وبعد أن بحت الأصوات العالمية والوطنية بدعوة أطراف النزاع لإعلاء منطق الحوار، و الرجاءات الدولية بضرورة وقف القتال من أجل إنقاذ ما تبقت من اراوح المواطنين والسماح للمنظمات الإغاثة الدولية بايصال الإغاثات للمستهدفين من المدينين الذين يواجهون نذر مجاعة قد تؤدى الى فقد الآلاف لاسيما و أن فصل الخريف حل؛وبعد أن حملت تقارير الأممالمتحدة توثيق لتجاوزات إنسانية متمثلة فى القتل بوحشية وفقا لأسس عرقية وإثنية بجانب حالات الإغتصابات التى تعرضت لها النساء فى المناطق المنكوبة،والإعتداء على المدنيين بعد أن إحتموا بقواعد الأممالمتحدة وبالمقابل إصرار القيادات على مواصلة الإقتال الذى يعنى مزيدا من الموت والتشريد والنزوح دون وضع المعاناة التى يتعرض لها المواطنون فى الإعتبار بل تجاهلها قصدا؛وبالنتيجة توصل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لقرار قضى بالتركيز على حماية المدنيين بدلا من أنشطة بناء الدولة فى خطوة تدعم إستخدام القوة من جانب قوات الأممالمتحدة.ووفقا للمعطيات المشار إليها نجد أن تفاصيل مجريات الأحداث كانت تقول بحتمية مثل القرار الذى خرج به مجلس الأمن بل كان يتوقع الأسوء مقارنة بحجم الجرائم و التجاوزات التى صاحبت الحريق الكبير الذى شهدته البلاد و إزاء كل تلك التفاصيل فأن الاطراف المتنازعه لم تترك لمجلس الأمن للأسف خيارا آخر خاصه أن ساحة التفاوض لا تكاد تشهد تطورا لصالح إنهاء الإزمة بل أصبح التأجيل السمة المييزة لها بينما الرحا لا تزال تواصل طحنها.و الحال يطابق تماما المثل القائل"على نفسها جنت براقش" والمثل يضرب لمن يعمل عملا يرجع ضرره عليه. البعض لا يفتأ يتحدث عن السيادة الوطنية و إنتقاص القرار للسيادة الوطنية وكان حرىَ بهم أن يجدوا تفسيرا لكثير من المظاهر التى خلفتها آثار المجاز التى وقعت فى البلاد؛متمثله فى صور لمواطنون يحتمون بقوات أجنية طلبا للأمن داخل وطنهم قد يقول قائل بأن إستمرار إقامة الآلاف من بنو جلدتنا بمخيمات اللأمم المتحدة و داخل عاصمة الدولة إنما هى رسالة مقصودة وممنهجه،بالرغم من مواجهتم ظروف إنسانية وصحية قاهرة؛لكن اىَ كان التبرير يسظل إقامة هؤلاء الناس داخل تلك المخيمات إنتقاصا كبيرا لسيادة الدولة بل طعنه نجلاء فى خصر أمنها.والصورة الآخرى تقول بأن الآلاف يواجهون خطر المجاعة بالإضافة الى نزوح أكثر من 300 الف مواطن الى دول الجوار و يواجهون ظروف إنسانية قاسية ولا تزال المنظمات الأنسانية تستجدى دول العالم و المانحين من أجل توفير مبالغ محدد من أجل إطعام شعب الدولة الوليدة بينما النخب تُحمل حملا وتهدد بعصاة العقوبات من أجل التوقيع على إتفاق يحقن دماء شعبهم فعن اىّ سيادة وطنية يتحدثون؟! وماهى معايير ومظاهر السيادة الوطنية فى حالة جنوب السودان؟! و فيما تتجلى وكل أركان الدولة تشهد إنهيارا مريعا بفعل السياسات الخرقاء والطوحات الشخصية التى تحركها الأنانية وإفتقار إستشعار المسؤولية الوطنية وتقدير الأمانة الملقاة على العواتق .لانتحدث من زاوية قاتمه تفوح منها التشاؤم و لكن يجب أن لا نخدع أنفسنا و نسمى الأشياء بغير أسمائها فلا يمكن أن نعطى الآخر فرصه ذهبية للتدخل فى شأننا و ينتقص كرامتنا وسيادتنا ويفرض وصاياه علينا بما نأتى من إخفاقات و نوفر من ثغرات لا تحتاج الى دليل ثم نتحدث عن إنتقاصه لسيادتنا؟!. الى هنا نظن أن فى إمكان الفرقاء الأن ان يدركوا ما تبقى و يحفظوا ماء وجه البلد ذلك بتجنب العودة لمربع إطلاق النار لو من باب تقوية المواقف التفاوضية و تلفيق الإتهامات و تبادلها لأن جوهر القرار الذى خرج به مجلس الأمن مؤخرا مفهوم حتى لا تُفتح جبهه قتالية ثالثة بين أطراف مجهولة قد تشرع بدورها الأبواب لفصول أخرى غير معروفه العواقب لأن القرار يأتى طعنا لآهلية الدولة فى توفير الأمن و حماية المواطنين و قبل ذلك يحمل القرار شهادة كبيرة تعكس البون الشاسع بين معنى الوطن والشعب وبين أهداف ومبتغى أطراف النزاع التى تبدو بعيدة كل البعد عن إدعاءات الديمقراطية و تنمية البلاد وفق ما ثبت.وكما قال ابو الطيب المتنبئ : من يهون يسهل الهوان عليه وما لجرح بميت إيلامُ أجوك عوض الله جابو [email protected]