ناجي نصيف أحد أوائل السودانيين الذين قدموا إلى هولندا عام 1970 في زمان مختلف وسودان مختلف ودنيا مختلفة. ناجي نصيف سوداني من الطراز العتيق المجيد. من النوع السوداني المهدد بالإنقراض ربما المنقرض "الإنسان الأثري".. قليلون أمثال ناجي نصيف ما زالوا يمشون على وجه البسيطة ويتنفسون الهواء برغم حيرتهم ودهشتهم "فيما يحدث في الدنيا؟"، يتمتع ناجي نصيف بالشخصية السودانية التي وسمت الزول السوداني في الأزمان الخالدة في عيون الآخرين وأدهشت الأمم: الفارس الأصيل ذو الصدق و الأمانة والكرم والشهامة والمروءة. الشخصية التي جبل عليها ناجي نصيف من سمت هذا الشعب السوداني الموروثة عبر الحقب والأزمان. أقول قولي هذا عن معرفة لصيقة به فقد ألتقيته في الإسبوع الأول من قدومي إلى هولندا ثم في مناسبات عديدة ومختلفة وفي بيته وفي متجره وفي الشارع العام. وكثيراً ما حدثني عن السودان الزمان وكيف هو يحب السودان زمان والآن وفق طريقته الأثيرة والآسرة والأثرية المحيرة والمحزنة في ذات الوقت. ليس وحدي من يعرف ناجي نصيف بل الكثيرون فقط جاءني اليوم هاجس الإفصاح عن هذا الكنز الذي منا فلن نضيعه أنا على ثقة بأن البيئة التي أنتجت أمثال ناجي نصيف في السودان الواسع الكبير لن تضيع أبدأ. بعض المعلومات الخاصة العامة: ناجي متزوج من الأستاذة الأصيلة عفاف نجيب قابريال ولديهما معاً ولدان رائعان هما مارك ومايكل. ناجي نصيف قبطي ولد بعطبرة ثم رحل مع أسرته إلى الخرطوم في عهد الصبا الباكر فعاش كل الوقت مع أسرته بالقرب من حديقة القرشي في قلب الخرطوم قبل أن يغادر إلى هولندا في رحلة من أجل الدراسة فتحولت رويداً رويداً إلى هجرة دائمة. ناجي نصيف رجل أصيل طيب القلب بسيط بساطة أهل السودان الزمان في كل شيء ما عدا محبته للسودان وللإنسان السوداني و أحلامه في المشاركة العامة ايضأ ليست بالضرورة كبيره أيضاً بسيطة: يحلم بأن يحقق أمنيته في بناء دار خاصة بالسودانيين في هولندا يستطيعون من خلالها التواصل العملي مع بعضهم البعض ومع أهلهم في السودان. ناجي محباً هذا الحب ويحلم هذا الحلم مذ ألتقيته أول يوم قبل خمس عشرة عاماً خلت ومن قبل ذلك ويفعل جهده كل الوقت وما يزال. إذ كان رئيس الجالية السودانية في هولندا في أزمان سابقة حينما كان عدد السودانيين في هولندا لا يتعدى عدة أفراد ثم أصبح العدد في عام 1993 حوالي 250 فرداً حسب إحصائيات وزارة العدل الهولندية والآن 7000 "سبعة آلاف"، عدد كبير بالمقارنة لكننا للأسف لم نحلم ببناء دار بعد، فقط رجل واحد يحلم بالنيابة عنا كلنا، هو: ناجي نصيف. وهذا الأمر ما دعاني لكتابة هذه الرسالة العاطفية المخلصة من القلب بعد مكالمة عابرة مع الناجي النصيف، المكالمة كانت صدفة وهذه الكتابة بدورها صدفة. والسؤال كيف نفهم ناجي نصيف ونتعاون معه ونعينه وفق وعيه وعقليته وتلبسه بأهله وسودانه و بالماضي البعيد أعني في تحقيق حلمه الذي يبدو في ظني شديد الصعوبة، لكنهم يقولون: "لا مستحيل تحت الشمس"!؟. التحية لناجي نصيف ولأسرته العزيزة وأتمنى أن تتحقق أحلام ناجي التي تشبه أحلام الكثير منا ولو كل منا يحلم على طريقته الخاصة في ظل ظروف في الداخل كما الخارج شديدة التعقيد والإنشقاقات والشقاقات السياسية والجهوية والعرقية والدينية. بعد، هناك أمل أن نفعل معاً حتى المستحيل.. وفي كل الأحوال سيكون أمثال ناجي شعلة مضيئة وذاكرة من شعب جميل ونبيل. محمد جمال.. لاهاي/هولندا [email protected]