ودعنا رمضان الضيف الكريم ومازالت رائحة الحلو مر عبقة فى الانوف ولايزال مذاق اللمة الحلوة حول مائدة الافطار منتعشة فى الذاكرة رطبة فى الاحساس رغم ان التراحم وروح التقارب بيننا نحن اهل السودان ارحب من الموائد واحلى من طعم التلذذ بما فيها من اشهى الطيبات لان بيت القصيد عندنا فى الغالب هى روح الكرم وحسن المباشرة وطيبة النفس ولين الجانب هكذا تجمع شملنا المحبة ... والمودة والاشواق.... وتدخل علينا الاعياد بحرارة معانيها تحمل ازاهير التبريكات وطيب اللقاء والروح ايضا سودانية نلتف حول المودة وتطوف بنا مظاهر الحنين والعطف ايضا سودانى نتعانق لا نعرف الا التسامح الجميل والعفو والعافية ديدننا فى حياتنا والمحبة سودانية نتزاور وقلوبنا مفعمة بالاشواق تسابق خطواتنا البساطة وتعطر الحيشان الرحيبة البخور والسلام ايضا سودانى وهكذا الاعياد تأتى وتمضى ويبقى عبقها مشبع بالاصالة السودانية الحلوة ..... كثير من شعوب العالم الاسلامى لا يختلف عندهم العيد لو هنا اوهناك داخل اوطانهم او خارجها الا السودانى فعيدنا فى السودان غير على قول الخليجيين فلا يشبه العيد فى السودان مكان اخر فى الدنيا ... الا السودان ... قد تقسو الاوطان على اهلها ولكن يظل الحنين يشدنا الى احضانها الحبيبة يظل العشق الابدى رغم الاحزان السودان يطوف فى قلوبنا ويحرك الاشجان ويدغدغ الوجدان ... فى يوم العيد اذا سألت اى سودانى مغترب عن اغلى امنية له يوم العيد لن تجد الا امنية واحدة مشتركة بينهم يتمنى لو كان عيده فى السودان بين اهله واحبابه .. واذا امعنت النظر فى الوجوه قد تجد دموع الاشواق تكاد تفصح عن الحنين فهى حقيقة اكبر من الكلمات واعمق من التعبير.... اذا ايها الاحباب نحن شعب نحب الوطن بكل المقاييس ولكن قد تخوننا الكلمات فى التعبير وقد نعبر عن مكنون صدورنا باشكال مختلفة ولكن مهما اخفينا احاسيسنا المكبوتة المتوارية ستجد فى قلب كل سودانى مكتوب... بلادى وان جارت على عزيزة ....واهلى وان ضنو على كرام اسعدكم الله يا شعب السودان الكريم اين ما كنتم ووفقكم وكل عام وانتم بالف خير منتصر نابلسى [email protected]