بسم الله الرحمن الرحيم منتدى يثرب الفكري مُحاضرة بعنوان "قراءة في كتاب أيها الجيل" لمؤلفه الإمام الصادق المهدي الخرطوم 6 شعبان 1435 ه الموافق 25/يونيو/2014م الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. الجمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته واُنعمتم مساءً. أشكر منتدى يثرب الفكري على استضافتي في منبرهم الدوري المُتميز الذي استطاع أن يصمد وأن تستمر حلقاتُه لتصل ما يُقارب المائة والخمسين، وهي حلقات أزعم أنها طافت على كثيرٍ من القضايا المتعلقة بالفكر الإسلامي على اختلاف مشاربه ومدارسه. أسأل الله تعالى أن يوفقهم على الاستمرار في هذا الدرب الشاق، وأن يجعل ما فعلوه في ميزان حسناتهم، وأن يُوفق رصفائهم في المنتديات الأخرى على اقتفاء الأثر. واعتقد أنني محظوظ أن أُخاطبَكم في منتدى اليوم بالذات الذي هو آخر منتدى قبل دخول شهرِ رمضان، ومحظوظ أيضاً أن أنال شرف التعريف بمؤلَف من مدرسة الإمام الصادق المهدي الفكرية التي لم تحظ إلا بالنذر اليسير من التناول إذا ما قُورن ذلك بالتناول السياسي لصاحبها، وأتمنى أن يكون هذا المنتدى فاتحة خير لعمل دراسات وأجراء أبحاث حول هذه المدرسة المُتميزة وحول المدارس الفكرية الإسلامية في السودان بصورة عامة لكي تُقدم في مؤتمراتٍ يؤمُها لفيفٌ من العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي. ومن المُفارقات المُلاحظة أن يعرف العالم الخارجي الصادق المهدي كمفكر ويصنفه معهد الدراسات الموضوعية في الهند في العام 2006م ضمن أعظم مائة عالم وقائد ومُفكر إسلامي في القرن العشرين، ويختارُه علماء ومفكرون إسلاميون رئيساً لهم في المنتدى العالمي للوسطية في العام 2007م، وتختارُه لجنة جائزة قوسي الدولية للسلام في الفلبين فائزاً بالجائزة للعام 2013م تقديراً لما وصفوه بدورِه الرائد في التوفيق بين الإحياء الإسلامي والمُعاصرة. المُفارقة أن يحدث كل هذا ويعرف السودانيون الصادق المهدي كسياسي فقط وليس كمُفكر. المُفارقة الثانية حكى لي أحد المؤسسين لمنتدى من المنتديات الفكرية في السودان أنه تقدم باقتراح أن يتناول المنتدى القادم مدارسة حول فكر محمد أبو القاسم حاج حمد، فاندهش الأعضاء مُتسائلين من هو محمد أبو القاسم حاج حمد؟ في حين أنني في فبراير الماضي التقيت بمُفكر من سلطنة عُمان في بيروت وتناقشت معه حول عدد من القضايا الفكرية، وفي نهاية الندوة أهدى لدي كتاباً اشترك في تأليفه هو ومُفكر آخر، وقال لي: إن صديقه المفكر الآخر يعتمد منهجية محمد أبو القاسم حاج حمد في التعامل مع القرآن. هذا يعني أننا بحاجة لمجهود كبير للتعريف بالمدارس الفكرية الإسلامية السودانية. من العيب بمكان أن يعرفها العالم الخارجي ولا يعرفها السودانيون. الكتاب الذي نحن بصدد تقديم قراءة حوله كتاب "أيها الجيل" لمُؤلفه الإمام الصادق المهدي صدر في أواخر عام 2012م عن دار مدارك للتوزيع والنشر، وتبلغ عدد صفحاتُه مائتين وأربعين صفحة مُوزعة على خمسة عشر فصلاً هي: المقدمة، وخطاب مُوجه للحبان، وآخر للشباب، وثالث لشباب المهجر، ثم الضرورات العشر الواجب إشباعُها احتلت عشرة فصول، ثم الإنسانيات السودانية وعثراتها، وخاتمة. الكتاب مُوجه أساساً للحبان والشباب ولكنه مُفيد لكل الفئات العمرية ابتداءً بمرحلة الطفولة، مروراً بمرحلة الشباب، ثم مرحلة الكهولة، وانتهاءاً بمرحلة الشيخوخة؛ والسبب أن كاتبه غاص في أعماق المعرفة الإسلامية واستخلص دررها، وأبحر في أعماق المعرفة الحديثة واستخلص منافعها، وعرك الحياة بنعمها ونغمها في الحكم وفي المعارضة بشقيها المدنية والمسلحة. وفي حياته الشخصية مر بجميع المراحل العمرية، هذا بالإضافة إلى أنه ومع كبر سنه مُتواصل مع كل الأجيال مما يزيد من أهمية الكتاب وفوائِده. وحتى نفهمه فهماً عميقاً حريٌ بنا أن نطلًع على بعض السمات العامة التي تتسم بها مدرسة الإمام الصادق المهدي الفكرية كمدخل لفهم الكتاب: السمة الأولى: الحبل المتين الذي يربط بين أفكار المؤلِف في مقتبل حياته وبين اجتهاده الفكري حالياً رغم تغير الظروف والواقع، وهذا الكتاب هو إحدى ثمرات هذه السمة. هنالك مفكرون لا تستطيع أن تجمع بين اجتهادهم في بداية حياتهم الفكرية وبين اجتهادهم في مرحلة لاحقة: - منهم من حصر دور المرأة داخل أسوار المنزل في بداية مشروعه الفكري ثم انقلب رأساً على عقب ليتحدث في مرحلة لاحقة عن تحرير المرأة وقبول شهادتها في جميع المجالات. - ومنهم من بدأ شيوعياً مُلحداً ثم انتهى إسلامياً. - ومنهم من بدأ قومياً وانتهى إسلامياً. - ومنهم من جمع بين الاعتقاد العرفاني والفكر العقلاني في خلطة غير مُتجانسة فكرياً. ولكن من يتابع مؤلفات الإمام منذ السبعينيات وحتى مطلع هذا القرن يلحظ أن رابطاً قوياً يصل بين هذه الأفكار، وهو كيفية التوفيق بين الأصالة والمُعاصرة، وهذا العنوان حاضر في كل كتاباته عبر الحقب المختلفة. السمة الثانية: التماهي بين التنظير الفكري والممارسة العملية. إن كثيراً من المفكرين لا تستطيع أن تجمع بين أفكارهم وبين ممارساتهم العملية. ولكن حياة المؤلف العملية وفية جداً للأفكار التي يطرحها، وهذا ظاهر في رؤيته للديمقراطية وفي رؤيته لتطبيق الشريعة إذ لم يحد عملياً عما كتبه قيد أنملة. السمة الثالثة: أسلوب الكتابة الذي يعتمده المؤلف فريد فهو يضغط الأفكار الكبيرة في عبارات قليلة. وكل العبارات التي يقولها يقولها وهو يعني ماذا يقصد. لا يميل إلى الحشو، ولو اتبع أسلوب بعض المفكرين الذي يُفصَلون في القضايا لبلغت مؤلفاته المئات. السمة الرابعة: مدرسة الإمام لا تتعامل بأسلوب القطيعة الفكرية مع الأفكار الاخرى. إنها تستوعب أي فكر نافع مهما كان مصدرُه؛ ولذلك تجده مشروعه الفكري جامع لأفضل ما في الفكر الإسلامي من رؤى، وأفضل ما في الفكر العلماني من طرح، وأفضل ما في الفكر القومي ألخ. وهذا هو نهج الإسلام في التعامل مع الإنتاج الحضاري للآخر "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها". وفي صدر الإسلام استوعب عمر (رضي) تجربة الدواوين من الروم عندما توسعت الفتوحات الإسلامية، واستوعب الرسول صلى الله عليه وسلم خطة الخندق العسكرية من الفرس، وأثنى على حلف الفضول الذي قضى بألا يبقى في مكة مظلوما وهو حلفٌ جاهلي وهكذا. ومن هذا المنطلق أزعم أن مدرسته أجابت بكل اقتدار على جدلية التراث والحداثة. مدرسته ترى أن القطعي دلالةً من الكتاب والصحيح من السنة شيء والتراث الذي بناه السابقون شيءٌ آخر ولا يمكن أن نُعاملهما بدرجة واحدة من القبول. السلفيون يُقدسون التراث الإسلامي شأنه شأن الكتاب والسنة، والعلمانيون يُبخسون التراث الإسلامي باعتباره جزءاً من ماضي الإنسانية الخرافي. الإمام يبني مشروعه على القطعي دلالةً من الكتاب والصحيح من السنة، أما التراث الإسلامي من فقه وتفسير وسيرة يضعه على مشرحة النقد ليس للتدليل على عدم صلاحيته للعصر بهدف تمرير مشروع فكري آخر؛ وإنما لاستهاض القيم الحية والفكر النابض في هذا التراث، واستصحابه في بناء المشروع الفكري المُعاصر الذي يُبشَر به. كذلك في تعامله مع الحداثة لا يُشطينها كما يفعل السلفيون ويعتبرونها "فكراً قبيحاً وكفراً صريحاً"، ولا يُقدسها كما يفعل العلمانيون "الغرب بخيره وشره هو مستقبل الإنسانية"؛ وإنما يستوعب محاسنها ومقاصدها الحميدة، ويحتوي أخطارها بالدعوة إلى بناء دفاع ثقافي ضدها. السمة الخامسة: مدرسة الإمام تُراعي في طرحها عالمية الإسلام لا أن تطرحه بصورةٍ تُوحي بأن الإسلام دينٌ خاصٌ بالجزيرة العربية. وهذا المعنى حاضر في جميع كتاباته، وهو معنىً يؤكده ويُعضد عليه القرآن (قلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) الأعراف (185). السمة السادسة: مدرسة الإمام تُراعي في طرحها التكامل بين حلقات الانتماء الوطني والإقليمي "الأفريقي والعربي" والأممي "الإسلامي". وبالنظر إلى المدراس الإسلامية الأخرى نجد أن بعضها يُسقط الوطن من الحسابات باعتبار أن الدولة الوطنية صنيعة استعمارية، وأنها ثمرة لصلح وستفاليا. أما المدرسة العلمانية وإن اعترفت بأهمية التكتلات الإقليمية القائمة على المصالح المشتركة تُسقط البعد الأممي للانتماء الديني من حساباتها وهذا يُدخل حلقات الانتماء المختلفة في تناقض. مدرسة السيد الإمام تطرح التكامل بين هذه الحلقات لذلك تجد في أدبياتها المواءمة بين المرجعية الإسلامية والمواطنة. تجده يتحدث عن المرجعية الإسلامية والإنسانيات السودانية. تجده يتحدث عن التكامل الإقليمي المبني على الحقائق الثقافية والجغرافية، بل يتحدث عن التكامل بين دول العالم الحر للضغط من أجل إصلاح المنظومة الدولية. السمة السابعة: مصادر المعرفة التي تعتمدُها المدرسة أربعة: الوحي، الإلهام، العقل، التجربة ولكل مصدرٍ مجاله. ذكرت هذه السمات حتى أُعطي فكرةً عامةً عن مدرسة الإمام، وأود أن أربط بين السمة الأولى التي ذكرتُها في مُقدمة حديثي وبين كتاب أيها الجيل. السمة الأولى أن حبلاً متيناً يربط بين أفكار المؤلف في مقتبل حياته الفكرية وبين اجتهاده الفكري حالياً رغم تغير الظروف والواقع؛ والدليل على ذلك أن أصل هذا الكتاب أطروحة قديمة قدمها المؤلف كورقة لمؤتمر حوار الأديان في بريطانيا في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وضمنَها في كتابيه تحديات التسعينيات ونداءات العصر؛ ولكَنها آنذاك كانت مجرد أُطروحة مُبسطَة أحاطت بجوانب الإنسان المختلفة وطرحت معالجات بدائية لها، والكتاب يُعتبر تطويرٌ لتلك الأُطروحة لتصير من مجرد أفكار بسيطة أحاطت بجوانب الإنسان المختلفة ودعت إلى إشباعها بصورةٍ موزونة إلى نظرية مُتكاملة تُحدد ماهية الإشباع المنشود ووسائُله، وتنشُد الرُقي بحياة الجيل الجديد إلى فضاءاتٍ بعيدة. في المُقدمة أوضح المُؤلف أن الدافع وراء هذا الكتاب هو أن للحبان (من الرضاعة إلى البلوغ)، وللشبان (من البلوغ للأربعين) دينٌ عليه وهذا الكتاب هو بعضُ سداده. وبالنسبة للشباب أوضح أن كثيراً من الزعماء وعلى ضوء الأهمية التي اكتسبها الشباب الذين فجروا ثورة الربيع العربي، أظهروا اهتماماً بالشباب، اهتماماً انتهازياً يتخذ من الشباب مصاعد للزعامة. أما بالنسبة لفكرة الكتاب فالوضع مختلف، إذ أن الدافع وراء كتابته ثلاثة أسباب أساسية ذكرها المؤلف: أولاً: أنه اُنتخب رئيساً لأكبر حزب سياسي في السودان في العشرينات من عمره. وترأس الوزارة وهو في أوائل الثلاثين من عمره، والإمام المهدي نفسه حقق ما حقق وهو في فترة الشباب. كل هذه الأشياء صنعت في نفسه إيماناً عميقاً بقدرات الشباب وفاعليتهم. ثانياً: أن مرحلة الشباب تتسم بالحماسة، وبالمثالية، وبالتفاؤل، ولكن اندفاعها دون توازن مع الحكمة والخبرة يُؤدي إلى نتائج مُدمرة ولذلك كتب هذا الكتاب ليكون بوصلة يهتدي بها شبابُنا في مسيرة حياتهم. ثالثاً: وهو أن هنالك تساؤلات خطرت بباله ويعتقد أنها تخطر ببال كثيرٍ من شبابنا المثقف وهي: * أن العلوم الطبيعية في الغالب تفترض أن تكوين الكون مادي، وكذلك الإنسان، ما أنشأ تناقضاً حاداً بين الدين والعلوم الطبيعية، وسؤال آخر مهم: وهو: إن النظام السياسي الحديث يفترض إبعاد الدين عن السياسة فما هو الموقف من هذه التطورات الحديثة؟ قادته قراءاته إلى أن الحقائق العلمية تُثبت ولا تنفي الحقيقة الإلهية. وقادته ملاحظاته إلى أن تجارب البلدان الغربية نفسها تُكذب مقولة فصل الدين عن الدولة واستشهد بكثيرٍ من النماذج منها الإشعار المكتوب على الدولار "على الله توكلنا". في الفصل الأول من الكتاب تحدث المؤلف عن الطفولة وقسم مراحلها إلى ست مراحل: * مرحلة الجنين في بطن أمه والرعايه التي تلزمُه. * مرحلة الرضاعة وهي بنص القرآن طولها سنتين. * مرحلة الطفولة المُبكرة وهي بعد الفطام إلى أربع سنين. * مرحلة ما قبل المدرسة وهي من السن الرابعة إلى السن السابعة. * مرحلة الصبا وهي من السن السابعة إلى العاشرة. * مرحلة الفتوة وهي من سن العاشرة إلى البلوغ. في كل هذه المراحل يضع الكتاب توجيهات تربوية وعلمية تُناسب كل مرحلة من هذه المراحل. وهذا الفصل مُفيد لأولياء الأمور وإن عملوا به سينتقل الأسلوب التربوي في أسرنا إلى فضاءاتٍ بعيدة من الرقي والتحضر. ولئن وُجه الفصل الأول لأولياء الأمور فإن الفصل الثاني مُوجه للأطفال يحثهم فيه على التحلي بجملة من القيم التربوية المهمة وهي: بر الوالدين، حب الوطن، التحلي بمكارم الأخلاق وهي: الصدق، الوفاء، العفة، التواضع، الشجاعة، الكرم، الإيثار، المروءة، النظافة، وعدم التفرقة بين الناس على أساس إثنياتهم أو ألوانهم أو جنسياتهم أو لغاتهم ولهاجتهم أو جهاتهم سواء أكانوا من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، واعتبر أن التفرقة نهج إسرائيلي (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) آل عمران (75). وفي الأدب السوداني: جعلي ودنقلاوي وشايقي شن نافعاني غير ولدت خلاف خلت أخوي عادني يكفي النيل أبونا والجنس سوداني كذلك حثهم على نبذ التفرقة على أساس النوع لأن النساء هن شقائق الرجال، ووجه إليهم رسالة في ترتيب واجباتهم وهي: الصلاة أولا، والدروس ثانيا، والرياضة ثالثا. وتحدث عن احترام الأستاذ واحترام الطبيعة وعدم الإساءة إليها، وعدم إساءة التعامل مع الحيوانات إلا في حالة الدفاع عن النفس في حالة الحيوانات التي تفتك بالإنسان. في الفصل الثالث تحدث المؤلف عن الشباب وتساءل لماذا هذا الخطاب للشباب؟ وأجاب بأن للشباب أهمية خاصة، فهم أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل، ولأنه يعترف بمركزية دورهم في كل التحولات التاريخية، وأن لهم خصالاً ثلاث مفتاحية في بناء الأوطان والحضارات هي: الحماسة، والمثالية، والتفاؤل؛ فإن ذلك كلُه قد قاده إلى توجيه هذا الخطاب للشباب. وهو يرى أن الشباب تعرضوا لسياسات الطغيان التي سرقت حاضرهم، وأورثت الجيل كله إحباطاً، جعل الأكثرية تهرب من شقائها بالهجرة إلى أركان الدنيا الأربع، أو تهرب بالملذات الخادعة من واقعها المؤلم. وبالإضافة إلى ذلك يرى المُؤلف أن الشباب مواجهين بتيارين على طرفي نقيض في المعادلة الفكرية: * تيار الانكفاء على التراث: هؤلاء يُقدسون التراث الإسلامي ويُبخسون الإنتاج الحضاري للآخرين حتى إن بعضهم تطرف لحد القول بحذف علامة (+) من مادة الرياضيات لأنها تشبه الصليب!. * تيار الاستلاب الفكري: تيار اقتفاء أثر الحضارة الغربية حذو النعل بالنعل، وهذا الاقتفاء عند المُثقفين من الشباب اقتفاءٌ لعمق الحضارة الغربية، أما عند العامة منهم فهو الاكتفاء بتقليد نمط الحياة الغربية في المظاهر: تقليد طريقة لبس الفنان فلان، وتقليد طريقة تسريح اللاعب فلان وهكذا. بين هذه التيارين يأتي هذا الكتاب ليُقدم أطروحة التكامل والتوازن وهي تُمثل بوصلة فكرية متوازنة إذا اهتدى بها شبابُنا حلقوا في سماوات الطمأنينة والاستقرار النفسي، وهو ما يحفز على الإبداع في شتى دروب الحياة. نظرية التكامل والتوازن التي طرحها الكتاب تقوم على افتراض أن الإنسان لديه عشرة مطالب لا بد من إشباعها لكي يعيش مُتوازناً في الحياة: المطلب الأول: الروحي. تحدث عن النظريات التي تُفسر نشوء الكون تفسيراً مادياً، وبالأخص نظرية النشوء والتطور في علم الأحياء ونظرية الانفجار العظيم في علم الفيزياء. كثيرون في الإطار الفلسفي يُسوقون هاتين النظريتين لإثبات مادية نشوء الكون أي أنه كان تلقائيا بدون خالق. في هذا الفصل هدم المؤلف التفسير المادي للكون لينتقل بعده إلى الحديث عن أهمية الإيمان في حياة الإنسان في المجال النفسي والاجتماعي والكوني. ومعلوم أن الإنسان خُلق من طين وفيه نفخةٌ من روح الله، فإذا غذى الإنسان نفسه بالطعام والشراب والنكاح يكون قد خاطب الجانب الطيني في النفس أي المادي، ولكن حياة الإنسان لا تستقر بُمخاطبة هذا الجانب وحدُه، بل لابد من مخاطبة الروح بالإيمان عبر الوصال الروحي مع الله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد (28). إن الإنسان الذي لا يهتم بُمخاطبة هذا الجانب لا يستطيع أن يصمد أمام عواصف الحياة حتى وإن توافر لديه مال قارون أوملك سليمان؛ ولذلك لم تمنع الرفاهية المادية التي حظي بها الغربيون الانتحار لدى بعض الشباب، أو الاندفاع في تعاطي الخمور والمُخدرات. ولم تستطع تحسين مستوى الصحة النفسية لدى المجتمع الغربي. والنتيجة أن ثلث ميزانية نيويورك تذهب لمستشفيات الصحة النفسية. فإذاً المفتاح الأول للنهوض بالجيل إلى فضاءات الاستقرار والتوازن هو المفتاح الروحي (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) طه (125). المطلب الثاني: المادي. في هذا الفصل تحدث عن أهمية العنصر المادي في حياة الإنسان باعتبار أن الإنسان خاضع للطبيعة الكيميائية التي تجعله يحتاج للهواء، والماء، والغذاء، والدواء، والكساء، والمأوى لتأمين معيشته. وهناك حاجة الجنس الموجودة في كثير من الكائنات الحية لضرورة التكاثر وهي ضرورة مادية، ولكنها في الإنسان توالد وزيادة. ثم تحدث عن اعتراف الإسلام بأهمية الجانب المادي دون طغيان كما فعل اليهود الذي طغوا في الماديات ( فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ ) النساء (153)، ودون تقصير كما فعل المسيحيون (ورَهْبَانِيّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاّ ابْتِغَآءَ رِضْوَانِ اللّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقّ رِعَايَتِهَا) الحديد (27)، ليصير تصورنا للمادة تصورٌ مُتوازن كما بينته الآية الكريمة (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلا) الكهف (46)، وفي هذا المعنى أمر رسولُنُا الكريم أن نبدأ بالعَشاء إذا تزامن مع صلاة العشاء. وقال علي (رضي) "لو كان الفقرُ رجلاً لقتلته". والإسلام ذم الانقطاع التام للعبادة وذم هجر الدنيا وعدم الاهتمام بإشباع رغبات الجسد كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الثلاثة المشهورين، وفي نفس الوقت ذم التصور المادي البحت للحياة (وقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ) الجاثية (24). المطلب الثالث: المعرفي. إذا كان الإيمان هو غذاء الروح، والأكل والشراب هما غذاء الجسد؛ فإن المعرفة هي غذاء العقل. وإذا أهمل الإنسان تغذية عقله بالمعرفة النافعة فإن العقل سيتطلع إلى الانشغال بسفاسف الأمور، سينشغل بتتبع أخبار الناس وتفاصيل حياتهم مما لا يخدمه في شيء ولا المجتمع. المؤلف تحدث في هذا الفصل أيضاً عن تغييب العقل في التراث الإسلامي وتغييب الروح والأخلاق في الفكر الغربي، وتعرَض للنظريات المعرفية المختلفة بالنقد وخلص إلى أن المعرفة التي نحتاجُها هي التي تعمل على التكامل بين حقائق الوحي والحقائق العلمية التي نصلُ إليها عبر العقل والتجربة. المطلب الرابع: الأخلاقي. تطرق إلى المدارس المهتمة بدراسة علم الأخلاق وهي كثيرة. هنالك مدارس تعتبر أن الأخلاق مستمدة من المتعة، فالسلوك الحميد هو الذي يحقق المتعة، ومدارس أخرى تعتبر أن الأخلأق مستمد من فكرة الكمال الذي يتطلع إليه الإنسان، وهنالك من الفقهاء من يقول إن مكارم الأخلاق مستمدة من طاعة تعاليم الوحي، وفي هذا المجال خرج بخلاصة جديدة مُستندة على الوحي القرآني لها ثلاث مراتب: المرتبة الأدنى: المماثلة أن تفعل بالآخرين ما تُحب أن يُفعل بك. المرتبة الوسطى: أن تكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، أن تتجاوز حدود ذاتك لتكون حامياً للفضيلة في المجتمع ناهياً عن الرزيلة. المرتبة الثالثة: أن تتحلى بفضيلة الإيثار. أن تُحب للآخرين أكثر مما تُحب لنفسك. ومعلوم أن الأخلاق هي أساس تماسك المجتمعات، وعندما سُئل وزير سابق للتربية في اليابان عن سر التطور الاقتصادي الذي جعل اليابان ضمن قائمة الدول الثماني العظام في العالم أجاب: هذا التطور ثمرة لشيئين: الأخلاق والتواصل بين الأجيال. فإذا المفتاح الرابع للمساهمة في صناعة جيل واعد ومتوازن هي الأخلاق. المطلب الخامس: العاطفة. أي أن تكون لك وراء المعاملات مع الناس محبة، وأرفعُ درجات المحبة مع الله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه) البقرة (154)، كذلك المحبة مع الوالدين، والزوجة، والأبناء، والأهل، والأصدقاء وهكذا. البشرية كلها محتاجة لعاطفة الحب، وهي في كل المستويات تتطلب جرعات من الحنان إلى جانب الإيمان لتتوازن الحياة، فإن جف الحنان وغابت المحبة فسوف يُصاب الإنسان بجفاف وتصحر عاطفي يجعل الحياة سوط عذاب. والحب مهم للجيل فهو يجعله يُقدم عطاءاً بلا حدود وبالتالي هو دافع للارتقاء بحياة الجيل الشاب إلى فضاء السمو الوجداني. والحب المقصود هنا هو ليس الحب بمفهوم روتانا أو سنوات الضياع أو وادي الذئاب، أو ما يحدث اليوم من علاقات بين الشباب والشابات في الجامعات دون ضوابط. إن الحب قبل الزواج بلا ضوابط أشبه بالمائدة الطيبة في الوعاء النتن؛ ولكن الحب بأطره المشروعة هو ملح الحياة ولا يستطيع الإنسان الاستغناء عنه. المطلب السادس: الاجتماعي. الإنسان لديه وحدات أوسع ينتمي إليها. في مجتمعاتنا هذه الوحدات هي الأسرة، العشيرة، القبيلة، الإقليم، الوطن، والأمة. وهنالك فكرويات سادت في المُناخ الفكري واستقطبت قطاعات اجتماعية كبيرة. الوحدات الاجتماعية الأوسع والفكرويات السائدة في المنطقة بحاجة إلى تطوير في بنيتها لكي تلعب دوراً مهماً في الارتقاء بالإنسان. المطلب السابع: الرياضي. المُؤلف انتقد مقولة العقل السليم في الجسم السليم وذكر أن الصحيح هو الجسم السليم في العقل السليم لأن العقل هو الذي يكتب تلك الروشتة. وانتقد ربط كثير من الدول بين الشباب والرياضة، وذكر أن الرياضة مهمة لكل الأجيال بل الشيوخ في أشد الحاجة لها وكذلك المرأة. وتحدث عن أهمية الرياضة: - كمطلب صحي لتمرين العضلات وأعضاء الجسم. - كضرورة علاجية لكثير من الأمراض. - كضرورة نفسية لإشباع حب التنافس ولتنفيس حالات الغضب، والحزن، ولكسر حالات الملل. - وكضرورة عُمرية تُبطئ ضمن عوامل أخرى الشيخوخة. - وكضرورة تربوية بما تُحقق من تنظيم التنافس والتعاون من أجل هدف مشترك. - وكضرورة اجتماعية تُثري التواصل الاجتماعي بين الناس. - وكضرورة جمالية بما تحمل من ممارسات فنية وبما تُؤدي إلى تجميل طبيعي للأجسام. - وكضرورة دولية تقوم بدور كبير في التواصل بين الشعوب لأنها تمثل لغة مشتركة. والملاحظ أن أغلب الشباب اليوم يمارسون التفرج والتشجيع ولا يمارسون الرياضة. والمؤسف أنها اختفت الآن من المؤسسات التعليمية الحكومية مع أنها كانت في الماضي جزءاً من البرنامج التعليمي اللا صفي، وكل هذا بسبب نقص الميزانيات ما جعل المدارس تضطر إلى إلغاء الأنشطة اللاصفية. والمؤلف يرى أن الرياضة ضرورة وليست من الكماليات، ولذلك أوصى رسولُنا الكريم بها "من ركب وخط وخاط ورمى بالسهام فنعم الغلام" ومارسها حينما سابق السيدة عائشة بالجري الخفيف فسبقته في الأولى وسبقها في الثانية وقال لها: هذه بتلك!. إن الحيثيات المذكورة آنفاً تُؤكد أهميتها في الارتقاء بحياة الجيل بل حياة الكبار بدنياً ونفسياً واجتماعياً. المطلب الثامن: الجمالي. تحدث عن ضرورة الجانب الجمالي في الحياة، وتحدث عن صور الإبداع الجمالي وهي: الرسم، والنحت، والموسيقى، والغناء، والرقص، والعمارة، والشعر، والقصة، والرواية، والمسرح، والنسيج، والتصميم الفني، والديكور، والسينما. وكل هذه الوجوه مهمة للارتقاء بالحياة ولابد من استغلالها استغلالاً إيجابياً يتكامل ولا يتناقض مع الدين. المطلب التاسع: الترفيه. ذكر أن الترفيه مهم لتجديد الروح، ولكسر الملل، ولاستعادة النشاط ولذلك قال الإمام علي" إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم" وقال أبو الدرداء " إني لأستعينُ على نفسي بالشيء من الباطل ليكون أقوى لها على الحق". وكثيرون يظنون أن هذا يتناقض مع الدين في أن حين التدين هو ماذكره الشاعر: ظنوا التدين تكشيرا وعكننة وقبضة الوجه في صحب وفي ولد الدين مسحة بشر واغتنام مودة ما أبعد الفرق بين الدين والنكد وقال: الدين ليس تجهما وعبوسا والدين ليس مظاهرا وطقوسا الدين إيمان وفيض سماحة فاسعد واسعد لا تكن منحوسا وتحدث المؤلف عن الترفيه كضرورة من ضرورات الحياة. ووذكر أن قسطٌاً منه مطلوب لكي تتوازن الحياة وقسَمه إلى ثلاثة: ترفيه واجب لأنه يعين على أداء الواجب، وترفيه آثم لأنه يعين على ارتكاب الإثم، وترفيه مباح. وفي الخاتمة أوصى بالإقبال على الترفيه الذي يعين على أداء الواجب والترفيه المباح الذي لا إثم فيه، مع اجتناب الترفيه الآثم. المطلب العاشر: البيئي. قال إن الوجود الطبيعي من حجر، ونهر، وبحر، وشجر، ومدر هو جزء من الإرداة الإلهية (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ) الحجر (85)، (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) الإسراء (44). ومعلوم أن في الكون وجود طبيعي حي يعيش معنا متمثل في الموجودات الحية التي قال الله تعالى عنها "أمم أمثالكم"، وكذلك وجود جامد مما يستدعي إحسان التعامل مع الوجود الحي والجامد من منطلق حمل الإنسان لأمانة التكليف والاستخلاف، ولابد من السعي كبشر إلى اكتشاف السنن الكونية وتطويع الطبيعة بما يُؤدي إلى عمارة الأرض (هو أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) أي جعلكم عمارها. هذه هي الأركان العشرة التي تُكون نظرية التكامل والتوازن، وهي نظرية فريدة وماركة مُسجلة باسم الإمام الصادق المهدي. الفصل الرابع عشر هو نداء لشباب المهجر خلاصته تحدث فيه عن مشاكل المهجرين وتحليل أوضاعهم والوصفة العلاجية المطلوبة وختمه برسالة أنقلها كما هي "وسعوا للسودان مكانة خاصة في عقولكم وقلوبكم. وكونوا رسل حضارة لوطنكم، ولعالم الجنوب مناداة بالعدالة العالمية، ولقيم الإسلام في الاعتراف بالآخر الديني والتعايش معه. واندمجوا في مهاجركم ونمَوها، ولكن لا تنسوا الوطن الأم، ولا تغضبوا منه ولا عليه ولكن اعملوا على تغيير حاله بالوسائل المدنية. هنالك تقصير كبير عندنا في التربية الوطنية وهو ما ينبغي أن نعالجه ضمن الإصلاح التعليمي التربوي في بلادنا وهو ما ينبغي أن تحرصوا عليه في أوساطكم". الفصل الخامس عشر تحدث عن الإنسانيات السودانية، أي الفضائل يتحلى بها أهل السودان والعثرات التي تُواجهها: الإنسانيات السودانية هي: * التمسك بالكرامة. * الكرم. * التسامح. * الإقدام. * التواضع. * المروءة. * التضحية. والعثرات التي تُواجهها - أي السلبيات الكامنة في المجتمع السوداني- هي: * الشجاعة في المسائل الشخصية والجبن في التصدي للمسائل الاجتماعية. * الاهتمام بالنظافة الشخصية مع الإهمال في الاعتناء بنظافة البيئة. * الاستعلاء الإثني. * الاستعلاء الذكوري. * الاستهتار بالمواعيد. * الاستعداد الكبير للاستلاب الثقافي. * الحسد. * المحاكاة. * المجاملة في الاجتماعيات حتى ولو كان على حساب الواجب. وفي النهاية دعا إلى التمسك بالإنسانيات السودانية والتخلص من العثرات التي تُواجهها لكي ننتقل بحياتنا إلى فضاءات الرُقي والتقدم. الخلاصة أن هذا الكتاب: * صحيح أنه موجه للحبان والشباب ولكن مفيد لكل الأجيال. * أسلوبُه سهل وبسيط في غالبه وبعيد عن الجفاف الأكاديمي الذي تتميز به معظم الكتب المتعلقة بهذا الموضوع، حتى إنك ما أن تبدأ فيه حتى يجذبك لاستكمال النهاية، مستخدماً في ذلك الشعر والحكم والتجارب لكسر الرتابة المُعتادة في الكتابة، رغم أن بعض الأفكار تحتاج إلى قاريء ذي مستوى عالٍ من الفكر والثقافة. * فيه قراءة متكاملة لا جزئية في حياة الجيل من منظور التجربة الشخصية والإطلاع المعرفي كشفت مواطن العلل، وزوايا الخلل، ووضعت رؤية متطلعة للحل الذي يلتزم الإحاطة. * هو أفضل كتاب قراءته في حياتي، فهو ينشد الرقي بحياة الجيل الشاب بل الأجيال إلى فضاءات بعيدة. * معظم الآيديولوجيات العالمية التي ملأت الدنيا ضجيجاً وشقيت بسببها الإنسانية حيناً من الدهر فشلت في الإحاطة الكاملة بحاجات الإنسان رغُم إدعاء التقدمية، وبعض الآيديولوجيات الإسلامية إذ استجابت لإشباع حاجات الإنسان الروحية والخلقية فشلت في استيعاب حاجات أُخرى، مما يجعل نظرية التكامل والتوازن التي نضج عودُها في هذا الكتاب منهجٌ فريد التزم الإحاطة في قراءة شخصية الإنسان، ووضع لبنات لبناء شخصية سوية متوازنة في الحياة مستمتعة بها دون أن تُفرَط في مبادئها وثوابتها، ودون أن تُضحي بعصرها. الزبير محمد علي [email protected]