تردت الأوضاع ولم تعُد قفة الملاح وحدها هى ما يشغلنا يا هؤلاء..هى مأساة حقة نعيشها وقد استعصت كل مُعيناتنا علينا.. بالبصارة نُدبر ما نقتات به.. الله كريم على الباقى.. وجبة واحدة تكفى مع ضآلة مكوناتها..وضعف مردودها علينا.. إنه الفقر والفقر المدقع وفى أصعب مراحله نحن الآن نعيش... لا قفة ولا كرتونة بل كيس صغير يقضى تماماً على ما ادخرناه..نحن أصلاً بلا شئ ندخره ليومنا الأسود وقد اسودت أيامنا كلها..بنود كثيرة مفتوحة تنتظرنا للصرف عليها القفة آخرها. من أين لنا بالدواء..وقد صار عصياً علينا أيضا.. أبناء فى انتظار ما نعود به ومدارسهم فاغرة الفاه تنتظرهم ..بقية مستلزماتهم الخاصة والمدرسية هى كذلك تنتظر... كهرباء ، ماء ، إيجار منازل ووو ..أعياد ومناسبات اجتماعية وما ينفق عليها وفيها وأخرى غير منظورة ولا محدودة وما عندنا من دخل محدودٌ هو ..لا يكفى... ضاقت ..حقاً ضاقت وبشدة واستحكمت حلقاتها ولا فرجٍ قريب نراه يلوح فى أفق حياتنا الآنية..فقط رحمة ربنا ننتظر.. (شدد القيادي بالمؤتمر الوطني ورئيس المؤتمرات القطاعية بروفسير الأمين دفع الله على القطاع للخروج من المأزق المعيشي الذي يعيشه السودانيون وطالبهم بالتحلي بالجرأة والشفافية للتوصل إلى حلول عملية وقال إن الشعب أصبح لا يستطيع الإنفاق على قفة الملاح ويجد في سبيل الحصول عليها عنتاً ومشقة.) إنه مأزق معيشى حقيقى يعيشة غالب أهل بلادى..ولا حلول.. فقط جعجعة ينفض بعدها السامر والحال فى حاله بلا طحين يُرى.. هذا يُطمئن با نفراج ما نحن فيه فى غضون أيام معدودة.. ذاك يعد ويُبشر بمستقبلٍ اقتصادى تعقبه رفاهية فقط مزيداً من الصبر على المعاناة وربط الأحزمة ..أوفينا نحن صبراً وربطاً للأحزمة ولم يفِ هو بما قال وما أكثر ما قيل ومن قال.. آخر يُهدد بزيادة الضرائب والجمارك ورفع الدعم عن كل مدعوم..وهل تبقى من مدعوم حتى يُرفع عنه الدعم.. كم من لجنة اقتصادية كنت على رأسها أخى البروف الخبير الاقتصادى وكم من حديثٍ قيل وكم من معالجات نظرية وتوصيات أطلقتموها فى الهواء البارد داخل القاعات وثيرة المقاعد فى اجتماعات هذه اللجان إلى أى شئٍ أفضت بالله عليك ..لا أثر لها على واقع الاقتصاد المُنهك المُنهار.. زماااان طويل مضى غلبتنا قفة الملاح ولكن الجمرة أخى البروف بتحرق الواطيها والإيدوا فى الموية ما زى الإيدوا فى النار والعنت سمة صارت تُلازمنا حلاً وترحالا تصالحنا معه ومعنا تصالح.. النظريات وكثرة القول بلا فعل لا تملأ قفة مواطن أخى .. والله وحده هو المستعان... بلا أقنعة... صحيفة الجريدة السودانية... [email protected]