تعد مهنة الصحافة من اشق المهن علي وجه الارض وهي مهنة لا تتحمل الاخطاء فللخبر قدسية وللصحفي دوره في تنوير المجتمع وتبصير الراي العام بمايدور حوله من حقائق بصدق ومهنية واحترافية دون تزييف او تلفيق وفي السودان تعد الصحافة من اشق المهن وربما يصل التضييق علي الصحفي لدرجة قطع الرزق وعلي الصحيفة بالامر ذاته عن طريق التعليق او الاغلاق فمنذ قرار رئيس الجمهورية والخاص بالحريات الصحفية وصاحبة الجلالة تتعرض لإنتهاك حقوقها فمابين يوم والأخر تعلق او تغلق صحيفة ويعتقل صحفي والادهي والأمر هو ظاهرة حديثة جداً في تاريخ صحافتنا الا وهي ظاهرة تنصل المسئولين الحكوميين من تصريحاتهم بعد ان تنشر في الصباح الباكر ويفاجأ بها المسئول بعد ان يفيق من سكرته ونشوته وإستمتاعه بفرد حباله الصوتية وارهاقها بالكيل بمكاييل لياتي راكضاً في اليوم التالي طالباً نفي مانسب اليه من تصريح او يصدر بياناً ينفي كلامه جملة وتفصيلاً،وربما ان اجتهدنا قليلاُ "وقمنا بمعادلة حسابية لعدد المسؤولين الذين نكروا تصريحاتهم وقالوا انها انتزعت من صياغتها" لتم ادخال الظاهرة موسوعة "جينتس" للأرقام القياسية العالمية . تطور الظاهرة تلك هو امر طبيعي جداً في ظل وطن تحدق به الاخطار من كل صوب وتنتهك فيه حرمة الاعلام والصحافة تحديداً بيد من حديد ويرتقي سلالم الوزارات والولايات والادارات فيه اشخاص لاينظرون الا الي ما تحت ارجلهم ولايجيدون التفكير ووزن الكلام قبل القول ولكن ان يتطور الامر الي حد وصف الصحفيين (بالمرضي النفسيين) "ومطالبتهم بالذهاب الي التيجاني الماحي لإستخراج شهادة سلامة العقل او تثبيت الجنون " هي بدعة جديدة تضاف لقاموس الاحزاب الاتحادية الديموقراطية (الاصل او الفروع) بعد بدعة تهديد وزير الاعلام "الاتحادي مجموعة الدقير " د.احمد بلال بإغلاق الصحف "وهو اول تهديد يصدر من وزير إعلام سوداني منذ الاستقلال " ووصمة الجنون هي من بنات افكار وزير التجارة "القيادي بالحزب الاتحادي الاصل"عثمان الشريف الذي وصف الصحفيين في حواره مع صحيفة "التيار" بالجنون وانهم يجيدون تحريف احاديثه الثرة التي تخدم مصلحة المواطن وتفتح افاق لتجارتنا الخارجية ،نعم يستحق ايها الوزير الصحفيون منك ذلك لانهم وببساطة ينشطون في متابعة اخبار وزارتك التي اتت عن طريق محاصصات سياسية معروفة ضمن حصة الحزب الاتحادي الاصل في الحكومة ،ومن هنا اوجه نداء الي الصحفيين الي الذهاب الي المستشفي المرجعي لتحديد الجنون "التيجاني الماحي مثلاً" بصحبة الوزير الشريف ليتأكدوا من صحة كلامه هذا فالوزير بيعرف اكتر منا نحن معشر الصحفيين عن الجنون وربما نكون مصابين بنوع من انواع الجنون كما قال الوزير ويا ليت الوزير ايضاً يقوم بعمل كشف طبي مع الصحفيين ولكن من غير واسطة . اخيراً الشئ المضحك المبكي في حوار الوزير" اياه " مع الصحيفة قوله بأنه سوف يقدم استقالته في حالة انه إذا قام بإصدار قرار وتم تكسيره "طبعاً من قبل وزراء او وزراء الدولة التابعين للمؤتمر الوطني" !!!!! والذاكرة الصحفية مازالت تحضر بها حادثتين للوزير"اياه" الاولي القرار الخاص بإستيراد العربات المستعمله والذي احدث ضجة كبيرة حاول اخمادها الوزيروطاقمه الاعلامي ببيان "لحس فيه الشريف كل كلامه الذي قاله في مؤتمره الصحفي" وهذه هي الضربة الاولي للوزير التي جعلته يقدم رجل ويؤخر الاخري عند باب الرئيس وفي خاطره الكرسي الوثير والامتيازات العالية "بدلاً من هجير المنافي والبحث عن فتاتها "ولم تمهل تلك الضربة الوزير كثيراً حتي يفيق من اثرها الا واتي عليه قرار إلغاء امانة التعاون من هيكل وزارته بعد توصية وزير دولة بمجلس الوزراء "وزير دولة يلغي قرار وزير اتحادي أي والله وزير دولة " وتم بموجب الالغاء تكوين ادارة بالوزارة تعني بشأن التعاون الذي كان يؤمن الشريف بأهميته وضرورة ان يكون له جهاز تنفيذي ولكن رغم هاتين الحادثتين الا ان الوزير لم يقدم علي الإستقالة او التلويح بها مجرد تلويح ،ولعلم الوزير ان "اصغر صحفي تحت التدريب" من الذين وصفهم بالجنون إن تدخل رئيس قسمه وليس رئيس التحرير في خطه التحريري وصياغته لمادته التحريرية فإنه لا يتواني في تقديم إستقالته حفاظاً علي كرامته وإستقلالية قرارته لانه لايحلم بأن يوضع في منصب رئيس التحرير عن طريق المحاصصة او الترضية بل بمجهوده وكرامته ولانه يعي ان الرزق بيد الله وليس بيد عبد ضعيف ...فحفاظاً علي ماء وجه جماهير الحزب الاتحادي وشركائك في الحكومة الذين تعبوا من نفي تصريحاتك يا السيد الشريف استقيل . [email protected]