تعد مسألة مجاراة الأغاني وتحويل كلماتها إلى (مونولوج) ساخر من ضروب الفكاهة التي ازدهرت لدينا في عقود سابقة، فأبناء جيلنا أخالهم يتذكرون جيداً الأغنية التي كان يترنم بها عميد الفن السوداني الراحل أحمد المصطفى (حياتي حياتي) التي صاغ كلماتها الشاعر الراحل مبارك عبد الوهاب والتي تقول: حياتي حياتي أحبك أنتِ كحبي لذاتي أحبك أنتِ لحبك أنتِ معاني الحياة سلكتي طريق طريق محفوف بكلّ محب وكلّ عطوف نبذت الضيق نزعت الخوف وقلتي نسير .. نسير ما نقيف وقلتي ما دام في الدنيا حبّ وعاطفة عميقة في روحنا تدب وإيد في إيد .. وقلب جنب قلب ليه ما نسعد وليه ما نحب الدرب السالكاهو والقلب المالكاهو هم قلبي ودربي وحبك إياهو بطراهو وبرعاهو آه لو ترعي حبي نحن السعادة أحبابا ونحن الموّدة طلاّبا والجنّة الليها نتشابى باكر ندق على بابا ندق وندق وندق .. والجنة تجيب لأملنا نشق .. إن شاء الله قريب وتهلل علينا في قلوبنا الحزينة بشاير السنين بي غمرة هنانا تتشابك إيدينا يسار في يمين. هذه الأغنية التي قام بتلحينها وأدائها (العميد) تم إفراغ كلماتها وتحويلها إلى منلوج ساخر عن (الحماة) أي (النسيبة) في ستينيات القرن الماضي وقد كان يردده أحد نجوم الفكاهة في ذلك العهد، غير أن الذاكرة لا تسعف العبدلله في تذكر اسمه (نتذكر شنووو واللا شنووو ... واللا شنووو؟) المنلوج الذي يجاري الأغنية يقول مطلعه: حماتي حماتي يا أخت القرنتي وشك انتي محتاج لجونتي جرى منو البعاتي. لزوم هذه المقدمة أنه وبينما كان العبد لله يقوم بتصفح أحد المواقع الإليكترونية إذا به يقف أمام تجربة (حديثة) مماثلة قام فيها أحد (المدوناتية) على الشبكة العنكبوتية بتحويل نص شاعرنا الجميل (صلاح حاج سعيد) الذي تغنى به الفنان الرائع الراحل (مصطفى سيد أحمد) إلى منلوج يخاطب فيه حبيبته (اللحمة) التي أصبحت عصية على جيبه، تعالوا أولاً نقرأ معاً قصيدة شاعرنا صلاح حاج سعيد يخاطب حبيبته (وبعدين نشوف موضوع اللحمة) : يقول شاعرنا الجميل: وبقيت أغني عليك غناوي الحسرة والأسف الطويل وعشان أجيب ليك الفرح .. رضيان مشيت للمستحيل ومعاكي لي آخر المدى .. فتيني يا هجعة مواعيدي القبيل بعتيني لي حضن الأسى .. وسبتيني للحزن النبيل ومشيت معاك كل الخطاوي الممكنة وبقدر عليها وبعرفا أوفيت وما قصرت في حقك ولا كانت عرفة غيرك أصادفا وقدر هواك يجيبني ليك .. جمَع قلوبنا وولفها وقتين بقيتي معايا في أعماقي في أعماق مشاعري المرهفة لا منك إبتدت الظروف ولا بيك إنتهت الأماني المترفة ندمان أنا ؟! .. أبداً وحاتك عمري ما عرفت الندم ما أصلوا حال الدنيا تسرق منية في لحظة عشم وأنا عندي ليك كان الفرح رغم إحتمالي أساك يا جرح الألم كان خوفي منك جاي من لهفة خطاك على المواعيد الوهم وأهو نحن في الآخر سوا باعنا الهوى ماشين على سكة عدم ... وبقيت أغني عليك غناوي الحسرة والأسف الطويل. وها هي عزيزي القارئ القصيدة بعد أن تم تحويلها إلى منلوج ساخر يخاطب فيها الشاعر حبيبته (اللحمة): بقيت أغني عليك غناوي الكسرة في الصحن التقيل وعشان أجيب ليك اللحم ... رضيان من الجزار أشيل ومعاك في آخر الشهر يا ناقصة ماهيتي القبيل سبتيني لي حضن الغﻼ .. وبعتيني لي الجزار عديل عديتا فيك كل القروش الممكنة وبقدر عليها وبصرفا عديت وما قصرت في ... هجرك وﻻ صرفة غيرك عارفا وقدر جفاك نساني ليك ... لمع جيوبنا ونضفا وكتين بقيتي معانا في اعماق بطونا المرهفة ﻻ منك ابتدت الصحون .. ﻻ بيك انتهت الصواني المترفة جيعان أنا أبدا وحاتك ... عمري ما ضقت اللحم وﻻ كرشي في يوم اتملت عايش دوام أنا في جحيم وأنا عندي ليك كان الصحن .. باللحمة كم قالوا اتردم وأنا خوفي من آخر الشهر يصبح وهم أهو نحنا والراتب سوا ... طايرين هوا ماشين على البوش السجم... كسرة: لو لقيت ليك كلبين بيتشاكلو في (عجورة) ما تندهش .... عاااادي!!! تنبيه : يوجد (واو) جديد ... (للعلم وكده) !! كسرة ثابتة (قديمة) أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو وووو وووو)+(وووو) +و+و كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(وووو)+و+و