشره والذي لا يتم الان الا بامعان الملاحظة والتامل في جوهر سلوك المسلمين الحقيقيين منهم, وهم في ذلك درجات, وايقنت يومها انه لا سبيل الي اسعاد النفس غير اعزاز النفس وعفتها وتقييم مسلكها وتقويم ما اعوج منه بين حين واخر وادراك انها هي التي تأمر بالسوء , فلا بد من كبحها . قالت لي هذا ما قادني الي مقابر حمد النيل حيث تقابلنا اول مرة-- وهي موقع في السودان يقيم فيه المتصوفة اذكارهم ومعروف علاقة المتصوفة بالنفس والروح--الي المسلمين الحقيقيين اينما هم عليهم ان يدركو ان الدين المعاملة وهو جوهر واصول دقيقة اذا اكتملت اعتقادا وممارسة ستكون داعية لنفسها خاصة في بلاد الناس الذين يخضعون مشاهداتهم للتمعن والتدقيق.وهذا لا يفوتني ان اذكر الذين امتحنهم الله بان يرفعوا شعار الاسلام , ليس كافيا ان الرسول صلي الله عليه وسلم, قد تقادم عهده , وطال به الامد , وان المثال الذي يحتذي في امر الحكم الاسلامي لا يوجد, هذا تبرير غير موضوعي وقد سمعته ممن احبطني سماعه منه وجعلني ربما افكر ياتري؟ هل الطريق الي الاصلاح في السودان ربما مغلق بمثل هذه المفاهيم الخاطئة, الا يكفي من حديث المصطفي عبارة واحدة اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلو من بعدي ابدا (كتاب الله وسنتي , وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي , او كما قال)ادعو للاسلام بفعالكم يرحمكم الله. [email protected]