مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



-أمريكا تدعم الحروب في الولايات وترفض للحركات التوحد لإسقاط النظام فما هو السر؟ حلقة 4-4
نشر في الراكوبة يوم 21 - 07 - 2014

افهميها يا حكومة ومعارضة وحركات ثورية فماذا تفعل أمريكا أكثر من ده لتكشف نواياها التآمرية
الشمال والجنوب بحاجة لإنقاذ من (الإنقاذ والحركة) فكيف يعود الاستقرار لبلد قسموه زورا لبلدين
الشعب فقد ثقته في الأحزاب لفشلها التاريخي ولمشاركتها في الانفصال رغم رفضه للإنقاذ
قيادات التجمع أعلنت رفضها لحق تقرير المصير ثم انتكست وبصمت عليه إرضاء لأمريكا
بعد أن وقع الفأس في الرأس تبحث المعارضة عن موقف خسرته بما ارتكبت من أخطاء
تناولت في الحلقة السابقة الدور الكبير الذي لعبه الشيخ الترابي زعيم الحركة الإسلامية حيث عددت فيها كيف انه بدا التخطيط وإعداد المسرح للانقلاب منذ عام المصالحة مع النميرى في عام 77 والتي عمل فيها من ذلك الوقت على اختراق القوات المسلحة بعد أن انفرد بالساحة بسبب رحيل الشهيدين عبدالخالق محجوب والشريف حسين الهندي ثم لهيمنته على فترة الحكم الانتقالي في الديمقراطية الثالثة عندما نجح في أن يقف على رأس الحكومة الانتقالية قيادات موالية أو متعاطفة مع الحركة الإسلامية والتي انحازت له يوم رفضت طلب كل الأحزاب بالإجماع - ماعدا حزب الترابي- بمد الفترة الانتقالية ثم إلغاء قومية الاقتراع على دوائر الخريجين وابتداع الدوائر الجغرافية للخريجين حتى يفوز حزبه بدوائر الخريجين كما أوردت الكثير من التفاصيل للأحداث الغريبة التي شهدها السودان وصبت كلها لتامين انقلاب الحركة الإسلامية وعلى رأسها دخول الشيخ سجن كوبر لتامين الانقلاب ومذكرة القوات المسلحة و مسرحية الانقلاب المايوى المزعوم وكل ذلك كما أكدت علي إن الانقلاب قصد بتوقيته أن يحول دون تفعيل اتفاق الوحدة والسلام بان يحول دون انعقاد جلسة البرلمان حتى لا يصدر قانونا يلغى قوانين سبتمبر الإسلامية ولعل أهم ما أبرزته في تلك الحلقة التحالف الاستراتيجي بين الأعداء أمريكا والحركة الإسلامية بعد أن التقت مواقفهما ضد تنفيذ اتفاق الوحدة والسلام حيث إن أمريكا تعمل لفصل الجنوب والحركة لن تحقق فرض الحكم الإسلامي الا بفصل الجنوب .
ولان الرياح لا تأتي بما تشتهى السفن فلقد وجدت الإنقاذ إنها في ورطة لان حليفتها أمريكا لا يقف مخططها على فصل الجنوب وإنما يمتد لتقطيع السودان (حتة حتة) حتى
فجعت ( بان الحروب الأهلية تصاعدت في أكثر من منطقة ومهددة بالمزيد منها وإنها تقف. عاجزة عن مواجهتها لما تتمتع به من دعم أمريكي وعلى المستويات العالمية الرسمية بل ولغفلة النظام فان أمريكا وفرت الحماية لها في اتفاق نيفاشا وهو ما يتماشى مع قرارها حول حق المناطق المهمشة التي لم يكن بينها أي منطقة متمردة في ذلك الوقت لعدم وجود أي تمرد غير الجنوب.
وحيث إنني وعدت بان ارصد ما ارتكبته القوى السياسية حاكمة ومعارضة من أخطاء صبت لصالح التآمر على السودان فإنني بدءا لابد أن اطرح سؤالا هاما لفتح هذا الملف.
فبما إن أمريكا كشفت عن نواياها لتقسيم السودان منذ الربع الأول من التسعينات وقررت علانية إنها ستعمل على تحرير السودان من الاستعمار العربي والذي قصدت بإعلانه أن تحث المسلمين غير العرب المتضررين من الهيمنة والتميز العربي أن يشاركوا في التمرد حتى لا يقتصر التمرد على غير المسلمين وحدهم وقد نجحت بالفعل في تحريض مناطق انتشر فيها التمرد الذي يقوده أو يشارك فيه مسلمون بل فإنها قد كشفت عن نواياها بصورة سافرة عندما تبنت بيان حق الجنوب والمناطق المهمشة في تقرير المصير فلماذا أصبحت القوى السياسية حاكمة ومعارضة أداة لإنجاح هذا التآمر و لماذا لم ترتفع بموقفها لتغلب الهم الوطني على كل الرغبات الشخصية وتتخلى عن الرؤى الحزبية الضيقة كما إنها أصرت على ارتكاب العديد من الأخطاء التي ساهمت في تفتيت السودان.
فهل كانت ردة فعل القوى السياسية السودانية حاكمة ومعارضة في مستوى النوايا العدوانية التي كشفت عنها أمريكا علانية :
بداية . فالسؤال المشروع هنا إذا قبلنا مسلك الإنقاذ يوم أبرمت اتفاق بون لرغبتها في فصل الجنوب حتى تؤمن على الحكم الإسلامي الذي تصر على فرضه بالقوة فكيف إذن بقيت على موقفها نفسه بعد تكشفت نوايا أمريكا علانية بان سقف مخططها لا يقف عند فصل الجنوب وإنما تحرير السودان كله من الاستعمار العربي فلماذا لم تراجع هذه السياسة ولماذا عادت لتحقق لأمريكا فصل الجنوب بعد أن تكشفت لها الحقيقة.بدلا عن التراجع عن سياستها لتفشل المؤامرة وتحفظ الوطن وتوحد القوى السياسية لمناهضة أمريكا.
إذن كان هذا أول وأكبر أخطاء الحركة الإسلامية التي كان يتعين عليها أن ( تثوب لرشدها) وتغلب وحدة الوطن وتتراجع عن هذه النظرة الضيقة حتى لا تحقق لأمريكا مخططها في تقسيم السودان بعد أن لم يعد المقابل للحكم الإسلامي انفصال الجنوب وحده أم إن الحركة الإسلامية لا تمانع في أن يقسم السودان قطعة قطعة بسبب سياساتها.
ولعل أهم ما كان يتعين على الإنقاذ أن تتوقف فيه وتعتبر منه فتتنازل عن سياستها لفرض الحكم الإسلامي بالقوة حتى لا تساعد المخطط الأمريكي فان الحركة الإسلامية تعلم إن الحروب المسلحة التي تصاعدت في المناطق الثلاثة كانت ولا تزال ولسوف تظل تحت رعاية الدعم الأمريكي الغربي الذي أضفى عليها حماية من المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان حتى أصبحت كيانات معترف بها عالميا فلماذا لم تتعظ الإنقاذ من موقف امريكا لما فوجئت بان الحركات التي ترعاها وتدعم ثوراتها على الإنقاذ في مناطقها اجتمعت واتفقت على توحيد قدراتها المسلحة لإسقاط النظام باعتباره الحل الوحيد لمشاكلها وما كان من أمريكا إلا أن أصدرت بيانا رسميا أعلنت فيه إنها ترفض للحركات المتمردة أن تتوحد من اجل إسقاط النظام بالعمل المسلح مما يؤكد إنها حريصة على بقاء النظام من جهة وبقثاء الحروب المسلحة في ذات الوقت فماذا يعنى هذا غير إن الدور الذي تريد أمريكا للحركات المتمردة أن تلعبه هو تصعيد الحرب في المنطقة المخصصة لكل منها دون أن تمس النظام مما يؤكد إن ما ترمى له هو تقسيم السودان لان هذا لن يتحقق إلا ببقاء النظام واشتعال الحروب بينه والرافضين له لأسباب دينية أو عنصرية عربية كل في منطقته وهذا هو المطلوب فهل من درس أهم من هذا للإنقاذ حتى تدرك إنها على الطريق الخاطئ الذي يقسم الوطن عدة دويلات أو ليس في هذا درس لكل القوى السياسية حاكمة ومعارضة ومتمردة حتى تعيد حسابات مواقفها وفق مصالح الوطن.
ثانيا ملف التجمع الوطني ومواقفه لم تكن أحسن حالا من الإنقاذ حيث صبت بنفس القدر لصالح المخطط التآمري الأمريكي وهذا ما أقف فيه الآن بالتفصيل.:
1- بداية الأحزاب السياسية والتي تجمعت في كيان واحد معارض للانقلاب تحت مسمى التجمع الوطني الديمقراطي اتجهت للمعارضة من خارج السودان وأغفلت المعارضة من الداخل وأسقطت بهذا دور الشعب في إن يكون صاحب الكلمة مما مكن الإنقاذ من أن تصفى وجود التنظيمات النقابية من عمال ومزارعين ومهنية وسكة حديد وبهذا أجهضت أقوى أسلحة الشعب في الإضراب السياسي بعد أن أتيح لها تصفية الخدمة المدنية بالصالح العام بل وتصفية حتى مؤسسات القوات النظامية حيث تحقق لها ذلك دون مقاومة لان المعارضة من الخارج أضعفت دور المقاومة الجماهيرية من الداخل حتى دانت البلد للحركة بعد أن أمسكت بكل مفاتيحها بالرغم من إن فشل المعارضة من الخارج معروف حتميا فالانقلابات التي شهدها السودان لم تجهض إلا بالإرادة الجماهيرية من الداخل وسلميا .
2- مع إن تجمع الأحزاب يحمد له أخيرا بعد الفشل التاريخي لنصف قرن الوصول لمشروع تسوية مع الحركة الشعبية لتحرير الجنوب يقوم على وحدة السودان وفق دولة المواطنة التي تضع حدا لفوارق العنصرية والقبلية والدينية الآن التجمع منذ ضم الحركة الشعبية في عضويته رهن نفسه للحركة وفقد استقلالية مواقفه حتى تم تهميشه نهائيا ولم يعد كيانا مؤثرا فيما يدور من مفاوضات بين الحركة والإنقاذ تحت رعاية أمريكا والغرب المتآمرين على وحدة السودان حتى تمزق الوطن بسبب هذه المفاوضات وما ترتب عليها من تسويات بين الإنقاذ والحركة الشعبية وتحت رعاية ووصاية أمريكا التي لم تخف نواياها العدوانية لتقسيم السودان كما أكدت في الحلقة السابقة لهذا لم تعد لهذه الأحزاب المعارضة وجودا مؤثرا على المستوين الداخلي جماهيريا أو خارجيا دون أي دور فيما يشهده السودان من مفاوضات حددت وتحدد مصيره
3- ومن اكبر أخطاء التجمع انه اختار طريق العنف والعمل المسلح لإسقاط النظام من الخارج مع فشل تجربة الجبهة الوطنية أبان مكافحة انقلاب مايو ولان التجمع لا يملك التأهيل لعمل المسلح فانه باعتماده النضال المسلح وسيلته لإسقاط النظام وهو لا يملك مقوماته سهل للحركة الشعبية أن تصبح قوة عسكرية نظامية موازية للقوات المسلحة السودانية وليست حركة متمردة بعدان أصبح لها القدرة أن تفرض نفسها ندا للدولة مع غياب التجمع عن صناعة الأحداث وكان ذلك لأنها رهنت إرادتها في شخص رئيس الحركة الدكتور جون قرنق بسبب موقفه الشخصي الوحدوي لهذا فقدت كل شيء باغتيال المتآمرين على وحدة السودان له بجانب إن قرنق نفسه لم يكن يملك الخروج عن الهيمنة الأمريكية طالما إن الحركة تعتمد على دعم أمريكا والغرب لهذا لم يكن غريبا أن يتراجع قرنق تحت الضغوط الأمريكية والتهديد بسحب الدعم عنه ويقبل مجبرا ما فرضته أمريكا على طرفي الحركة للاتفاق على حق الجنوب في تقرير المصير. وللحقيقة والتاريخ كان الشريف زين العابدين الهندي الأمين العام لحزب الاتحادي الزعيم الوحيد الذي اتخذ موقفا رافضا لانضمام الحركة للتجمع واصدر بيانا أكد فيه اختلاف أجندة الحركة عن أجندة التجمع حيث إن الأخير يناضل من اجل إسقاط نظام دكتاتوري لإعادة الديمقراطية بينما الحركة ليست معنية بعودة الديمقراطية بقدر ما هي معنية بقضية الجنوب وإنها بسبب هذه القضية كانت في حالة حرب مع الحكومة الديمقراطية نفسها عقب انتفاضة ابريل والمكونة من قوى التجمع نفسه التي أطاح بها الإنقاذ وبالفعل قد اثبت الواقع صحة ما ذهب إليه الهندي حيث إن الحركة همشت التجمع واستقلت بمواقفها عن التجمع لتحقق أجندتها بالاتفاق مع دكتاتورية الإنقاذ التي لم يكن إسقاطها هدفا للحركة لهذا لم يكن بين شروطها للحوار عودة الديمقراطية وإشراك التجمع في الحوار ليبقى التجمع مغلول اليد متفرجا على مستقبل السودان الذي أصبح بيد الحركة والنظام الحاكم وأمريكا.هذا الثالوث الذي لم يكن يختلف حول الانفصال كحل للقضية
5- وهنا نصل أهم واخطر الأخطاء التي ارتكبها التجمع والتي مهدت الطريق للثلاثي الذي ضم المتآمرين على السودان والإنقاذ التي لا تمانع في انفصال جنوب السودان الذي سبق أن أبرمت اتفاق بون الشهير والذي يدعو للانفصال عام 90 والحركة الشعبية كطرف ثالث والتي لا تمانع في الانفصال إذا لم تتراجع الحكومة عن الحكم الإسلامي وهو ما يخرج عن أهداف التجمع لهذا لابد من الوقوف مع التجمع بتفصيل دقيق حول ما ارتكبه من خطا فاحش دفع السودان ثمنه انفصال الجنوب ويتهدد غيره ويكون التجمع مسئولا عنه مع الإنقاذ :
أ- ففي عام 90 أعلن التجمع الوطني موقفا قويا معارضا ورافضا الاتفاق الذي وقعه الدكتور على الحاج عن الحركة الإسلامية مع الفصيل المنشق عن قرنق والذي اعترف فيه الانقلاب بحق الجنوب في تقرير المصير ويومها وصف التجمع موقف الإنقاذ بالخيانة الوطنية والتآمر ضد وحدة السودان وساهم بدور فاعل في إجهاض ذلك الاتفاق.
ب- تأكيدا لموقفه هذا وكردة فعل لاتفاق الإنقاذ مع الفصيل المنشق عن الحركة والذي يدعو لحق تقرير المصير أقدم التجمع على خطوة مناهضة لموقف الإنقاذ عندما توصل لاتفاق مع الحركة الشعبية جناح الدكتور قرنق الذي أدان معهم اتفاق بون وأعلن مناهضته له بقوة حيث امن الاتفاق الذي صدر وفقا له ميثاق التجمع بعد أن انضمت الحركة لعضويته على وحدة السودان وفق مواطنة تساوى بين المواطنين دون أي تفرقة عنصرية أو جهوية أو دينية وللعمل على إسقاط النظام لتفعيل الميثاق لتسجل أحزاب التجمع ولأول مرة في تاريخها خطوة هامة تصب لصالح الوحدة مصححة بهذا مواقفها الخاطئة عبر التاريخ.ولكن لم يصحب هذا موقفا مبدئيا يدين أمريكا والغرب الذي لم يخف تآمره لتقسيم السودان برعايته للاتفاق في واحدة من عواصمه بون عاصمة ألمانيا الغربية كما تأكد يومها دور المخابرات الغربية في بلورة الاتفاق
ج- صحب موقف التجمع وتوقيعه لميثاق الوحدة مع الحركة تغيرات جوهرية عندما ارتكب خطأ كبيرا عندما اعتمد خط الحركة الشعبية بالنضال المسلح والحرب من الخارج لإسقاط النظام وهو ليس مؤهلا لذلك مما فرض عليه أن يصبح بحاجة لدعم أمريكا له جاهلا أو متجاهلا عمدا إن أمريكا احرص على بقاء الحركة الإسلامية في الحكم لأنه الطريق الوحيد لإنجاح التآمر على وحدة السودان وهو ما تحققه لهم الإنقاذ لإصرارها على فرض الحكم الإسلامي بالقوة لهذا بقى التجمع منذ تلك اللحظة ينصاع لرغبات أمريكا طمعا في دعمها الذي لم ينال منه إلا الوعود الوهمية رغما عن أمريكا وجهت دعمها كله لفصليي الحركة الشعبية ومع ذلك لم يستوعب التجمع الدرس..
د- حلت الكارثة يوم تبنت لجنة الشئون الإفريقية في الكونجرس الأمريكي والتي سبق أن أعلنت قرارها بحث الحكومة الأميركية للعمل على تحرير السودان من الاستعمار العربي ذلك القرار الذي لاذ فيه التجمع بالصمت والتجاهل ولم يقابله بأي ردة فعل رافضة له باتخاذ موقف مناهض لتآمر أمريكا وبدلا عن ذلك انصاع التجمع للدعوة التي وجهتها لجنة الشئون الإفريقية لتنظيم ندوة بواشنطن تحت عنوان (السودان المأساة المنسية) دعت إليها كل قيادات التجمع وفصيلى الحركة الشعبية وممثلين عن الإنقاذ ويومها هرولت قيادات التجمع من لندن والقاهرة نحو أمريكا تحت حضن من قرر تحرير السودان من الاستعمار العربي وحتى لا يتوهم احد إنني (اتبلى ) على قيادة لتجمع أؤكد إنني في ذلك الوقت تحديدا وقبل سفر القيادات بأيام سطرت مقالا بصحيفة الخرطوم التي تصدر من القاهرة تحت عنوان ( أيها الذاهبون لواشنطون انتبهوا ماذا تريد أمريكا من السودان) وأشرت فيه لذلك القرار الذي تداولته يومها صحف مصرية حتى يلم به من لم يسمع به من تلك القيادات التي هرولت للسفر لأمريكا و تساءلت في ذلك المقال كيف يهرول قادة التجمع استجابة لدعوة من طالب الحكومة الأمريكية أن تعمل على تحرير السودان من الاستعمار العربي. ويا لها من مأساة فلقد اتضح انه ليست هناك ندوة ولم تنعقد بل تكشف إن دعوتهم كانت غطاء للقاء خاص خططت له لجنة الشئون الإفريقية بين فصيلي الحركة قرنق ومشار ولام اكول حيث سعت اللجنة لتوحيدهم في اجتماعات سرية انعقدت دون علم التجمع حتى فوجئ ببيان تصدره لجنة الشئون الإفريقية بالكونجرس كشف بان اللجنة فشلت في توحيد فصيلي الحركة ولكنها نجحت في توحيد موقفهم من قضية الجنوب بالتمسك بحق تقرير المصير حيث أكد البيان على حق الجنوب في تقرير المصير ولم يصدر البيان يومها من فصيلي الحركة بل صدر باسم لجنة الشئون الإفريقية الأمريكية بل والمفارقة الأكبر إن البيان تضمن الإشارة لكفالة نفس الحق لما أسمتهم المناطق المهمشة في السودان والتي لم يكن أياً منها يشهد تمردا في ذلك الوقت مما يؤكد إن البيان كان دعوة لهم للتمرد ووعدا لهم بالدعم وبهذا كانت إضافة اللجنة لهم في القرار الذي لم يكن يعنى فصيلي الحركة وإنما كان لحث هذه المناطق للتمرد وهذا ما حدث.
وبهذا البيان تأكد التأمر الأمريكي لمن كان يتشكك في ذلك.
ولكن لم تكن للقوى السياسية حاكمة أو معارضة أي رد فعل بحجم الموقف.
ه - هنا ثارت قيادات التجمع وأصدرت بيانا عاصفا باسم التجمع من جهة و ببيانات صدرت عن قيادة كل حزب منها على حدة أدانوا فيها الاعتراف بحق تقرير المصير للجنوب والمناطق المهمشة وتم نشر بيانات الإدانة هذه فى كافة الصحف ولم يسلم حتى الدكتور قرنق نفسه من ملاحقة التجمع وقيادات الأحزاب له بالإدانة حيث وصفوا خروجه عن ميثاق التجمع بالخيانة الوطنية وبهذا جاء موقف التجمع متوافقا مع موقفه ضد اتفاق بون عام 90 بالرغم من إن بيانات الإدانة تجنبت إدانة لجنة الشئون الإفريقية الأمريكية التي ضحكت على قيادة الاحزاب بالدعوة للندوة المزعومة التي لم تنعقد حيث عادوا للقاهرة بعد رحلة سياحية في أفخم الفنادق يحملون معهم بيان تدمير السودان مما يؤكد الموقف الأمريكي المستهدف للسودان ولكن لم تجرؤ قيادة التجمع أو قيادة إي حزب إن تضمن بيانها الرافض لحق تقرير المصير أي إدانة لمسلك لجنة الشئون الإفريقية الأمريكية.
و- وهنا نصل محطة الطامة الكبرى واكبر جرائم قيادة التجمع والتي اعتبرها المسئول الأكبر عن انفصال الجنوب وانتشار التمرد في أكثر من منطقة بالسودان حيث إن قيادات التجمع بدأت التساقط والتراجع الواحد تلو الأخر عن مواقفهم وكان أول المنتكسين السيد الصادق المهدي الذي فاجأ قيادة التجمع بأنه كان أول من التقى قرنق دون علم التجمع واصدر في بيان رسمي مشترك مع الحركة موافقة حزبه على حق تقرير المصير ويا لها من مفارقة فلقد أدانت قيادة التجمع وقيادات الأحزاب موقفه في بيان عاصف اشد قسوة واتهمته بالخيانة الوطنية ثم جاءت المفاجأة عندما بدأت قيادات التجمع في اللحاق بالصادق و التساقط يوم بصمت على القرار معترفة للجنوب بحق تقرير المصير فيما سمى بمؤتمر القضايا المصيرية في اسمرا هاربين من مصر التي ما كانت لتسمح لهم بذلك وبهذا كتبوا نهاية ميثاق الوحدة و بهذا مهد التجمع الطريق لانفصال الجنوب وتهديد السودان بالتقسيم عندما اخرس التجمع صوته كمعارض وأصبح لا حول له ولا سلطان في مقاعد المتفرجين لا يجرؤ أن يدلى بكلمة رافضة لحق تقرير المصير وبهذا بقى التجمع خارج دائرة المفاوضات لتحديد مصير السودان في كل مراحل التفاوض التي انتهت بكارثة الانفصال وما سيتبعه من تقسيم لمناطق أخرى ويا لها من بدعة والتجمع يبرر موقفه بان حق تقرير المصير حق تكفله القوانين الدولية مع إن السودان ليس مستعمرا للجنوب ( بجر حرف العين) وان كان هذا حق تكفله القوانين الدولية فلماذا أدان التجمع اعتراف الإنقاذ به عام 90 عندما أدانوا اتفاق بون .
ن- ويا لها من كوميديا ساخرة يومها فقد استغل النظام الحاكم موقف التجمع وتأييده قرار حق تقرير المصير بالرغم من فرحتهم الغامرة بهديته القيمة لهم لأنه صب لصالح سياسته الرامية للتخلص من الجنوب حتى لا يقف عثرة في طريق الحكم الإسلامي ومع ذلك لم يتردد النظام و استثمر موقف التجمع ليدينه بالخيانة الوطنية لاعترافه بحق الجنوب في تقرير المصير كما فعل التجمع في عام 90 رغم سعادتهم بموقفه لأنه أراحهم من أهم معارض يمكن إن يستغل اتجاهاتهم الانفصالية لإثارة الشعب ضدهم وقبل أن يستثمر التجمع إدانة الإنقاذ له لكسب رضاء أمريكا سارع النظام بتوقيع اتفاق مماثل مع الفصيل الجنوبي في السودان مؤكدا على حق تقرير المصير للجنوب وبهذا تحقق له ما أراد والخاسر التجمع وقبله السودان.
ولكن الإنقاذ نفسها وبالرغم من تكشف نوايا أمريكا تجاه السودان حيث إن قرار حق تقرير المصير لم يقف على الجنوب وإنما أشار للمناطق المهمشة والذي قصدت به أمريكا دعوة صارخة لغير العرب الذين يعانون من تميز الجنس العربي عليهم أن يسلكوا طريق التمرد بعد أن ضمنوا الدعم الأمريكي وكان هذا وحده كافيا لان تراجع الإنقاذ سياستها بالتراجع عن موقفها فرض الحكم الإسلامي ولكنها سارت على درب التقسيم حتى وجدت نفسها في مواجهة واقع عاجزة عن الصمود في مواجهته والسودان مهدد أن تتساقط مناطقه تحت يد الإنقاذ وما كان هذا يحدث لو إن الإنقاذ صححت موقفها بعد أن تلقت الدرس من الموقف الأمريكي.
هذه مواقف القوى السياسية حاكمة ومعارضة فهل تجنيت على أي منها إذا قلت وأصر على إنها ارتكبت من الأخطاء في حق السودان ما يعتبر جريمة بكل ما تحمل الكلمة فهل هذه القوى السياسية جديرة بان يكون حل مشاكل السودان بيدها وهى تناور بعضها البعض بحوار مزعوم مهموم بالتنازع على السلطة وليس معنيا بالاتفاق على خارطة طريق تجنب السودان ما يتهدده من تقسيم بل ويسعى لإعادة الجنوب لحظيرة السودان بعد أن تأكد إن ل السودانيين الشمالي والجنوبي خرجا خاسرين من الانفصال حيث إن كلا من الشمال والجنوب بحاجة لإنقاذ من (الإنقاذ والحركة) اللذان فرض عليهما أن يصبحا بلدين رغم مصلحتهما لإستراتيجيته في الوحدة فالسودان بحاجة لقوى سياسية جديدة تعيد صياغته بما يؤمن وحدته طالما الشمال والجنوب بحاجة لإنقاذ من (الإنقاذ والحركة) من اجل توحيد البلدين اللذين فرض عليهما الانفصال زورا حيث لم يخرج أي منها. رابحا ولكن كيف ومن أين تأتي هذه قوى السياسية الجديدة ( هذا هو السؤال)
في ختام هذه الحلقة أوجه رسالة شكر للأستاذ سيف الدين خواجة وأقول له
حقا القضية كما تساءل هل من مخرج للسودان وما هو إن كان هناك مخرج فهذا ما أعود إليه في المقالة القادمة وهل أخطئ إذا قلت إن الشعب فقد الثقة في الأحزاب السياسية بالرغم من رفضه المطلق للإنقاذ التي كتبت أخر سطر في ماساته وذلك لمسئولية هذه الأحزاب بتكوينها الحالي من طائفية وعقائدية ويسارية أو إسلامية عن الانفصال وتهديد ما تبقى من السودان لهذا فإنها ليست مؤهلة لصياغة مستقبل جديد للسودان بالحوار المزعوم سواء قنن الشرعية للإنقاذ في ثوب جديد أو بديمقراطية زائفة تعيد مسلسل الفشل التاريخي تنتهي بالبيان رقم 4.
وكونوا معي في مقالة البحث عن مخرج إن كان هناك ثمة مخرج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.