* قبل اشهر ليست بالقصيرة تحدثت *من الخرطوم الى الشيخ موسى هلال بالهاتف ..كنت في الخرطوم وكان الشيخ في مكان بعيد اضطره لاستخدام هاتفه ( الثريا)..رغم ان المكالمة التي نسقها مستشاره الإعلامي بالخرطوم امتدت لوقت غير قصير الا انني لم أتبين ماذا يريد شيخ عشيرة المحاميد.. خلاصة مكالمته طلب منى ان انقل رسالة للسيد مساعد رئيس الجمهورية الدكتور ابراهيم غندور والذي تربطني به علاقة قديمة تجاوزت أطر *السياسة والتصنيف السياسي..هلال كان يطلب في ذاك الوقت ان يتكبد مساعد الرئيس مشاق الحركة ويصله في الخلاء ليفاوضه.. بالفعل أبلغت رسالة الشيخ هلال لمساعد رئيس الجمهورية حينما التقيته بصحبة عدد من الزملاء في مكتبه بالقصر الجمهوري..غندور تحدث حديثاً مثيرا ربما بعضه لا يصلح للنشر في هذا الوقت. *التقيت أيضاً في يونيو الماضي بوالي شمال دارفور يوسف كبر بمنزله بالخرطوم ..سالت الوالي كبر لماذا لا يستقيل اذا كان ذلك سينهي التوترات في شمال دارفور ويعيد الشيخ موسى هلال الى الخرطوم ..الوالي كبر عاجلني بسؤال ماذا يريد موسى هلال .. بعد نقاش مستفيض شارك فيه عدد من الزملاء اكد كبر انه قدم خيار الاستقالة لقيادة حزبه ورفضت الامر حتى لا تستن سنة إقالة شاغلي المناصب العامة لإرضاء زيد من الناس..من ذاك النقاش وعطفا على احداث سابقة تبين لي ان الشيخ موسى هلال رجل طموح.. اغلب الظن ان منصبه كمستشار في وزارة الحكم الاتحادي اقل بكثير من طموحاته. شيخ موسى لتحقيق حلمه في المجد السياسي فتح عدد من المسارات ونسج عدد من التحالفات.. نشط محليا في الصلح بين القبائل ..بل في ذلك الصدد كان يتصادم كثيرا مع الحكومة اذ ينغض غزلها ليصنع اخر خاص به..منذ وقت ربطت هلال *صلة مصاهرة مع الرئيس التشادي ادريس دبي..هذه المصاهرة لها ابعاد سياسية حيث بات ظهر الرجل مؤمن ولديه ملجأ امن ان احتاج الى ذلك..كما ان لذات المصاهرة بعدا داخليا حيث ان الرئيس التشادي منتمي لقبيلة الزغاوة الممتدة في السودان وتشاد وبالتالي عبر تلك المصاهرة بات شيخ موسى حليفا لقبيلة لها نفوذ عظيم وحضور كبير في دارفور. في أطار التعامل مع الحكومة السودانية اختار شيخ موسى الإبقاء على شعرة معاوية..شق عصا الطاعة على الحكومة ولكنه احتفظ بمودة مع القيادة العليا ..كانت رسالته للقيادة السياسية أنا معكم ولكن ضد كبر..هذا التواصل جعل الحكومة تغض الطرف على كثير من حماقات واستفزازات شيخ موسي التي وصلت درجة استدراج بعض القوات الحكومية المقاتلة وتجريدها من سلاحها..كان موسى هلال يرسل رسالة وينتظر رد فعل الحكومة..ان تبين له غضبها الشديد تنصل عن الامر عبر توضيحات.. من بين تلك الرسالة اعلان تأييده لمجموعة غازي صلاح الدين ثم النكوص عن ذلك..حتي عندما اعلن تكوينه لمجلس الصحوة عاد واكد انه مازال على ولائه للحزب الحاكم ولا ينشد الا الاصلاح. الحكومة تحاول الرهان على عامل الزمن..شرعت في سحب البساط من تحت قدمي الشيخ عبر الاستعانة برجال من ذات مناطق نفوذه القبلي..لم توافق على مطالبه بإقالة كبر حتى لا تنفخ في جسده العافية وترى بالإمكان تحقيق مطالبه بانقضاء اجل ولاية كبر في ابريل القادم..الحكومة أيضاً تدرك ان تمرد موسى هلال سيفتح بابا جديدا في الصراع ويفقدها حلفاء من القبائل العربية في المنطقة..هؤلاء كانوا دائماً يناصرون الحكومة ظالمة او مظلومة..لهذا السبب لم تطبق الحكومة لائحة البرلمان وتفصل موسى هلال أسوة بمجموعة غازي صلاح الدين..هلال يستحق الفصل بتغيبه الطويل من الجلسات وبتغيير لونه السياسي حيث اعلن عن تنظيم سياسي مسلح باسم مجلس الصحوة الثوري. بالامس ارسل موسى هلال رسالة شديدة اللهجة عبر توقيعه لمذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية..المذكرة جمعت بين طرفين انتهازيين .. الحركة الشعبية تدرك ان زبونها الجديد مثقل ظهره *بالخطايا التي كادت ان تأخذه الى محكمة لاهاي *..وان كل مجده بني على ما يناقض مشروع السودان الجديد..الا ان اطلالة الشيخ ذو العمامة البيضاء القصيرة يعتبر فتحا جهويا جديدا .. هلال يريد ان يناور بهذه الخطوة ليؤكد الخرطوم ان كل الخيارات مفتوحة وان الهدنة لن تطول. بصراحة المذكرة التي وقعها نيابة عن هلال الاستاذ اسماعيل اغبش ينبغي ان تكون بطاقة حمراء في وجه الشيخ هلال..ذات المذكرة حينما وقعها حسن الترابي في العام 2001 أفضت به الى غياهب السجن وكادت ان تطيح براسه..اي تراخ او محاولة لإيجاد العذر للشيخ هلال ستوحي بضعف الحكومة او ممارستها الخيار والفقوس مع من يحملون السلاح. أخشى كثيرا من خطوة شيخ موسى القادمة فالرجل محفوف بالطموح ومسنود برجال لا يجيدون السياسة ..ولكن من الطموح ما قتل. التيار * [email protected]