بسم الله الرحمن الرحيم شهدت عاصمة ولاية جنوب كردفان كادقلي خلال الأيام الماضية حراك سياسي داخل أروقة حزب المؤتمر الوطني إبتداءا من مؤتمر القطاع السياسي للحزب وإنتهاء بمؤتمر هيئة الشورى الذي إختار من بين المرشحين لمنصب الوالي خمسة مرشحين من بينهم الوالي الحالي ادم الفكي و سترفع أسماءهم للمؤتمر العام لتحديد المرشح النهائي للحزب في الإنتخابات العامة 2015م. وقد تم هذا في جو محموم أشبه بالمزاد العلني و"لعبة تكسب" وسط عضوية الحزب, وما رشح من سلوك وممارسة حسب الشارع العام يدعو للإشمئزاز والتشاؤوم بل التعوذ بالله من وال يتم ترشيحه على أسس ترجحها المصلحة الذاتية وليس مصلحة مواطني الولاية. وبينما الحزب الحاكم في غمرة فعالياته السياسية ؛ زاجا بكل كادره السياسي والتنفيذي والأمني,إذ يتفاجأ المواطنون بظاهرة فريدة تهدد أمن وسلامة الأطفال بمدينة كادقلي أرقت مضاجع الأباء والأمهات - ظاهرة حقن الأطفال بإمصال مشبوهة تقوم بها جهات مجهولة الهوية بالنسبة للمواطنين ولربما للحكومة ايضا, وفي وقت لم يتم الإعلان عن اي برنامج للتحصين بالمدينة كما جرت العادة بواسطة برنامج التحصين التابع لوزارة الصحة, وقد بدا هذا النوع من التطعيم في الخفاء حيث يتم إصطياد الأطفال في الأذقة والدهاليز مما سبب رعبا وتوترا شديدا وسط المواطنين . وبحسب إدارة حماية الأسرة والطفل في لقاء مع مدراء المدارس دعا له معتمد محلية كادقلي يوم الخميس 1592014م بمقر الوحدة الإدارية ,حدثت خمسة حالات حيث تم فتح بلاغات ضد مجهولين بواسطة ذويهم,والمؤسف جدا أن السلطات لم تتمكن حتى تلك اللحظة من معرفة هوية هؤولاء الجناة كخطوة من شأنها أن تعيد الطمأنينة للمواطمين وتأمنهم من خوف. إذًا لا بد من طرح تساؤل مهم هنا – كيف تسللت و دخلت هذه العصابة المدينة في ظل وجود أمني مكثف ومشهود له, يملأ الشوارع من على ضفتي الشارع وداخل المدينة يراقب كل تحركات المارة والسيارة ؟ لا أعتقد أن أحدا بمقدوره أن يخترق هذه الجدر الأمنية ليصل إلى مدينة لا تتسع إلى ثلاثة كيلومترات من أقصى شرقها و إلى اقصى غربها ليمارس داخل هذا المربع الضيق ممارسة تصل إلى الحدالذي يتم فيه حقن طفل بمصل ثم يخرج الفاعل ويعود امن دون أن تطاله يد الأمن أو الشرطة أو غيرها!. ومن التداعيات الخطيرة جدا, قام مواطنون بمهاجمة مدير مدرسة الزهراء للبنات وتهديده بالسلاح الناري بإعتباره متعاوانا مع العصابة!!! وذلك حينما شاهدت التلميذات سيارة تمر بالشارع العام وأشيع أنها هي السيارة المشبوه وسرعان ما أبلغت التلميذات أولياء الامور بدخولها ساحة المدرسة في صورة ربط الخيال بالواقع مما أدى ذلك إلى تعطيل الدراسة بعد ان إستدعى الامر تدخل إدارة التعليم بالمحلية والشرطة لحماية المعلمين. إزاء ما يجري في حاضرة الولاية من ترشيحات لمنصب الوالي كمرشح عن حزب المؤتمر الوطني للإنتخابات القادمة حال قيامها من جهة, وما يحدث من تهديدات لأمن وترويع المواطنيين والأطفال في ظل حكومة توجد بكامل ثقلها الامني والسياسي والتنفيذي بحاضرة الولاية كادقلي موقع الحدث, يثبت عدة حقائق مهمة ويبرهن على أن الإنتخابات التي يجري التحضير لها الان لا قيمة لها بدليل أن الإنتخابات التكميلية التي جرت في العام 2011م ونتج عنها والى منتخب هو أحمد هرون إلا أنه لم يكمل دورته, حيث تم تخريب نتيجتها عمدا و الإطاحة به ثم تعينه واليا لولاية شمال كردفان. والحقيقة الثانية هي الحكومة الحالية التي يمثلها أحمد الفكي الذي تم تعيينه تعيينا منذ عامين, وحتى هذه اللحظة هو الاخرلم يحقق الحد الأدني من طموح أهل الولاية و ما أعلنه هو سواء في مجال السلام أو التعليم أو الصحة أو المياه أو الكهرباء وسنقرد صفحات لما ال إليه حال هذه الخدمات إن شاء الله. فلماذا إذا يتم تجريب المجرب؟ فإذا كان ترشيح مرشحا يتم بمعيار تقديم الخدمات لمواطني الولاية فإننا نعقد بأن ادم الفكي قد فوت فرصة إنتخابه بواسطة شعب الولاية وأما إذا كان المعيار هو تقديم خدمة لأعضاء هيئة شورة المؤتمر الوطني فذاك حظه من الأصوات. وأما الحقيقة الثالثة والمرة, هي أن إندلاع الحرب في 662011م والتي تسببت فيها الإنتخابات التكميلية الشؤم, فكيف يعاد تكرار تجربة فاشلة من اساسها ولم تكن يومئذ وسيلة للتداول السلمي الشريف, بل كانت وبالا على شعب جنوب كردفان! فبنظري الحديث عن إنتخابات على غرار تلك سيما وان مقدماتها قد تجلت لنا ؛ تعتبر إمعانا جديدا في الفشل والحيرة. وأما الحقيقة الرابعة, فهي فصل غرب ولاية جنوب كردفان بدعوى تلبية البرنامج الإنتخابي للمرشح أحمد هرون, وقد كان البرنامج الإنتخابي نفسه يتعارض مع الدستور الولائي فبأيهما كان الأوجب أن يعتد به؟ وهل كانت دواعي فصل غرب كردفان بغرض تنميتها وتلبية حقيقية لطموح أبناءها الذين صوتوا بنسبة لا تزيد عن 30% لبرنامج الوالي المنتخب وقتئذ, أم مجرد فصلها كان إستجابة لنزوات شخصية لا صلة لها بإرادة المواطنيين.؟ فأي كان الحال لا أرى أن هناك جدوى من إنتخابات داخلية لإختيار مرشحا للولاية من المؤتمر الوطني,إنتخابات لم تنل الإستحسان ولم تظهر بالمظهر الشريف الذي يحفز الاخرين للإقتداء بها, ولا أعتقد أنه ستكون هناك نتائج حال قيامها؛ افضل من تلك التي رأيناها في العام 2011م والتي أتت بوال منتخب وإنتهت بحرب ووال بالتعيين لربما يخطط هو الاخر لفصل الجزء الشرقي من الولاية. حامد يعقوب كادقلي سبتمبر 2014م [email protected]