دخل المعلمون فى ولاية شمال دارفور فى إضرابٍ بسبب تأخير صرف مستحقاتهم المالية سبقهم فى ذات الخطوة المعلمون فى ولاية شرق دارفور الذين بلغت متأخراتهم (3) مليار جنيه وسارعت حكومة ولاية شمال دارفور باستدعاء المعلمين والتحقيق معهم وقال الاستأذ محمد المكى صالح مدير مدرسة الوحدة الثانوية بالفاشر (إنَّ السلطات حققت معهم حول التوقف من العمل باعتباره عملا غير مشروع وتقف خلفه أهدافٌ سياسية ؟؟). صحيفة الجريدة الصادرة صباح الجمعة الماضى .... هكذا أعملت حكومة ولاية شمال دارفور ذهنيتها الأمنية ولم تر فى إضراب المعلمين إلاَّ كمهددِ أمنى وعمل غير مشروع !! ترى هل تتوفر الشرعية فى تأخير مستحقات المعلمين فى دولة المشروع الحضارى ؟. وهل توجد الشرعية فى حرمان المعلمين من مرتباتهم وهم الذين يعملون فى ظل ظروف الحرب والخوف والحصار؟. المعلمون فى دارفور يستحقون التكريم وصرف مستحقاتهم المالية قبل الوالى وأجهزته التنفيذية والأمنية لانهم يقومون بعمل كبير له صلةٌ مباشرة بالسلام الإجتماعى وبحقوق الاطفال فى تلقى العلم , ولأنهم صبروا على كل المشاكل واستمروا فى القيام بعملهم رغم المعوقات وتأخير صرف مرتباتهم الأمر الذى يستوجب إستدعاء القائمين على أمر التعليم فى الولاتين والتحقيق معهم ومعاقبتم وليس المعلمين . إنَّ دعم المعلمين والتضامن معهم ليس مسؤولية المجتمع فى دارفور فقط إنَّما هى مسؤولية قوميةٌ لماذا ؟ لأن تأخير مستحقات هؤلاء المعلمين يمثل إنتهاكا لحقوقهم ويؤثر سلبا على العملية التعليمية المتأثرة أصلا بالحرب وعدم الإستقرار ,ويفتح المجال لهجرة المعلمين وحرمان الطلاب من الإستقرار، فالمدرسة فى بيئة مزقها النزاع تمثل ملاذاً وحمايةً من مزالق كثيرة تهدد إستقرار الطلاب والتلاميذ فى هذا العمر . المطلوب من الصحافة المزيد من المتابعة لقضايا المعلمين ومشاكلهم ليس بعرضها كأخبارٍ وإنَّما ممارسة الضغوط على حكومات الولايات للقيام بواجبها حيالهم وعلى رأسها صرف مستحقاتهم المالية فى مواعيدها والإبتعاد عن المراوغة وتوزيع الاتهامات بغرض صرف الإنتباه عن تقصيرها حيال المعلمين. الميدان