مدخل : صنفان هم الناس ، ما هو مثل أدنى أنواع الحجر قيمته محدودة ، يمر على الأرض عابرا دون أثر ، وهناك الجواهر من الناس ؛ تلك التي تخلف وراءها حزمة من الإضاءة ، تنير دربا ، تجلي مشكلة ، تضيف جديدا ، تستكمل ناقصا ، تزيل من الطريق شوكة ، فتبقى أعمالها في مجالها مذكورة عند من يعرفون جليل الأفعال ، وقليل هم ،وهنا أترحم على والدي الراحل سيد أحمد الخليفة الذي مهد لنا طريقاً لنكتبهُ ومهد للصحافة السودانية معالم طريق الحق . داخل النص : ومن هؤلاء المتميزين الأستاذ سعود بن عبدالعزيز التويم ، صاحب ومدير دار سعود التويم للنشر ومستشار أمير منطقة مكةالمكرمة للأعلام ، وهو واحداً من أولئك الذين يختصرون في شخصياتهم عددا من إيجابيات الأشخاص المتميزين ، ورغم فترة عملي البسيطة برفقته وسعادتي بها تأكد لي بأنه ليس فردا، ولكنه مجموعة شخوص ! فالرجل هو رفيق سابق لأستاذنا الراحل المقيم سيد أحمد الخليفة ولطالما كان و لا يزال يذكر تلكم الأيام ، وكأنه يتحسر على جيلنا البائس الفقير لغوياً ومعرفياً ويلعنه . أنا شخصياً كنت أبحث عن محطة إنطلاق عن شخص "مكتبة " يحوي رفوفاً من الثقافة والأدب والجمال ، ووجدته ، متمسك أنا بهذا الرجل العلامة ، وأنتظر منه الخير الكثير ، والعطاء الجليل فمدرسة القدماء تجود و لا تبخل تعطي ولا تمنع ، شجرة هو تتساقط ثمارها وتزدهي بها الأيام والساعات واللحظات ، وهذا نتاج طبيعي لمن أعترك مع الأيام في معترك الحياة ،وقيدته شبكة المعرفة ،وصاغت الهموم العامة خطوط حياته ،هو نهر نرتشف منه ؛ نرفع سماعة التلفون سائلين ليزيل همَّ عبارة تشغلنا، أو صياغة لغوية نخشى عثراتها ، أو معلومة تاهت عنا . لا يبخل ولا يتردد ولا يخيب ظنا من أي جانب أتناول هذه الشخصية ؟ وكما قال شاعرنا الباقي في دواخلنا حياً فيها لايموت الشاعر نزار قباني : " الصمت في حرم الجمال جمال " وأنا الآن سا أصمت ! مخرج : هذه الشخصية الحاضرة المتعددة المشاركات ،عرفته قريباً لكنه لا يخيب ظن ، قارئ بنهم وأظنه لا يمل من تصفح الكتب ومواقع الإنترنت المثمرة ، أنقطع من وحي الكتابة زمنا وعاد في منتصف التسعينات وهو بكامل لياقته الأدبية والمعرفية ، وحينما عرفت ذلك تأكد لي بأنه "بيات ثقافي " ومنغمسون نحن في بياتنا الشتوي ، وقد بث في الصحافة السعودية روحها بفتحه لدار نشر متكاملة الجوانب ،خدمةٍ للثقافة وللأعلام وللوطن . وأخيرا : رحم الله الوالد سيد أحمد الخليفة ، كان صريحآ أكثر مما تحتمله الدنيا ..فذهب لم يجامل في قناعاته وما عرف المهادن في زمن يكسب فيه الشخص رضا ومالا بقدر المساحة التي يدوس بها علي قدميه ، لقد تسامي الي الاعالي حتى استحال المجيء ! قراء الراكوبة : هو جيل لن يتكرر وهو بالطبع وجدان الأمة وصفوتها وضميرها ، باقون فينا وباقي فينا مجدهم ،شاكر لكم ياسادتي أقتفائكم الحرف .. دمتم بحب ..أحبكم .. [email protected]