لو نظرنا لهذا المسمى , لوجدنا كلمة التربية قد سبقت كلمة التعليم ولكل أهميته بحسب الزمان والمكان والنوع ... وكما أن للتربية مراحل, كذلك التعليم له مراحل ... وقد جاءت هذه المرحلية كنتيجة للمراحل البيولوجية التي يمر بها الانسان منذ البداية لقوله تعالى: ( ولقد خلقناكم أطوارا) صدق الله العظيم أي تارة بعد تارة ... وبالطبع لكل طور طبيعته ومقدراته الذهنية وبيئته, فان لم يحظى بهذه البيئة وطبيعتها حتما ستكون هناك بعض العوائق والأخطاء والكوارث ... فالعملية التربوية تقتضي أن تتوفر فيها كل مقومات البيئة السليمة من حيث المكان والزمان, والمربي المؤهل خلقيا ونفسيا واجتماعيا, حتى يكون قدوة يحتذى به, لأن الطفل أو المتلقي في سنواته الأولى وعلى حسب مرحلته العمرية دائما يميل الى التقليد والمحاكاة ... فان لم يكن الأستاذ هو المثال: فعلينا أن نتحمل تبعات أخطاءنا بوضعنا العقبات أمام أطفالنا ... لأن الشرخ في السلوك والأخلاق سيكون له مردود سيئ للغاية على نفسية الطفل وملازما له ... لذلك درجت وزارات التربية والتعليم في الدول المتقدمة بالرغم عن بعدها عن الاسلام, بالاهتمام بالطفل وتأهيل الاستاذ في الجامعات والمعاهد, وتزويده بمواد التربية النفسية والرياضية والاجتماعية والصحية, ومواد أخرى ذات علاقة بالتربية تحت مسمى( The child the family the school and the community) أي:الطفل والأسرة والمدرسة والمجتمع... ثم تزويد كل مدرسة بمعلم تربية نفسية, اضافة الى توفير وجبتين أساسيتين متوازنتين, عند الساعة التاسعة صباحا والثانية عشره ظهرا, مع مراعاة احتواء الوجبة على أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة العمرية ...في هذه المرحلة المتقدمة يتم اعداد الطفل نفسيا لنقله الى مرحلة أكبر, حيث تبدأ المرحلة الجديدة من سن (6 الى 12) ... هذه المرحلة: تتطلب أن تضع الوزارة سياسة التعليم والمناهج في النظام التربوي قدما مع التدرج العمري والمتغيرات المصاحبة لكل مرحلة عمرية, حتى تتاح الفرص لتعليم رفيع المستوى يتماشى مع مقدرات واحتياجات كل مرحلة واشباعها ذهنيا ونفسيا واجتماعيا ووطنيا ... مما سبق: تبدو لنا أن العملية التعليمية هي عملية تكاملية, تتطلب من القائمين عليها العمل الجاد بمسئولية ودراية ,لتوفير الكادر المؤهل والمؤسسات التعليمية المؤهلة بالمكاتب والفصول والمعامل والمكتبات بما يتماشى وعددية الطلاب , اضافة الى المناهج التعليمية الرسمية المتطورة مع تطوير أساليب التدريس, والاشراف خاصة في المراحل المتوسطة والثانوية مع الاهتمام بصفة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة... كل ما سبق لا يمكن أن يتحقق مالم توضع له ميزانية خاصة, لأن العملية التربوية والتعليمية هي عملية متطورة ومستمرة ولا تتوقف أبدا لأي سبب من الأسباب... لذلك يجب على الدولة أن تولي هذا القطاع جل اهتمامها من حيث الميزانيات : في المجال التنظيمي, حتى يتم التدريب والتأهيل التربوي المتكامل, الذي يتماشى مع متطلبات المرحلة والعملية التعليمية رفيعة المستوى, وتغطية احتياجيات المعلم معنويا ونفسيا وماديا, حتى يستطيع تأدية واجبه بحب واخلاص وتفاني ليرتقي الى أخلاقيات المهنة, وحتى يقم له الطالب موفيا له التبجيلا... نتمنى أن نجد آذانا صاغية ونستغفر الله ونتوب اليه ... [email protected]