تداعيات الي ادم سحنون - تحديدا هانذا اتململ علي سريري, ظلام الغرفة يكثف خوفي جهزت الادوات اللازمة للحماية من ذلك الهاجس الغريب, كرتونة, هي قطعة صغيرة من الكرتون غرزت فيها عددا من الابر, هذه القطعة الصغيرة من الكرتون وضعتها تحت المخدة في الجانب القريب من يدي اليمني, لا اطمئن الا اذا وضعتها داخل يدي اليمني بعد ان اضعها تحت المخدة. في الجانب الايسر من المخدة القريب ايضا من متناول يدي اليسري, وضعت الشبط البلاستيكي ولا اطمئن الا اذا وضعت يدي اليسري علي (فردتي) ذلك الشبط, يهرب مني النوم وانا اتوقع في أي لحظة حضور ذلك الكائن العائد من موته. لم انس ان اضع تلك الكاميرا ذات اللون الازرق علي (سحارة) جدتي (بت مدني) التي احتفظ فيها بالكتب والمجلات المصورة, مجلة الصبيان وميكي وسمير والوطواط وسوبرمان وطرزان وبونانزا والرجل العنكبوت والرجل البرق, كانت تلك السحارة موضوعة امام شباك الغرفة والسرير الذي انام فيه موضوع بالقرب من هذه السحارة, هذه الكاميرا الزرقاء اللون هي موضوع خوفي من ذلك الهاجس, كانت هذه الكاميرا تخص هذا الكائن العائد من موته, صديقي (ادم سحنون) الذي يسكن في حي (ام بطاح) حرضني علي ان اصر علي اخذ هذه الكاميرا من شاب يجاورهم في السكن وكان له هناك متجر صغير. كان هذا الشاب طيبا بما فيه الكفاية حتي انه لم يبد اعتراضا علي ذلك الطلب وتركنا ناخذ انا وادم تلك الكاميرا متعلقين بتحسسنا الطفولي لمعرفة هذه الآلة التي تستطيع ان تهب الانسان صورته وهذه ميزة تحرض علي نزعة ذلك التملك الطفولي للاشياء. هانذا اتململ علي سريري وقطعة الكرتون الصغيرة بها عدد من الابر وهاهما (فردتا) شبطي البلاستيكي تحت مخدتي وهاهو ظلام الغرفة يكثف داخلي تفاصيل الخوف والهواجس. الشاب الذي اخذنا منه انا وصديقي ادم سحنون تلك الكاميرا طبعا لم نرجعها اليه لمدي اكثر من شهر. هذا الشاب مات فجأة اثر علة لم تمهله طويلا, ابلغني ادم ذات صباح ونحن في حوش المدرسة – مدرسة كادقلي الشرقية التي تحولت من الاولية الي الابتدائية بعد ما يسمي بالسلم التعليمي. كان ذلك في العام 1970م من القرن المنصرم ونحن نتهيأ ونستعد لامتحانات الدخول الي الثانوية العامة, ابلغني ادم بذلك الخبر, خبر موت ذلك الشاب صاحب الكاميرا الزرقاء, بعدها بايام, جاءني ادم منزعجا يقول ان الشاب صاحب الكاميرا الذي مات قد رجع الي الحياة وهو الان (بعاتي) يتجول في حي (ام بطاح) وقد جاء ليلا وفتح متجره الصغير وقد شاهده بام عينه (حميدان) الذي رجع مخمورا من سهرة في الحامية العسكرية، لمح حميدان ضوء فانوس المتجر الصغير وفكر في سيجارة النوم وحين وصل المتجر راي ما لم يكن في الحسبان, راي الشاب الذي مات قبل اقل من شهر وهو يتجول داخل متجره الصغير وهو يبحث عن شئ مهم. دقق حميدان النظر مغالبا فكرة انه مخمور ليس الا, ولكن هاهو الشاب البعاتي يقترب منه فجفل راكضا متخليا عن ترنحه وكان الشاب البعاتي يركض وراءه وسرعان ما امسك البعاتي بحميدان وبصوت فيه (نخنخة) قال البعاتي لحميدان: (بتجري مني مالك يا حميدان؟) وينفلت حميدان من قبضة البعاتي ويركض البعاتي وراءه ويمسك به متسائلا ذات السؤال: (بتجري مني مالك يا حميدان؟) وهكذا بين انفلات وركض وسؤال متكرر ولمدي اكثر من ثلاثة ساعات قضاها حميدان راكضا في أي اتجاه حتي انه وجد نفسه وهو يلهث من التعب امام سينما كادقلي وكان الوقت فجرا وديوك حي (العصاصير) القريبة من السينما تتصايح. جاءني ادم مفزوعا بحكاية حميدان هذي وحين لمح في عيوني اتهامي له بانه خيالي, اصر علي ان اقابل حميدان في (ام بطاح). المهم ، الشاب صاحب المتجر الصغير في (ام بطاح) الذي اخذنا منه الكاميرا الزرقاء قد عاد من موته كي ياخذ ما يخصه من اشياء, قيل انه اخذ كل ملابسه وقد اخذ ايضا العود الذي كان يعزف عليه امام متجره. وفي الليالي المقمرة كان صوت عوده يسمع من اتجاهات مختلفة وهذا يعني انه يتحاوم في وخارج الفريق, المصيبة, ان الكاميرا الزرقاء معي انا وهذا يعني ان علي ان استعد للقاء هذا الكائن المخيف لانه حتما سياتي لاخذ كاميرته. وبذلك المنطق الطفولي تجاه هذا الحدث غير العادي والذي ينتمي التي تالك الفكرة الغريبة التي تتعلق بعودة الموتي, يقول لي ادم : (يمكن يجيني في البيت ويقول عايز الكاميرا) - (خلاص انت شيل الكاميرا معاك وكان جاك اديها ليهو) - ( لكن هو ما عارف انو انت الاختا الكاميرا) - (انا اول مرة اقابلو وهو ساكن جمبك) - (لا, انت خلي الكاميرا معاك وبعدين لمن يجيني انا بقول ليهو الكاميرا عندك وحيجي ياخدها منك) - ( هو حيجيك انت اول لانو ساكن جمبك وبعدين هو ما عارف انا ذاتو ساكن وين) - (منو القال ليك, ده بعاتي بكون عارف أي حاجة) وهكذا اصبحنا نتحدث انا وادم عن ذلك الشاب الميت صاحب الكاميرا باعتباره موجودا وحيا في صورته تلك الغريبة, صورة البعاتي. الشعور بذلك الرعب من ان تلتقي بهذا البعاتي الذي بينك وبينه علاقة هي تلك الكاميرا, ووصلنا بعد نقاش غريب وطويل به افكار الهروب من تلك المواجهة المرعبة ودخلنا في تفاصيل وتفاصيل وصلنا بعدها ان تكون الكاميرا معي يوما وتكون مع ادم اليوم التالي وهكذا حين ياتي الشاب البعاتي لياخذ تلك الكاميرا التي تخصه, فاذا وجدها معي فبها واذا لم يجدها معي ساخبره انها مع ادم وهكذا في حالة مجيئه لادم. كل ذلك ونحن مدفوعون بذلك الرعب من تلك الفكرة نكون قد اقتسمنا الخوف بيننا. يغيب عني ادم في الامسيات وياتيني في الصباح بحكايات وحكايات عن ذلك الشاب البعاتي, ياخذ الكاميرا معه يوم ويرجعها الي في اليوم التالي ونحن في حالة هذا الرعب والخوف الكثيف جمعنا كل معلومة تخص هذا الكائن العائد من الموت, عرفنا ان البعاتي لا يمكن ابدا ان تهرب منه, كلما ركضت منه تجده امامك واذا حدث واشتبكت معه في عراك فهو الغالب دائما وانت المغلوب لانك اذا رميته علي الارض فستجده من فوقك, عرفنا ايضا ان صوت البعاتي به (نخنخة) وذلك من اثر القطن الذي يوضع علي انف الميت عادة وجاءني ادم بفكرة غريبة لم املك الا تنفيذها وهي ان ظهر لك البعاتي فما عليك الا ان تغرز الابرة علي أي نعل مقلوب, لذلك حين تكون الكاميرا معي ومتوقعا حضور ذلك الشاب البعاتي, اجهز تلك الادوات, الكرتونة الصغيرة وعليها تلك الابر وفردتي شبطي البلاستيكي دائما تحت مخدتي وهكذا يفعل ادم ذلك حين تكون الكاميرا معه. تنقلت بيننا الكاميرا وتنقل ايضا ذلك الخوف وذلك الرعب وهانذا استلقي مرعوبا علي سريري وبي من ذلك الانتظار – السريالي – انتظاري لهذا الكائن العائد من موته, بي من ذلك الانتظار تلك اليقظة ذات التوقع المخيف, اتحسس بيدي اليمني كرتونة الابر وبيدي اليسري فردتي الشبط واتاكد تماما من وضعهما بالمقلوب استعدادا لغرز الابر علي الشبط البلاستيكي وانتظر وانتظر وانتظر وبي كل مخاوف الدنيا. وفجأة احس بحركة علي الشباك ولا املك إلا اصابعي تلك المرتجفة وهي تمسك بكرتونة الابر وفردتي الشبط تحت مخدتي, اتشبث بادواتي الدفاعية تجاه هذا الكائن المخيف واحس براسي قد تنمل وفجاة احس بخبطة علي الشباك واحس بشئ يقع علي صدري واصرخ, اصرخ, اصرخ بكل خوف الدنيا. اصرخ واغرز ابرة علي الشبط المقلوب, اصرخ واغرز ابرة اخري, اصرخ واغرز, اغرز واصرخ, اصرخ واغرز كل الابر علي فردة الشبط, صرختي ايقظت كل من في البيت وحين جاءت امي وهي تحمل في يدها بطارية وحين فتحت الغرفة سقط ضوء البطارية علي ذلك القط الذي قفز علي صدري من الشباك, وجدتني امي منكمشا علي السرير من الخوف مبتلا من العرق واحمل في يدي فردة الشبط التي تحملت كل تلك الابر. في الصباح حملت معي الكاميرا الي المدرسة كي اسلمها لصديقي ادم سحنون ولكني فجاة قررت ان افعل شيئا اخر وهكذا و امام دهشة ادم حطمت تلك الكاميرا علي حجر كبير ولم يملك ادم الا ان يحتج وهو يحدق في الشظايا الزرقاء التي كانت قبل قليل كاميرا, احتج ادم وبصوت مشروخ بالهواجس : - ( يعني كان جاني اقول ليهو شنو ؟) . تداعيات .. يحي فضل الله البعاتي .. إلي ادم سحنون تحديدا هانذا اتململ علي سريري, ظلام الغرفة يكثف خوفي جهزت الادوات اللازمة للحماية من ذلك الهاجس الغريب, كرتونة, هي قطعة صغيرة من الكرتون غرزت فيها عددا من الابر, هذه القطعة الصغيرة من الكرتون وضعتها تحت المخدة في الجانب القريب من يدي اليمني, لا اطمئن الا اذا وضعتها داخل يدي اليمني بعد ان اضعها تحت المخدة. في الجانب الايس من المخدة القريب ايضا من متناول يدي اليسري, وضعت الشبط البلاستيكي ولا اطمئن الا اذا وضعت يدي اليسري علي (فردتي) ذلك الشبط, يهرب مني النوم وانا اتوقع في أي لحظة حضور ذلك الكائن العائد من موته. لم انس ان اضع تلك الكاميرا ذات اللون الازرق علي (سحارة) جدتي (بت مدني) التي احتفظ فيها بالكتب والمجلات المصورة, مجلة الصبيان وميكي وسمير والوطواط وسوبرمان وطرزان وبونانزا والرجل العنكبوت والرجل البرق, كانت تلك السحارة موضوعة امام شباك الغرفة والسرير الذي انام فيه موضوع بالقرب من هذه السحارة, هذه الكاميرا الزرقاء اللون هي موضوع خوفي من ذلك الهاجس, كانت هذه الكاميرا تخص هذا الكائن العائد من موته, صديقي (ادم سحنون) الذي يسكن في حي (ام بطاح) حرضني علي ان اصر علي اخذ هذه الكاميرا من شاب يجاورهم في السكن وكان له هناك متجر صغير. كان هذا الشاب طيبا بما فيه الكفاية حتي انه لم يبد اعتراضا علي ذلك الطلب وتركنا ناخذ انا وادم تلك الكاميرا متعلقين بتحسسنا الطفولي لمعرفة هذه الآلة التي تستطيع ان تهب الانسان صورته وهذه ميزة تحرض علي نزعة ذلك التملك الطفولي للاشياء. هانزا اتململ علي سريري وقطعة الكرتون الصغيرة بها عدد من الابر وهاهما (فردتا) شبطي البلاستيكي تحت مخدتي وهاهو ظلام الغرفة يكثف داخلي تفاصيل الخوف والهواجس. الشاب الذي اخذنا منه انا وصديقي ادم سحنون تلك الكاميرا طبعا لم نرجعها اليه لمدي اكثر من شهر. هذا الشاب مات فجأة اثر علة لم تمهله طويلا, ابلغني ادم ذات صباح ونحن في حوش المدرسة – مدرسة كادقلي الشرقية التي تحولت من الاولية الي الابتدائية بعد ما يسمي بالسلم التعليمي. كان ذلك في العام 1970م من القرن المنصرم ونحن نتهيأ ونستعد لامتحانات الدخول الي الثانوية العامة, ابلغني ادم بذلك الخبر, خبر موت ذلك الشاب صاحب الكاميرا الزرقاء, بعدها بايام, جاءني ادم منزعجا يقول لي: ان الشاب صاحب الكاميرا الذي مات قد رجع الي الحياة وهو الان (بعاتي) يتجول في حي (ام بطاح) وقد جاء ليلا وفتح متجره الصغير وقد شاهده بام عينه (حميدان) الذي رجع مخمورا من سهرة. لمح حميدان ضوء فانوس المتجر الصغير وفكر في سيجارة النوم وحين وصل المتجر راي ما لم يكن في الحسبان, راي الشاب الذي مات قبل اقل من شهر وهو يتجول داخل متجره الصغير وهو يبحث عن شئ مهم. دقق حميدان النظر مغالبا فكرة انه مخمور ليس الا, ولكن هاهو الشاب البعاتي يقترب منه فجفل راكضا متخليا عن ترنحه وكان الشاب البعاتي يركض وراءه وسرعان ما امسك البعاتي بحميدان وبصوت فيه (نخنخة) قال البعاتي لحميدان: (بتجي مني مالك يا حميدان؟) وينفلت حميدان من قبضة البعاتي ويركض البعاتي وراءه ويمسك به متسائلا ذات السؤال: (بتجري مني مالك يا حميدان؟) وهكذا بين انفلات وركض وسؤال متكرر ولمدي اكثر من ثلاثة ساعات قضاها حميدان راكضا في أي اتجاه حتي انه وجد نفسه وهو يلهث من التعب امام سينما كادقلي وكان الوقت فجرا وديوك حي (العصاصير) القريبة من السينما تتصايح. جاءني ادم مفزوعا بحكاية حمدان هذي وحين لمح في عيوني اتهامي له بانه خيالي, اصر علي ان اقابل حميدان في (ام بطاح). المهم الشاب صاحب المتجر الصغير في (ام بطاح) الذي اخذنا منه الكاميرا الزرقاء قد عاد من موته كي ياخذ ما يخصه من اشياء, قيل انه اخذ كل ملابسه وقد اخذ ايضا العود الذي كان يعزف عليه امام متجره. وفي الليالي المقمرة كان صوت عوده يسمع من اتجاهات مختلفة وهذا يعني انه يتحاوم في وخارج الفريق, المصيبة, ان الكاميرا الزرقاء معي انا وهذا يعني ان علي ان استعد للقاء هذا الكائن المخيف لانه حتما سياتي لاخذ كاميرته. وبذلك المنطق الطفولي تجاه هذا الحدث غير العادي والذي ينتمي التي تالك الفكرة الغريبة التي تتعلق بعودة الموتي, يقول لي ادم : (يمكن يجيني في البيت ويقول عايز الكاميرا) - (خلاص انت شيل الكاميرا معاك وكان جاك اديها ليهو) - ( لكن هو ما عارف انو انت الاخت الكاميرا) - (انا اول مرة اقابلو وهو ساكن جمبك) - (لا, انت خلي الكاميرا معاك وبعدين لمن يجيني انا بقول ليهو الكاميرا عندك وحيجي ياخدها منك) - ( هو حيجيك انت اول لانو ساكن جنبك وبعدين هو ما عارف انا ذاتو ساكن وين) - (منو القال ليك, ده بعاتي بكون عارف أي حاجة) وهكذا اصبحنا نتحدث انا وادم عن ذلك الشاب الميت صاحب الكاميرا باعتباره موجودا وحيا في صورته تلك الغريبة, صورة البعاتي. الشعور بذلك الرعب من ان تلتقي بهذا البعاتي الذي بينك وبينه علاقة هي تلك الكاميرا, ووصلنا بعد نقاش غريب وطويل به افكار الهروب من تلك المواجهة المرعبة ودخلنا في تفاصيل وتفاصيل وصلنا بعدها ان تكون الكاميرا معي يوما وتكون مع ادم اليوم التالي وهكذا حين ياتي الشاب البعاتي لياخذ تلك الكاميرا التي تخصه, فاذا وجدها معي فبها واذا لم يجدها معي ساخبره انها مع ادم وهكذا في حالة مجيئه لادم. كل ذلك ونحن مدفوعون بذلك الرعب من تلك الفكرة نكون قد اقتسمنا الخوف بيننا. يغيب عني ادم في الامسيات وياتيني في الصباح بحكايات وحكايات عن ذلك الشاب البعاتي, ياخذ الكاميرا معه يوم ويرجعها الي في اليوم التالي ونحن في حالة هذا الرعب والخوف الكثيف جمعنا كل معلومة تخص هذا الكائن العائد من الموت, عرفنا ان البعاتي لا يمكن ابدا ان تهرب منه, كلما ركضت منه تجده امامك واذا حدث واشتبكت معه في عراك فهو الغالب دائما وانت المغلوب لانك اذا رميته علي الارض فستجده من فوقك, عرفنا ايضا ان صوت البعاتي به (نخنخة) وذلك من اثر القطن الذي يوضع علي انف الميت عادة وجاءني ادم بفكرة غريبة لم املك الا تنفيذها وهي ان ظهر لك البعاتي فما عليك الا ان تغرز الابرة علي أي نعل مقلوب, لذلك حين تكون الكاميرا معي ومتوقعا حضور ذلك الشاب البعاتي, اجهز تلك الادوات, الكرتونة الصغيرة وعليها تلك الابر وفردتي شبطي البلاستيكي دائما تحت مخدتي وهكذا يفعل ادم ذلك حين تكون الكاميرا معه. تنقلت بيننا الكاميرا وتنقل ايضا ذلك الخوف وذلك الرعب وهانذا استلقي مرعوبا علي سريري وبي من ذلك الانتظار – السريالي – انتظاري لهذا الكائن العائد من موته, بي من ذلك الانتظار تلك اليقظة ذات التوقع المخيف, اتحسس بيدي اليمني كرتونة الابر وبيدي اليسري فردتي الشبط واتاكد تماما من وضعهما بالمقلوب استعدادا لغرز الابر علي الشبط البلاستيكي وانتظر وانتظر وانتظر وبي كل مخاوف الدنيا. وفجأة احس بحركة علي الشباك ولا املك اصابعي تلك المرتجفة وهي تمسك بكرتونة الابر وفردتي الشبط تحت مخدتي, اتشبث بادواتي الدفاعية تجاه هذا الكائن المخيف واحس براسي قد تنمل وفجاة احس بخبطة علي الشباك واحس بشئ يقع علي صدري واصرخ, اصرخ, اصرخ بكل خوف الدنيا. اصرخ واغرز ابرة علي الشبط المقلوب, اصرخ واغرز ابرة اخري, اصرخ واغرز, اغرز واصرخ, اصرخ واغرز كل الابر علي فردة الشبط, صرختي ايقظت كل من في البيت وحين جاءت امي وهي تحمل في يدها بطارية وحين فتحت الغرفة سقط ضوء البطارية علي ذلك القط الذي قفز علي صدري من الشباك, وجدتني امي منكمشا علي السرير من الخوف مبتلا من العرق واحمل في يدي فردة الشبط التي تحملت كل تلك الابر. في الصباح حملت معي الكاميرا الي المدرسة كي اسلمها لصديقي ادم سحنون وكني فجاة قررت ان افعل شيئا اخر وهكذا و امام دهشة ادم حطمت تلك الكاميرا علي حجر كبير ولم يملك ادم الا ان يحتج وهو يحدق في الشظايا الزرقاء التي كانت قبل قليل كاميرا, احتج ادم وبصوت مشروخ بالهواجس : - ( يعني كان جاني اقول ليهو شنو ؟) .