*وإذ يخوض والي الخرطوم في مياه الأمطار فقد خاض فيها (إخوةٌ) له من قبل .. *وإن أراد التثبت من حديثنا هذا فليطلب من إدارة فضائيته عرض أشرطة أشهر خريف السنوات الماضية.. *فسوف يُفاجأ - أو ربما لن - بأن كل الذين سبقوه (خاضوا في الذي خاض) و(قالوا كالذي قال) و(ولوحوا في الهواء بمثل الذي لوح).. *أي قالوا - بدءاً - أن حكومة ولايتهم قد استعدت تماماً لموسم الأمطار وما على المواطنين إلا أن (ينوموا قفا).. *ثم حين يكشف الخريف عن (عورات) وعودهم يرافقون الكاميرات - ولا نقول ترافقهم الكاميرات - إلى حيث أحواض السباحة (الطبيعية) ومن حولها بقايا المنازل.. *ثم يشمرون عن سوقهم ليخوضوا فيها وهم يلوحون بعصيهم أو سباباتهم عالياً في الهواء هاتفين (الله أكبر).. *طيب ؛ ما الذي (ينوب) المواطن المتضرر من كل (الحركات) غير ذات المعنى هذه ؟!.. *نعم الله أكبر - ونعم بالله - ولكن إذا كان هذا هو المطلوب فقط من ولاة الخرطوم فإن (عوير) بلدتنا الملقب ب( كُروكا) أحق بمنصب الوالي منهم أجمعين.. *فهو ما أن تحل مصيبة بأهل بيت من بيوت البلدة حتى يكون أول الواصلين إلى البيت النكوب هذا.. * ثم لا يفعل سوى أن يصرخ وسبابته في السماء (الله اكبر ، الله أكبر) إلى أن يصل الذين (يفعلون) ولا (يهتفون).. *وهو يتميز على والينا الخضر - والذين من قبله - بحنجرة (سكسفونية) فضلاً عن سبابة في طول عرقوب فتاة الشاعر الذي شبهه بشهر الصوم.. *فالمواطن - يا عزيزي الوالي - لا يريد كلاماً ولا وعوداً ولا هتافاً ولا خوضاً في المياه مع (كفكفة) البناطلين .. *هو يريد عملاً - من سُكات - يدرأ عنه آثار الخريف امتثالاً لقوله تعالى ( وقل اعملوا).. *ثم بعد أن يتحقق (العمل) هذا يمكن للخضر أن يتحدث عبر تلفزيونه الولائي ما شاء له تباهياً بإنجازاته .. *وأن يستصحب معه كاميراته وهو يتجول وسط أحياء ولايته (الجافة) صائحاً (الله أكبر) وسبابته أعلى من برج الإرسال القديم الخاص بقناته الفضائية .. *وأن يعطي فرصه لمعتمده نمر بأن يحذو حذوه ؛ تهليلاً وتكبيراً و(تشميراً).. *فإن لم يحدث هذا - ولن - فليدخر أشرطة (خواضته) الحالية للخريف القادم لو مد الله في عمر ولايته.. *ومعها - كذلك - أشرطة الوعود والكلام و(التحسبات) التي أول غيثها قطرة (أحسب).. *وبالمناسبة يا (شيخنا) ؛ لا يصح أن نقول (أمطار خير وبركة) لأن المطر لم يُذكر في القرآن إلا مقروناً بعذاب.. *وإنما الذي يصح هو أن نقول (غيث خير ورحمة).. *وأغثنا يا الله !!! الأهرام اليوم [email protected]