والدلوكة صوتها يرتفع ايذاناً بافتتاح كرنفالات الفرح التى عمت المدينة فى ذاك الوقت حيث انتظمت بيوتاتها موجة الأعراس .. صوت امونة كان واضحا فهو يمتلك خاصية فى التطريب واللحن الذى يتماشى والأيقاع الصيدا جات بورا وشاقة الجبال والخلا حمادة شجر الاراك ياحمادة قلبى حباك حمادة انا مابنوم لو جابوا لى حبوب نوم والصوت يرتفع مع سكون تلك الأجواء الخريفية التى استدعت كل تفاصيل الطبيعة فالخريف قد أعلن ليلة دخلته على المنطقة فلبست احلى زفافها ... امونة كانت كالعادة تسبق فنان المنطقة (يوسف قرنق) الذى اشتهر بلونية الحقيبة واغنيات عبدالوهاب الصادق خصوصاً تلك الأغنية التى يرتفع فيه صوت(الكورس) المصاحب ما احلى التصافى ومن بعد التجافى الكان بينا حاصل اسباب ليه مافى كادوقلى كانت مدينة (تحرض) الجميع على الفرح والابداع فهى مدينة لاتتثاءب كما المدن الأخرى فهى تفرح بمقدم الخريف وتفرح كذلك بأعلان اخر صفقة من الشجر الأخضر بالرحيل لتنتظم فى كرنفالات(السبر) التى تتزامن مع أفراح الحصاد ..امونة كانت فاكهة غنا الدلوكة فهى تطوع كل الاغنيات بصوتها الرنان .. عرف الشارع الفن اغنيات الطيب عبدالله بصوتها حينما يتخلخل ذلك اللحن الرومانسى ويتبلل مع حبيبات الندى قالوا لى انساه وامسح من خيالك زكرياتو وانسى كل الماضى وابعد عن طريقو وعن حياتو تغنيها بذات احساس الحروف الذى بداخل تلك الكلمات .. فهى اغنية تمثل لونية خاصة للفنان الطيب عبدالله .. فرقة جاز البوليس كانت قد انهت مقطوعاتها التى يحفظها الجميع .. البوليس كان(انساناً) جميلاً قبل ان تتسخ الشرطة بايدلوجية السياسة .. كان(كويل) عازفاً ماهراً للساكسفون وكان(الجقر) موزعاً بارعاً لتلك الالحان ... كانت ترتجل المقاطع الموسيقية ويحفظ جيلنا لحن(الملكية) التى برعت فيه تلك الفرقة بعناصرها الفنية .. الشرطة كانت فى خدمة قضايا الشعب الفنية والأمنية فوجدت كل الأحترام والتقدير ... وصل يوسف قرنق الى مكان الحفل مبكراً فهو أعتاد دائماً فى تعهداته الفنية ان يلتزم أهل الحفل بتلك الوجبة .. وقف(الفاضل) فى وسط تلك الدائرة مقابلا اتجاه البنات ثم أدخل ايدينه فى بنطلون(الترفيلة) الأخضر ثم خطب فى الجميع ايها الجمع الابنوسى الأخضر ... نيابةً عن اسرة الحفل (ليس شرط ان يعرفها) فهو اعتاد ان يقوم بالواجب .. ايها الجميع الجميل (المندهش) يطيب لى فى هذه الحالة ان أهنى العروسين .. ثم صمت قليلاً ... بدأ الضجر يتململ الى الجميع خصوصا من كان على موعدا فى تلك الحفلة .. ضوء(الرتينة) بدأ غير واضحاً .. والفاضل مازال مواصلاً فى خطبته العصماء ... يوسف قرنق امسك بالرق ثم مااحلى التصافى ومن بعد التجافى الكان بينا حاصل اسباب ليه مافى اختلط حابل المكان بنابل الزمان ... الكل فى لحظة لاشعورية ... حسن يحى يرتفع صوته خلف يوسف قرنق عالياً ويلتفت اليه الفنان كأشارة لخروجه عن الزمن الموسيقى .. فاغنيات الحقيبة تحتفظ بزمنها الموسيقى بشكل تراتيب الجمل اللحنية بحيث ان الايقاع هو ضابط الزمن بين الفنان والكورس .. برع يوسف قرنق فى توظيف تلك الانفعالات لصالحه فهو لايهتم بالشكل مثيرا وانما بجوهر الاغنيات حيث انه طوال تاريخه الغنائي بالمنطقة لم يتغنى بتلك الأغنيات المشوهة ولم تعرفها حنجرته ... انهى الفاصل الأول ودخل الليل فى ثلثه الأول ... بدأ المكان هادئاً فالقمر قد بعث برسالته تعبيراً عن حضوره ومشاركته المناسبة وقد سجل فى دفاتر (الجمال) ضوءاً ازعج(ضئ) الرتينة .. الكل كان منتشياً بروعة الحفل .. يدخل يوسف قرنق مرة اخرى بطريقته المالوفة .. فهو يمسك الرق بطريقة خاصة تفوق كمال ترباس ثم الجرح جرحى براى منو البقاسى معاى ما ناس تقول كلمات يمكن تخفف اساي و يمكن تقول كلمات وتزيد علي شقاي لو طالت السنوات وكان يا جرح ما بريت وكان يا عمر بالريد ضعت ومعاي شقيت انا إيه اقول في الحظ و الإنكتب لاقيت يا دنيا زادي الفيك معروف عذاب وتعب انا اصلي من تبيت شايف طريقي صعب والشفتو فيك يا دنيا.. ما شافو زولاً تب الكل فى حالة تصالح مع الذات .. لاتستطيع ان تميز مابين حالة النشوة والثمالة .. أدخل يوسف الجميع الى (العناية) العاطفية المركزة حتى كبار السن فقد امسك احدهم بجلبابه من ناحية(الكم) وبدأ فى الرقيص والطرب ..فجأة يرتفع صوت بكاء ونواح شق صمت الليل ... تسمر الجميع .. اتجه يوسف قرنق الى داخل (المربعة) وهى من بيوتات ذاك الزمن حيث تقوم بشكل اقرب للأوضة وحينما تصل للمنتصف يتم عرشها بالقش .. اتجه الجميع الى مصدر الصوت وكم كانت المفاجأة حينما وجدو(الفاضل) الذى افتتح الحفل مبللأ بالعرق ... مالك يازول وهو يتمتم لا..لا...لا... لا ..لقانى(ابوسروال) وابوسروال كان اسطورة اقرب (للبعاتى) ويختلف منه فى انه حينما يجد شخصاً امامه فهو لايميز مابين الذكر والأنثى وقد قيل فيه انه مات قبل ان يلامس زوجته [email protected]