خروج: * هذا هو العيدُ، أينَ الأهلُ والفرحُ ضاقتْ بهِ النفسُ، أم أودَتْ به القرَحُ؟! وأينَ أحبابُنا ضاعت ملامحُهم مَن في البلاد بقي منهم، ومن نزحوا...؟! (شاعر عربي) النص: * كأن قومي تأتيهم الأفراح لتتلقفها غيلان هذا الواقع المصنوع بالمعاناة.. والمسافرون من كل جهة يتوقون إلى بلداتهم الصغيرة بينما نصف القلب مغطى بالهموم إن لم يكن سائره.. موجة من كرام البشر في كل حدب وصوب هم جميعاً الضحايا أمام فوضى البلاد التي (يجرّسهم) سلطانها؛ فما بين الارتفاع المفاجئ لأسعار تذاكر السفر وتمنُّع السلع الحياتية عليهم؛ تصادرهم سنين الجور وقتامتها.. بعضهم يؤمل.. بعضهم يحلم.. وجميعهم ينتظرون شيئاً غيبياً يغيّر مسار حياتهم.. ولن يتغير شيء مع ظاهرة التسليم (بالظروف) وعبارات التعازي وتكرير (الصبر)..! التغيير يلزمه ثمن أكبر من تحمّل الجوع والحرمان وصهد المشاوير التي يتكلّفها السابلة حين تعز المركبات في بلاد تنتج البترول والفشل..! * التغيير يلزمه (إعلام وطني) وليس دمى حزبية وصولية تكذب باسم الفقراء وتتآمر على أحلامهم في الحياة الكريمة.. كما هو مشروط بوعي المواطن (المتمرد) الذي لا يكف عن التوقف في محطة (لماذا؟؟).. فمن يمشون فوق الأشواك إن لم يكونوا قادرين على مجابهة الذين يصادرون أفراح الإياب والوصول فلا فائدة ترجى منهم.. سيستمر التعكير السلطوي لصفو الحياة بمزيد من الجباة الغلاظ وأصحاب البطون (السايفونية)..! * إن أحلام الكثيرين أبسط من تذاكر السفر.. ولكن الظلمات تحجب عنهم حتى الطموح في العثور على (شِليل)..! فالضباع لا تشبع؛ ولديها قدرة عالية على ابتكار الممغصات ضد (جيبك) حتى لو كنت كائناً عدمياً أو تنتمي لعالم (الفنتازيا)..! * ها هو عيد الفطر يقبل علينا ولا غبطة فيه سوى عناية الله للعباد برحماته التي لا سلطان عليها غيره .. والأرزاق تلزمها صرامة في بلادنا، فالقليل منها والكثير ترمقه عين الغول الرسمي، ولا تستريح يد الأخير إلاّ بانتشال (حفنة الأفراح).. إنه واقع حزين ومثير لانفجار الغضب.. وتكفينا الموانئ البرية التي تتصيّد العيد بزيادة أسعار تذاكرها؛ كأنها تغيظ الذات المسافرة بالقول: (هذا ثمن الفرحة)..! * قال صلى الله عيه وسلم (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به). * اللهم اجعله عيد رحمة ومسرة لمن نحبهم.. ونسألك اللهم أن تشق على الظالمين وعلى سارقي أفراحنا (الكبار والصغار)..! أعوذ بالله الأخبار [email protected]