أربع سنوات منذ أن ارتبط قلمي بجهده المتواضع مع بقية الأزاميل وهي تنحت في هذه الصخرة المسماة زوراً بالإنقاذ نحاول تهشيمها وهي تسد ثغر الوطن بأوهام الشعارات التي ما لامست أحشاء الجوعى ولا وفرت أمناً لمن بات خوفه منها قبل غيرها وتحبس عنه ضوء الحرية وأنفاس التنمية وتمنعه عن الخروج الى العالم بوجهه الصبوح مبتسماً كما كان دائماً وتمنع أوبة عصافيره التي هجرت العش ومآقيها تذرف حنين العودة وتنفّر الفراشات التي فضلت أن تفقد لون أجنحتها وملامحها وهي ترتاد رياح الترحال في فضاءات الغيربحثاً عن نسمة هواء نقي ، على الإحتراق في نار غبن.. ( الأقربون ) مقالي اليوم سيحمل الرقم 697 حسب الإحصاء المُوضح في صفحة مكتبة كتّاب المقالات بالراكوبة وهو المركز الثالث بعد الزميلين الأستاذين الطاهر ساتي الذي تجاوز الثمانمائة مقال وصلاح عوض الذي قفز فوق السبعمائة .. وعلى فاكرة هذا المقال ليس له علاقة بما كتبه الزميل عووضة تحت عنوان تباً لأقلامنا ، فقد أعددته قبل مطالعة ذلك المقال ، فكان التشابه مجرد مصادفة ! ومع إحترامي لجهد كل الكتاب الآخرين الذين إستمروا راتبين أو متباعدين في التعاطي أو من إنصرفوا لسبب أو لآخر ، فبدون شك هو شرف عظيم لي أن أكون ثالث هذه الكاتبين المحترفين وهما يكتبان من داخل الوطن والصورة قد تكون أقرب الى قلميهما والتفاعل معهما أصدق منا نحن الذين نكتب من على البعد بشعور وإن كان صادقاً ولكن ينقصه الإختلاط برائحة عرق الغلابة المحترقين بشمس المعاناة ! صحيح أننا ككتاب ليس منوطاً بنا وحدنا إسقاط هذا النظام ولن نستطع بعيداً عن تضافر جهود كل فئات من يعانون كبت هذا الحكم الجائر ، ولكن لا أحد بمقدوره أن ينكر أن ما نسببه من صداع وإزعاج لعصابة النظام في كافة مواقعها الحزبية والحكومية والأمنية قد خلق ربكة أفقدتها بوصلة الإتجاهات فباتت تتخبط كالثور في مستودع الخزف وتطلق دجاجها الأعمى لقتل الحقيقة بمناقيره وقد تهشمت من نبش القمامة التي يتلقاها من فتات ما ياكله تماسيح العصبة الفاسدة ! كثيراً ما كان يتنابني الشعور بأهمية تباعد الكتابة لغير المحترفين حتى يأتي الواحد منهم ببنانوراما تحتوى عدة موضوعات في مقالة واحدة أو بمقال يتناول موضوعاً شائكاً بالتفصيل ! ولم اشأ في يوم من الأيام أن أترك هم الكتابة المتمخض عن هم الوطن الأكبر ، فحصيلتي من القراء والقارئات الكرام تحفزني للإستمرار إنطلاقاً من الإحساس بأن ما أكتبه يلامس أوتاراً في عصب من يتابعون كتاباتي علقوا أو لم يعلقوا ، فأصبح الإرتباط بهم وطنياً عائلياً بل و مسئؤلية التواصل معهم هي شان أخلاقي لا فكاك عنه الا ببلوغ الهدف المنشود او يتكي قلمنا على حائط الذكرى بعد أن نسقط دون تحقيق ذلك الحلم ! فقررت قبل أن أتخطى الرقم 700 في مقالاتي عبر الراكوبة أن أستأنس برايكم لتفيدوني بكل صراحة هل فعلا كثرة الطلة تمسّخ خلق الله ؟ وأن الكتابة من فترة لفترة تزيد من شوق عيون الإنتظار وتؤجج من لهفة المتتبعين لمعانقة حروف زيد أو عبيد ؟ مارأيكم دام فضلكم ، ففي كلتا الحالتين قلمي تحت أمركم الى أن تقولوا له توقف ! [email protected]