رفض مجلس شئون الأحزاب تسجيل الحزب الجمهورى كحزب يحق له ممارسة السياسة شأنه شان إخوته، فماهى مبررات الرفض؟ الأسباب ياسادتى الكرام هى ان الحزب الجمهورى (يخالف العقيدة الإسلامية والسلام الإجتماعى والأسس الديمقراطية لممارسة النشاط السياسى لجهة أنه يقوم على أساس طائفى ومذهبى)!!! ...ياسلام !!!!! هب يا هداك الله أن مجموعة من المسيحيين الأقباط بالإتفاق مع نظرائهم من جبال النوبة هموا بإنشاء حزب وكانت القائمة الأولية للعضوية لا تحتوى على مسلم واحد ، هل سيرفض المجلس الموقر تسجيل حزبهم بإعتبارهم من (أهل الذمة)؟ هذا فيما يتعلق بسبب الرفض الأول، فيما يخص (السلام الإجتماعى والأسس الديمقراطية) فكيف تسنى لك أن تحكم على حزب بأنه مهدد للسلام الإجتماعى والأسس والديمقراطية قبل أن يشرع فى ممارسة نشاطه بالفعل، وقبل أن تسجل فى حقه مخالفة يقدمها (محتسب)؟. هذا يذكرنى بأحد قضاة المحاكم الجنائية الذى كان يسأل المتهمين عن القبائل التى ينتمون إليها، ولقد كنت حاضراً لعدد من المحاكمات فى إنتظار القضية التى أترافع فيها، ولأن ما بينى وبين ذلك الرجل فيه شى من عمار فإننى لم أتردد فى سؤاله عن سبب إستفساره عن القبيلة وعما إذا كان مصدره توجيهاً صادراً من السلطة القضائية!... نعم (سلطة) وليست (هيئة) وإن كره الكارهون . الحق يقال أن الرجل أجابنى بتجرد تام أن سبب التساؤل يعود إليه شخصياً وأن (السلطة القضائية) بريئة منه براءة (عابدين ومحى الدين من أموال الأقطان) !! ذلك أن الرجل بصدد إعداد بحث عن أنوع الجرائم والقبائل التى إشتهرت بإرتكاب بعض منها! الذهول الذى أصابنى من إجابته جعلنى أقول له دون تردد :(لكنك ياسيدى تهدم بذلك مبدأ عدلياً راسخاً ، وهو أن المتهم برى حتى تسبت إدانته ، إذ ان سؤالك عن القبيلة ياتى فى المرحلة الاولى من المحاكمة ، وفى حين أن الجرم لا يمكن ان يثبت على المتهم أو ينتفى عنه إلا فى المرحلة الاخيرة ، بل وبعد ان يصبح الحكم نهائياً!!!!). لا أذكر ماذا كان تعقيبه على ردى ، ولكن طالما ان المولى عز وجل قد أزاله من ذهنى فهذا يعنى عندى أنه ذهب كما الزبد (جفاء) ، إذ ليس فيه ما ينفع الناس بضرورة الحال لكى يمكث فى الأرض او فى الأذهان. عودا إلى ثالثة الأثافى، أى ثالث أسباب رفض مجلس الأحزاب تسجيل الحزب الجمهورى أنه -أى الحزب الجمهورى – (يقوم على أساس طائفى ومذهبى)!! القيادى بالحزب الجمهورى والناشط القانونى د. محمود شعرانى فى معرض تعقيبه على هذا الرفض غض بصره أو تعامى عن سببين (مخالفة السلام الإجتماعى والأسس الديمقراطية ثم القيام على اساس طائفى ومذهبى) وإستمسك بالسبب الأول (مخالفة العقيدة الإسلامية ) وياليته قدم دفعاً دقانونياً او حتى سياسياً يمكن ان يؤخذ به فى هذا الشان، بل عوضاً عن ذلك قدم ذات الدفع الذى طرحته الفنانة الراحلة / عائشة الفلاتية حين سألها مذيع فى زمان فائت إن كانت تجهل القراءة والكتابة ، فما كان منها إلا ان أقرت بذك وزادت بأن (أخاها إبراهيم الكاشف على ذات الحال)!!!! أتى ذلك حين قال د. شعرانى (الحزب الشيوعى دا مرجعيتو حنفية ولا شنو؟!) الغريب فى الأمر أن الحزب الشيوعى كان أكثر الأحزاب دفاعاً فيما مضى عن الحزب الجمهورى وأكثر من نافح وناهض إعدام زعيمه الشهيد/ محمود محمد طه، ولعل الغرابة تكمن فى أن صحيفة الرأى العام حين أوردت تقريراً وتحليلاُ عن رفض تسجيل الحزب الجمهورى فى الثلث الأخير من الصفحة المعنية بشئون السياسة، أوردت أعلاه مقالة للأستاذ/ صالح محمود - المحامى الكادر الشيوعى والناشط فى مجال حقوق الإنسان مدافعاً فيها ومنافحاً ضد حظر الحزب الجمهورى!!! الأعجب أن هنالك أحزاب قائمة على أسس طائفية امثال حزب الأمة والإتحادى وأن هنالك أحزاب مهددة للسلام الإجتماعى مثل منبر السلام العادل بزعامة قائده الطيب مصطفى، كما ان هنالك أحزاب أحزاب قائمة على أسس مذهبية أمثال الأحزاب السلفية، ورغم ذلك لم يجد د. شعرانى مضرباً للأمثال ومدعى الإحتزاء بخلاف الحزب الحزب الشيوعى ! ماذا عن حزب البعث العروبى ياصاح ؟ أولم يؤسسه الرفيق المسيحى ميشل عفلق أم ان حبيبنا نقيب الأطباء د. أحمد الشيخ (صديقك الصدوق) لم يخبرك عنه ؟!! لا أدرى ما الذى دعى د. محمود شعرانى لإرتكاب مثل هذه (الجليطة) ولكن أحسب أنها جزء من أزمة العقيلة السياسية فى البلاد. ولو تنبه د. شعرانى لما وراء رفض التسجيل لتمكن من إحراز هدف ذهبى فى شباك الحكومة والحزب المشرف عليها، إذ أن (عيال الترابى) بمن فيهم الترابى نفسه شديدو الإنزعاج من التهمة التى نسبت لهم بانهم من أوعزوا للنميرى بإعدام الشهيد/ محمود محمد طه ،وقد إستبسلوا وجاهدوا لسنوات طوال لكى يبعدوا شبح تلك التهمة عنهم ، وهاقد أتتك الكرة (مقنطرة) وعلى طبق من ذهب يادكتور شعرانى، فلما لا تسددها والمرمى مكشوف أمامك خاصة وأن حارسه صاحب (النظارة الشمسية) لا يقوى على صد الكرات والتسديدات بعيدة المدى لأسباب كثيرة ليس من ضمنها (قصر النظر) أو عين أصابها (سقم) !! سدد وتخيل نفسك (كابتن ماجد) ربما عاد الحزب الجمهورى إليكم (من جديد)!!!! حين يناضل الشعب السودانى لإسترداد الديمقراطية والدولة المدنية وإستبعاد أى حزب سياسى ينشأ على أسس دينية يأتينا د . شعرانى بدفوع من شأنها تغييب أحد الأحزاب الداعمة لخط الشعب وكأنى به يقول: (على وعلى أحزابى)!! . هنيئاً للمؤتمر الوطنى أن ينشد قائلاً :(قد زعموا أن الفرزدق سوف يقتل مربعاً ....فإبشر بطول سلامة يامربع!!!) محمود ،،، [email protected]