احمد بابكر نهار رجل متطلع لم يستوعبه حزب الامة وهو الذي يحمل ارث الادارة الاهلية للزغاوة المتطلعين عموما في طبعهم , ناور الانقاذ ثم التحق بحكومة الوفاق الوطني , انتقل لاكثر من وزارة لكن كانت دينماكيته في وزارته الاخيرة , وهي وزارة الطرق واالنقل والجسور, ظاهرة المفعول في طريق الغرب انجازا وكشفا لبعض الالاعيب التي كانت تمارسها الشركات والتي كانت تستلم الاقساط دون انجاز في الطريق , صعدت الامور في هذا الاتجاه مع احدي الشركات المقربة من السلطةالي ان وصلت لرئيس الدولة وبعدها خمد الامر, وجانب اخر من ديناميكية الرجل يظهر في الحركة نحو بناء كيانه الحزبي وهذا بالطبع شي مشروع لرئيس حزب وجد نفسه في السلطة باسم حزبه علي قاعدة تقسيم الثروة والسلطة لكن يبدو ان حركته في هذا الاتجاه كانت اكثر من المتاح , اذ ان المناصب في مثل هذه الحالات تمنح للافراد بمعزل عن قبائلهم وحتي احزابهم ذلك لكسب رضائهم , واستدراجهم لان يدوروا في فلك النظام , ويستفيدوا لنفسهم , بشرط انلا يفيدو احد ولا منطقة من مناطقهم وإلا يبعدو مهما كان اسم الاتفاق الذي ابرم معهم , وذهب نهار بعيدا واوشك ان يكمل الطريق الانقاذ الغربي والذي تبقي عليه من دخول الفاشر منطقة تقل عن 60 كلم , وبذلك يكون قد اوشك ان يدخل البص ابو قرون الفاشر , لتجده يحوم في شوارع الخرطوم ومكتوب عليه وليد دار فور اكسبرس,وهذه يبدو انها جرعة حضرية غير مسموح بها لدار فور وتطلع اكثر من اللازم لا بد ان يحد, لان مكاسبه الشخصية والحزبية لنهار ربما تكون كبيرة . الجهات التي ترصد هذه الاشياء هي الجهات الحاكمة بالفعل . وكان ذلك ظاهرا لها في الزخم الذي اعد لاستقبال الرجل في الفاشر والاحتفال به في الايام الماضية ,ومن قبل ذلك الزخم الذي اعد لاستقباله وهو عائد من مرضة الذي استشفي بسببه في الخارج, ومن رحلاته الي مواقع نفوذه , وربما سخر الرجل شئ من امكانات وزارته في هذه الرحلات , وهو حسب فهمه وجرأته كوزير وربما المقارنات بالاشياء التي يعرفها عن بعض المتنفذين الذين ربما يسخرون ايضا امكانية الدولة لاحزابهم واهلهم فمن باب اولي ان يعمل هو ايضا ذلك ولعل هذا جانب من فهمه للائتلاف او المشاركة في حكومة الوفاق , لكن الطرف الاخر ربما رأي ان هذه التصرفات اكثر من المطلوب , مما ادي الي الحد من استراتيجيات الرجل الخطيرة وهو الذي لا يخفي تطلعاته القومية للزعامة , لانه دائم المطالبة بان يزال اسم القبيلة من فورمات الدولة , ويكتفي بان تكون الام والاب سودانيين , وهذا الامر تستعمله الدولة ولا تستحي في ذلك لانه وجهه حقيقية للنظام واسم القبيلة موجود حتي في طلبات الانضمام للحركة الاسلامية او طلب من البنك او طلب الحصول علي ارض وهي حقيقة , اذ يقدم حظ اهل بعض القبائل علي حتي الدرجات العلمية , ناهيك عن بعض القبائل . يبدو ان مشروع نهار العام الذي ذهب لاهله في الفاشر محتفي به بسبب بعض انجازات هذا المشروع, ولربما الطريق كان من ضمن الانجازات التي تتطلب تقديرا للوزير الذي يري انه قد وصل في امرهذه الانجازات مرحلة الجنكاب واللبني , وقد ظهرت بوادره وهو يعد آليات حصاده ,لكن حسابات النظام غير ذلك , وان الحصاد في مثل هذه الامور يجب ان يكون من نصيب الدولة هذا اذا رأت ان يكتمل ,ولا اعتقد ان لنهار القدرة لاان يكمل ما بدأه بعد التوزيع الجديد , الذي تم في وزارته, والتي اعلن ان القسم المختص بالطرق فيها قد ذهب لوزير اخر, وقد تؤول لنهار وزارة النقل اذا قبل ,الامر الذي ربما يربك استراتيجياته اكثر من المطلوب , والا عليه ان يقادر حكومة الوفاق الوطني اذ رأي ان في ذلك حفاظا لقدره ,الرئيس كثير الاستماع اليه ويحب طرفه التي تتسم بكثير من الاشارات لكن يبدو ان النظام الحاكم له اراده تتعارض مع ارادات الافراد احيانا وقد ظهر ذلك جليا في التعديلات الاخيرة والتي ذهبت بكثير ممن يعتبر انهم علية القوم ليثبت النظام انه خارج اطار الافراد , وفي ذلك الله يستر علي احمد هارون وطريقنا في شمال كردفان . [email protected]