السودان وطن عزيز به كل مقوّمات ومكوّنات أن يكون دولة عظمى، يمتلك ثروات في باطن الارض وعلى ظهرها لم تستغل بعد، يشقه نيل عظيم يجري من جنوبه زمان الى شماله ، مواطن طيب ذو سلوك قويم ونفس أبيّة ، ولكنه غير محظوظ فكل الحكومات التى تعاقبت على حكمه لم تسع لرفعته والنهوض به واستغلال خيرات وطنه ، رغم أن حكامه فى السابق كانوا اصحاب أيادٍ بيضاء متعففين وحاولوا جهد أيمانهم أن ينعم مواطنهم بعيش كريم وكان مشروع الجزيرة وكان القطن طويل التيلة وقصيرها ، والصمغ العربي نتسيّد بهم العالم في صادراتنا ، وجنيهنا مالك لزمام امره وخلفه الدولار يسير كسيرا ذليلا مهيض الجناح ، وتعليمنا يأتيه الطلاب من بقاع العالم حتى كليتنا الحربية ، ولكن للاسف اصبحنا كل عام نُرذل،وكان الطلاب وقود الثورات حين تتلكأ الحكومات ، الى أن دخلنا الالفية الثالثة بغياب المعايير الاخلاقية العامة التي أكّدت عليها كل الاديان السماوية ،فضلا عن شيوع الغش والكذب والنفاق والمتاجرة تحت غطاء الدين ، فلا عجب أن نرى المتاجرة بالقيم الدينية التي صارت اليوم هي الوسيلة الاسرع والاسهل لتحقيق الثراء الفاحش ، وانتشرت عندنا مظاهر الورع النفعي في كل مكان وكأننا نحلق في فضاءات العفة والطهارة والنزاهة في الوقت الذي أصبحنا فيه نستيقظ على أخبار القتل والاختطاف وانتهاك حرمات الناس ، واصبحنا كدولة في طليعة البلدان غير النزيهة في التصنيف العالمي لمنظمة الشفافية العالمية ، الى متى بربكم الصبر على كل هذا والغلاء يطحننا يوم بعد يوم ، وسمسم القضارف قام اتعزز كما تعزز ليمون محمد سلّام، وزيته أصبح عصيا على نسائنا حتى جفّت أجسادهن ، وتستحضرني هنا طرفة الحبوبة التي أرسلت حفيدها واعطته جنيها ليحضر لها زيتا من الدكان ، فضحك صاحب الدكان وقال للطفل ( والله يا ولدى حبوبتك دي الا تجي نكب ليها زيت بجنيه فى اضانا) ، وطني قاتل الله الذين أساءوا لك وللدين والتدين بمزايداتهم التمثيلية المعادة ويتظاهرون بالورع والتقوى ، وما أقسى أن تكون مواطنا كما قال د/ عبداللطيف البوني ولا عثمان ميرغني ما عارف فذاكرتنا اصبحت تطش احيانا. كسرة أولى : الف حمد على سلامتك عثمان ميرغني كسرة تانية : أوقفوا الفاتح جبراعن الكتابة فبسخريته اللاذعة تسبب لنا في قرحة بالمصران الاعور من الضحك [email protected]