*ضمن الدردشة التي دخل فيها أبنائي وبناتي "شباب السوداني" عبر قروبهم في الواتساب، طرحوا علي سؤالاًعن العلاقات العاطفية، ولماذا فقدت الصدق والحميمية وصارت مستهلكة ؟. *في اليوم التالي وصلتني رسالة من صديقتي الفلسطينية رنا محمد التي تعرفت عليها من خلال رسائلها الالكترونية على إيميلي تتساءل عن أسباب ضعف التواصل الحميم بين الناس، مع تنامي التواصل الإجتماعي عبر الوسائط الإلكترونية والهواتف الذكية ؟. *لهذا قررت تخصيص كلام الناس اليوم عن هذه المعضلة الإجتماعية التي أفرزتها ظاهرة انتشار التواصل الإجتماعي الإلكتروني التي أثرت تأثيراً سالباً على مجمل حياتنا العملية والإجتماعية والأسرية. *للأسف في بعض الأحيان يعطي كل طرف الطرف الاخر معلومات مضلله عن نفسه، ويبني كل طرف علاقته مع الاخر على هدي هذه المعلومات المضللة فتكون النتيجة صادمة للطرفين. *يحدث هذا أيضاً على أرض الواقع بدرجات متفاوتة، من بينها ما يمكن إدراجه تحت تصنيف"صناعة الجمال" إن لم نقل تصنع الجمال، وهذه الموضة الشكلانية انتشرت في الاونة الأخيرة، وسط ترويج وإعلانات دون مراعاة لمخاطرها على البشرة والصحة العامة. *هناك عوامل خارجية أسهمت في في دفع "الجنس اللطيف" الذي أصبح مهدداً في لطافته بفضل اللجوء إلى هذه المحسنات الشكلانية، مثل سطوة المسلسلات التلفزيونيةالمكسيكية والتركية والهندية، الي نقلت بعض الأسر إلى عالم متخيل لا علاقة له بالواقع الإجتماعي والأسري والعاطفي في السودان. *هذه ليست دعوة للإنكفاء على الذات، لكنها دعوة صادقة للعودة إلى طبيعتنا السودانية السمحة، بكل ما فيها من "حفرة دخان ودلكة وبخور معسل و... الخ" من مبتكرات عبقرية حبوباتنا السمحات، وعدم الركض وراء التقليد الأعمى الذي بات يهدد الهوية السودانية والجمال السوداني الطبيعي الذي كان مصدر إلهام الشعراء والفنانين. *ان العودة إلى حياتنا الواقعية الطبيعية البسيطة يتطلب درجة أكبر من التعايش مع الواقع الإقتصادي والإجتماعي والأسري لبناء علاقات إيجابية مثمرة تيسر للشباب سبل الزواج على هدى وبصيرة، وهذا يتطلب التراضي بين الأسرعلى نبذ التقليد الأعمى للمظاهر، والصرف البزخي على حفلات الزواج بكل ما فيها من صناعة وصنعة وتصنع وزيف إجتماعي وشكلاني. *لم أبتعد كثيراً عن الموضوع الذي بدأنا به كلامنا اليوم حول العلاقات العاطفية التي صارت مستهلكة، ومنفرة، وأسهمت فعلاً في زيادة الشقة وسط الشباب الذين يرغبون في الزواج، وأنها أصبحت تهدد بعض الأسر التي تأثرت بالعالم المتخيل "المسلسلاتي" وهي تتحسر على الواقع المهدد بالغربة الإجتماعية والجفاء العاطفي!!. *إننا في حاجة ملحة للعودة إلى طبيعتنا السمحة بكل ما فيها من حميمية عفوية خالية من المحسنات الشكلانية والتصنع والصنعة، خاصة للذين يودون تأسيس علاقات للمستقبل لبناء أسرهم الخاصة . [email protected]