يستمر الحديث عن دائرة الثروة الحيوانية بولاية نهر النيل وسنتعرض في هذه المرة لنموذج لأساليب ومهارات رئيس الدائرة الفائقة في تسخير امكانات وقدرات دائرته لخدمة اصحاب اتخاذ القرار في الولاية على كافة الأصعدة والمستويات كسبا لرضاهم حتى يضمن جلوسه على مقعده الوثير الذي طال جلوسه عليه ليفوق كل من سبقوه وحتى من عاصروه من المدراء ورؤساء الدوائر في الجهات الحكومية الأخري فهو بامتياز قد نال الرقم القياسي لوجود مديرعام اورئيس دائرة في منصبه لفترة طويلة دون انقطاع . ذكرنا سابقا ان رئيس الدائرة تحدث ساخرا عن تربية النعام قبل قدوم الوالي الحالي ليتغير هذا الكلام مائة وثمانون درجة ويحل محله الاهتمام المتعاظم والحديث عن اهمية تربية النعام والفوائد العظيمة له بعد تولي الوالي لمهامه بالولاية. وسردنا ايضا ان رئيس الدائرة بعد تلمسه لاهتمام الوالي بالابل وسباقات الهجن نشط في مجال الابل واجتهد لتكوين جمعيات مربيي الابل والاتصال والتنسيق مع اصحابها لاعداد سباقات هجن وادخل فقرة رئيسية تتضمن سباق هجن في الاحتفال باليوم العالمي للطب البيطري الذي اصبح يقوم به بدلا عن الاتحاد (يحضر الاتحاد كضيف شرف يقوم بتقديم كلمة فقط اثناء الحفل بينما الاعداد والتنظيم بالكامل يتم من قبل الدائرة ) وقلنا نظرا لغياب الوالي عن الاحتفال الأخيرغاب الاهتمام عن هذه الفقرة لدرجة حجب الجوائز ولجوء المتسابقين لوزارة الزراعة ومن ثم مكتب الوالي لانصافهم . الجميع يعلم بسعي الوالي لجذب الإستثمارات والتوسع في مجال الانتاج الحيواني بالاضافة لهوايته في تربية طائر السمان والتي ربما استمدها من تواجده وسفره الكثير للمملكة العربية السعودية ودول الخليج وأوربا وآسيا . وكعادته انتبه رئيس الدائرة لرغبة الوالي في مجال الانتاج الحيواني عموما والسمان على وجه الخصوص فقام بعدد من التدابير التي تمكنه من تلبية رغبة الوالي في ممارسة تربية السمان رغم انها لم تكن على بال رئيس الدائرة ولا ضمن برامجه وخططه بل قد لا يكون مقتنعا بالفكرة اساسا . اي قام بتنفيذ ما يطلبه المستمعون (المسؤولون) وتناسي مسؤوليته عن اعداد المقترحات والحلول (وليس تلقي رغبات المسؤولين ) لتوفير المنتجات الحيوانية وفق رؤية فنية وعلمية ومهنية قابلة للتنفيذ لمصلحة المواطن البسيط . اجتهد رئيس الدائرة كثيرا في تنزيل هواية تربية السمان لأرض الواقع بل الذهاب بعيدا بطرح تربية السمان كمشروع ولائي لتوفير لحوم السمان كمنافس وربما بديل للحوم الدواجن وبذلك يستطيع جذب الدعم من وزارة المالية فلا يوجد من يعارض تنفيذ مشروع يهتم به الوالي فتم ابتعاث مدير الانتاج الحيواني واحد الكوادر حديثة التخرج لفترة تدريبية بالمملكة العربية السعودية للتعرف على كيفية تربية طيور السمان وادارة مزارعه . وعند العودة من الفترة التدريبية تم تفريغ الكادر الجديد المدرب ليعمل بمزرعة خاصة (ذات صلة بالوالي) ليطبق ما تعلمه بالخارج مع متابعة مباشرة من مدير الانتاج الحيواني ورئيس الدائرة . تم التدريب على نفقة الولاية غالبا ليعمل المتدربون على تطبيق ما تدربوا عليه وتعلموه بمزرعة خاصة وليست حكومية والمزرعة يعود ريعها وربحها لصاحبها وليس لخزانة الدولة ومصروفات الكادر الفني المشرف على الدولة وليس صاحب المزرعة (مرتب , تنقل ...الخ). وليت الأمر وقف على ذلك فقد تولت دائرة الثروة الحيوانية التسويق والدعاية لانتاج المزرعة عبر اعداد احتفال بمقر المزرعة الخاصة ومأدبة بقاعة وزارة الزراعة برئاسة الولاية لمختلف الشخصيات بالولاية ومأدبة اكبر بالخرطوم . وليت الأمر ايضا وقف على ذلك ايضا بل تعداه ليستحدث السيد رئيس الدائرة قسما جديدا للسمان داخل الانتاج الحيواني يتبع لادارة الدواجن ونقل اليه خلال الكشف الأخير للتنقلات التي اعقبت مذكرة التظلم الشهيرة كوادر جديدة من اجل طائر السمان والتوسع في تربيته حيث تم تسخير مزرعة الدواجن بعطبرة لخدمته من خلال استجلاب البيض من المزرعة الخاصة (ذات الصلة بالوالي ) ليتم التفقيس والرعاية والتربية والتغذية تحت الاشراف والانفاق الحكومي وربما يتم اعطاء صاحب المزرعة الخاصة نسبة من طيور السمان نظير البيض . اما ماذا سيعقب انتاج السمان بمزرعة الحكومة فهذا غير واضح على الأقل للراي العام . والعجيب أن رئيس الدائرة نصب نفسه مفسرا للقرآن الكريم حيث صرح بأن السلوى( بإجماع المفسرين هي(السمان)!!و كأنه لم يقرأ أقوالا أخرى منها أن السلوى طائر يشبه السمان ، أو طائر سمين مثل الحمام بل ذهب البعض إلى أنه العسل فلا أدري كيف ينعقد هذا الإجماع!؟ وهل عرفت إدارة الثروة الحيوانية هذا المعنى بعد رغبة الوالي العارمة أم قبله؟ نخشى أن يخرج علينا رئيس الدائرة بفتوى وجوب أكل لحم السمان ليس إنطلاقا من كتاب الله طبعا لأنه لو سلمنا بالإجماع المزعوم فإنما يدل على الإباحة ولكن بأمر من يتزلف لهم؟! نخلص من ذلك انه تم توجيه موارد الدائرة البشرية والمالية لخدمة تربية السمان بمزرعة خاصة ضم اليها حديثا مزرعة حكومية ونامل بمثل ما استفاد صاحب المزرعة الخاصة انتاجا وربحا واستفاد رئيس الدائرة شكر الوالي ورضاه التام ان يستفيد المواطن ايضا ويصدق كلام رئيس الدائرة بان يصبح السمان منافسا وبديلا للدجاج رغم تشكيك معظم المختصين في ذلك وقولهم بان السمان للخاصة واذا كانت هنالك جهود يمكن بذلها فيجب ان توجه للعامة في مجال انتاج لحوم الدواجن (الدجاج) مثل ما تفعل كل دول العالم والسودان ليس استثناء. وسنرى هل سيستمر امر هذا الاهتمام بالسمان ام سينتهي بانتهاء ولاية الوالي الحالي ويتجه رئيس الدائرة للبحث عن تنفيذ هوايات الوالي القادم في مجال الانتاج الحيواني والتي نخشي أن تكون تربية طيور الزينة . نواصل [email protected]