فأمنن عليك سلام الله يا عمر أجوك عوض الله جابو سيدى الرئيس بعد أن انقطع الرجاء إلا الى الله قصدنا بابك ويحدونا أمل يتجاوز حدوده الاكتفاء باشراع الباب فى وجهنا الى إستجابة سؤلنا يوم أن كنت ولى من لا ولى له بحكم قيامك على أمر الناس ،ونخاطبكم تبركا بما بين يدينا من شهر كريم وأيام مباركات لخصوصيتها بالعتق وفق ما نسب اليه صلى الله و عليه و سلم من قول:(أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة و آخره عتق من النار جعلنا الله و أياكم من عتقائه. نخاطبكم سيدى الرئيس فى شأن أخاك أبراهيم الماظ دينق;وأبراهيم الماظ لمن لا يعلم مواطن ينحدر من صلب جنوب السودان،نقش أسمه فى سجلات الحركة الأسلامية باكرا وأبلى بلاء حسن فى سابق عهده بحسب القريبين منه ؛ولما كانت لبعض الأسماء نصيبا من مسمياتها كانت نفس "أبراهيم" الماظ قلقة توأقه ، وما أن وقع الشقاق الأكبر يوم المفاصلة الشهيرة حتى إختار أبراهيم صفوف أخوانه فى المؤتمر الشعبى ليجلس على كرسى أمانة الطلاب ، ولكن تحت مظلة الحركة الاسلامية دون أن يحيد عن المدرسة قيد أنمله ،غيرأن قناعاته لم تلبث ان مارت بين جنباته وحملته للبحث بحسب إعتقاده عما لا يآفل التماسا للهدى عندما شب الحريق فى دارفور؛ ولأن أبراهيم الماظ كان بحجم السودان الكبير تداعى لأهل دارفور بالسهر والحمى شأنه شأن سائر الجسد اذا اشتكى منه عضوا ، فكان ان حمل ابراهيم عصا قناعاته التى لم يضعها قط الى صفوف حركة العدل والمساواة ظنا منه ان المآزرة فى خطوط النار خير وسيلة للوقوف الى جنب معاناة اخوتة فى دارفور والقى رحاله فى كنف العدل و المساوة مقاتلا متجاوزا حدود الجفرافية بدافع الإنتماء الى السودان الكبير غير آبه بارهاصات انفصال دولته يوم ذاك عند الاستفتاء ولسان حاله يردد (أن الأسلام أمى وأبى) سيرا تحت لواء قوله تعالى:(إنما المؤمنون أخوة) بمصوغات تمثلت فى احلاما راودته طويلا بدولة المواطنة والحقوق "وفق"ما إعتقد فكان أن انتهى به الامر حبيسا فى قاع سجن"كوبر" لاربع سنوات خلت. لقد قال القضاء السودانى كلمته بحق ما أتى بإلاعدام شنقا حتى الموت وهو الان ينتظر ملاقات يومه الموعود وفقا للحكم ،غير أننا نطمع فى عظيم الصفح وكريم سماحكم وعفوكم من موقع القدرة وما أعظمها من منزلة الا فى مثل هذا المقام وعند العفو اقتداء بالرسول صلى الله وعليه وسلم الذى دخل مكة على راس جيش قوامه عشرة الفا وبالرغم من ان اهل مكة حاربوه لاكثر من عشرين عام واجتهدوا فى التنكيل به واتباعه والصد عن دعوته ، ولكنه بعد ان وقف على تنبئهم لتصرفه معهم وحسن ظنهم به حينما سألهم : ما ترونى فاعل بكم؟ فكان جوابهم خير اخ كريم ابن اخا كريم ، ليقول لهم " اذهبوا فأنتم الطلقاء" كذا نقول سيدى الرئيس فأنتم خير اخ كريم وأبن شعب كريم. سيدى الرئيس بكل الأعراف السائدة فى الدول والقوانين المعمول بها فأن ابراهيم الماظ بغض النظر عن القناعات التى حملته للخروج على سلطة الدولة إقترف جرما كبيرا بحق أهل بيته اولا وحق نفسه وحق البلاد لأن القناعات مهما عظمت فأنها لا تبرر إنتهاج العنف وإعتماده وسيلة للتعبير والتغيير برفع السلاح فى وجه السطان عوضا عن الحوار البناء والمقارعة بالحجة مهما تباعدت الرؤى ، ولكن حقيقة وقوع عدة متغيرات جوهرية سياسية فى مصير السودان الواحد والمتمثل فى إنفصال جنوب السودان عن الدولة الام فرضت واقعا جديدا نطمع فى كريم التفاتكم له باعتبار ان ابراهيم الماظ فقد كل حقوقة المدنية فى دولة السودان يوم ان غدا أجنبيا بحكم انتمائه للدولة الجديدة ،كلنا نتضرع رجاء ان تمًن على شعب جنوب السودان وعليه بفضل من عندك باطلاق سراحه و تسليمه لسطات دولته و سيتعهد لكم شعب جنوب السودان بإثره ضمانا، وذلك صنيعا سيحفظه التأريخ وتحمله اعناق الرجال ومن يفعل الخير لا يعدم جوزايه ولا يضيع عرف بين الله والناس ولو بعد حين. سيدى الرئيس نخاطب سيادتكم وصروف الايام ولياليها رغم المستحيل تبت يداه لا تفتأ تؤكد على حتمية العلاقة بين دولتى السودان و جنوب السودان وقدريتها بحكم مختلف الظروف فبالرغم من حقيقة انفصال البلاد لظروف سياسية غير ان الاواصر لا تزال متجذرة بحكم الارحام و رائع التفاصيل وكتير الجوامع والمشتركات ، وتلك معطيات فى مجملها تقف شافعة لابراهيم الماظ بين يديكم يوم أن عز الشفيع،واذا كان الرسول صلى الله وعليه وسلم اولى بالمومنين من انفسهم كما جاء فى قوله تعالى فأنكم اولى بابراهيم الماظ من غيركم ، فالرجل شب وليدا فى الحركة الاسلامية بين ظهرانيكم الى أن قوى عوده؛ والماظ منكم وفيكم شاء من شاء او ابى من ابى بحكم رابطة الدين الذى يقوم على ما سواه من روابط الدم والنسب والاعتبارات ، وبجامع وعاء الاسلام الذى أكد على اخوة الايمان فى مواضع كثيرة وما اقدر على اذابة الفوارق والحواجز بمثل نهجه؟!. سيدى الرئيس هنالك جهات عدة تذكر ابراهيم الماظ فيمن تذكر وتنادى وتناشد باطلاق سراحه بدوافع عدة ، ولكن ينبغى ان تكونوا الأحرص والأحق بذلك الشرف لاعتبارات عدة ايضا ، وبين يديكم قضية وباصطحاب كل ما اوردنا تقفون فيها على منصه الخصم والحكم فى آن واحد ، أنتم فيه المعتدى بشخص الماظ والمعتدى عليه فيما يخص أمن البلاد؛ انتم فيه كل الاطراف بلا منازع فنسائلكم ان تردوا أبراهيم الماظ فى هذه الايام ردا جميلا ، وفى الخاطر أن هنالك إعتبارات لا تتوافر الا فى السودان بشقيه شماله وجنوبه ومن أقدر غير السودان وحده على جمع المتناقضات و التآلف بينه؟! ودون ما نطرح نموذج اللواء تلفون كوكو ابو جلحه الذى كان الدً الخصام فى سابقات ايامه غير ان متغيرات السياسة التى طرأت ساهمت بصورة اساسية فى تغير خيوط اللعبة وقوفا على اعتبارات عدة ؛ولان المحبة ما هى الا بعض من عداوة وقفت"العمائم" تنادى باطلاق سراحه وها هو التاريخ يعود فيكرر نفسه بنموذج مختلف ولكننا هنا نراهن على سماحة عروة الاسلام .فهل تفعلها سيدى الرئيس؟ كما نمطع ايضا فى ان تتشبهوا بموقف الرسول صلى الله و عليه و سلم عندما سئل سأل اليهود عن سبب صيامهم يوم عاشوراء فاجابوه بأنه يوم عظيم نجى فيه الله موسى و اغرق فرعون فقال لهم النبى عليه افضل السلام نحن أحق واولى بموسى منكم ، و أنتم أحق بابراهيم الماظ من غيركم . و ختاما سيدى الرئيس الى جانب كل ما أسهبنا فى شرحه فأنكم تعلمون ما اصبح عليه حال جنوب السودان الان من وضع مؤسف وحرب لعينة نسأل الله ان يضع لها حدا خلال هذه الايام المباركة ، وتعلمون ما ترتب عليه من لجوء مواطنو دولة الجنوب الى السودان وأسرة ابراهيم الماظ واحدة من تلك الاسر التى لم تخرج بشئ من حطام ما جمعوا يوم ان غدت النجاة بالانفس غاية المبتغى عند اختلاط الحابل بالنابل هناك ، والماظ رجل صاحب عيال فارحمهم يوم ان غاب الوالد والرافد فى زمن جبار يردد الكل فيه(نفسى نفسى) ، لاسيما وانتم تعلمون عظمة ثواب عتق رقاب المؤمنين، و لأن يخطئ الامام فى العفو خيرا من ان يخطئ فى العقوبة ولا نجد قولا مناسبا نقله لك بشأن أهل بيت ابراهيم الماظ وشدة حاجتهم اليه فى مثل هذه الظروف ما اعمق مما خاطب به الحطيئه شاعر الهجاء الخلفية عمر بن الخطاب لسجنه الاول بعد ان شكاه الزبرقان التميمى الذى كان يعمل جامع زكاة فى عهد ابوبكر وعمر فهجاه الحطيئة ليعود فيتلمس العفو عن خلفية المسلمين عمر الفاروق. [email protected]