على ذمة صحيفة الراكوبة الاكترونية تلقيت خبرا محنقا ومحزنا بالنسبة لي هذا الصباح عن اعتداء ثلة من بعض قبيلة الرزيقات على مدينة ام راكوبة التي اعتبرها مسقط راسي الثاني بعد ولاية شمال بحرالغزال اويل , مستهدفيين قبيلة المعاليا التي تقطن تلك المدينة التي تتبع لمحلية ابوكارنكا . اني تالله لغضوب جدا من هذا السلوك وهذا الاستهداف الفاضح وغير المقبول ولا المعقول من افراد قبيلة الرزيقات ضد نظرائهم المعاليا . وادينه باغلظ واشد العبارات الممكنة والتي تليق بهذا الاعتداء البربري والوحشي واللانساني وغير الاخلاقي ولا تمت بالدين بسبب على الاطلاق . ان قبيلة المعاليا لمن لا يعرفها لمن القبائل التي تقطن اقليم دارفور بغرب السودان والتي تتسم بالهدؤء والطيبة وحميد الاخلاق وفياض الكرم وحب السلام والتعايش السلمي مع الجيران او مواطني اخرى البلدان . ان حسن الشمائل التي تتميز بها هذه القبيلة لا تتسع المجال لذكرها طرا هنا في هذه الوريقات التي اسطر فيها هذه الكلمات البسيطة جدا عنهم , لان مقامهم اكبر بكثير عما يتفوه به يراعي من الكلمات . طوال مدة تواجدي في هذه المدينة وبين افراد هذه القبيلة لم الحظ يوما واحدا منهم صفة التعطش او التوق لسفك دم اي مفطور من رب العالمين مهما كان الاسباب والدوافع . دوما يميلون الى الحوار وسيلة لحل اي اختلافات في وجهات النظر , وليس الحرب والتعارك والتخاصم , كما اشتهرت بها بعض القبائل في دارفور ومن بين هذه القبائل , قبيلة الرزيقات التي اشتهرت بسفك الدماء دائما وخلق الحروب بينها وجيرانها من القبائل الاخرى من دون اسباب موضوعية او منطقية. هذا الميل للعقل والحجى لقبيلة المعاليا كما اسلفت كحكم وفيصل في حالة بروز اي اختلافات في وجهات النظر سواء اكان فيما بينهم او مع باقي القبائل الاخرى المحيطين بهم , ليس خوفا او جبنا منهم ولكن هذا يعد دليلا على شجاتهم وبسالتهم وشهامتهم . فكيف تجرؤ قبيلة الرزيقات ان تهاجمهم بهذا الهائل العدد (3000 ) جهارا نهارا وتسبب زعرا ورعبا وسط الاطفال والنساء والعجزة في ظل وجود حكومة بكامل هياكلها الادارية والسياسية ؟ وكيف تم التخطيط على هذا الهجوم ولم تتمكن الحكومة ومخابراتها الامنية من التقاط هذه المعلومة وابطال مفعولها في المهد والاساس قبل تنفيذها على الارض الواقع ؟؟ ام كانت الحكومة على العلم التام ولكن اعماها سياسية ضرب القبائل ضد بعضها ليتقاتلوا فيما بينها وفي نهاية المطاف تستفيد المركز في المعمعة التي ستخلقها الحرب ؟. ان من اوجب واجبات الحكومة في هذه البسيطة ان توفر الامن والسكينة للمواطن البسيط على امتداد رقعة الدولة , حتى يحس بالامان ويذوق طعم الاستقرار . واذا لم تتمكن الحكومة ان تفرضه اي الامن فان على تلك الحكومة ان ترحل اليوم قبل الغد , لان ذلك يعد فشلا قاتلا لا تستحق الحكومة من بعدها ان تدعي الشرعية طالما لم تحافظ على شرعية المواطن في ان يعيش في جو خال من الخوف والهلع . وبالتالي على معتمد محالية ابوكارنكا ان( يتفح عينه ) بشكل جيد ويختار ما بين هيبة الدولة ليكون هي السائدة او هيبة القبائل هي التي تسيطر على مقاليد الامور في معتمديته , وحينها سوف ننسى ما يسمى بالدولة وسيعيش الاقوى على الضعيف . ايضا في هذه السانحة اود ان اترحم على ارواح الاطفال والنساء والعجزة الذين راحوا ضحية على هذا الهجوم والاعتداء الوحشي , وارجو من الله سبحانه وتعالى ان يسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين ان شاء الله . ليس الاطفال والحريم فحسب ولكن ايضا الشهداء الابطال الذين سقطوا ذودا ودفاعا عن مدينتهم ودارهم وبناتهم ونسائهم وعرضهم في المعركة الاخيرة في ام راكوبة , ان شاء الله سبحانه وتعالى الى جنة الخلد ذاهبون . وعاجل الشفاء للجرحى الذين اصطفوا ان يجرحوا في معركة الكرامة والشهامة والعز والنجب , عوضا عن يجرحوا في مكان غير هذا المكان . واقول لهم ان الله دوما ينصر من اعتدوا في حقه ظلما واجحافا , وانه لنصره لكم معطيكم ان شاء الله , وقد تبين ذلك من الدرس العلقم الذي لقنتموه لهم في هذه المعاركة الاخيرة . كما اهتبل هذه الفرصة ان ابعث بخالص تحياتي واشواقي لاستاذي العزيز دلدوم اسماعيل صالح وكوكبة الاساتذة التي كانت في مدرسة ام راكوبة الاساسية بنين في ذلك الحين . متمنيا لهم دوام الصحة والعافية راجيا من العلي القدير ان يكونوا هم واسرهم بالف خير في هذه المعركة الاخيرة والاعتداء التي فرضها قبيلة الرزيقات عليهم عنوة واقتدارا , ولكن ضاقوا مرارة الاعتداء الان . [email protected]