زحمة الأحداث الرياضية لم تتيح لى الوقت للوقوف عند ذلك الخبر الهام الذي تداولته الصحف قبل أيام فحواه إن الاتحاد السوداني لكرة القدم تقدم بطلب للكاف لاستضافة بطولة الأمم الإفريقية لدورة 2017 وهو خبر لو صح يستحق أكثر من وقفة. أولا لاشك إن استضافة هذه البطولة لهو شرف كبير لا يمكن التقليل من أهميته ولكن هل السودان مؤهل حقا لاستضافة هذه البطولة. بالطبع إن كان التأهيل معنى به وفرة السكن والخدمات والملاعب (رغم علاتها) فان السودان يملك استضافة البطولة والتي سبق واستضافها عام 70 بإمكانات اقل. وان كان المبرر لهذا الطلب لدوافع سياسية فانه يجوز للقائمين على الدولة سياسيا أن يعملوا على تحقيق هذه الأهداف باستضافة البطولة خاصة وان استضافة (خمسة عشر منتخبا) تتكلف مبالغ طائلة لابد أن تتحملها الخزينة العامة مهما ساهم الاتحاد والكاف ولكن كرة لقدم هي المتضررة كما حدث في بطولة الشأن التي تكلفت 17مليار كانت كفيلة بان تبنى منتخبا قويا من الصفر. أما إن كان المبرر تأهل الكرة السودانية فنيا لاستضافة البطولة فالكرة السودانية فارقت القدرة لمواجهة هذه البطولة منذ أكثر من أربعين عام لم يفلح فيها أن يكون بين أفضل ثمانية فرق إلا مرة واحدة فقط وحل المنتخب فيها(الطيش) بلا نقطة ولا حتى هدف واحد( كما يتغنى رحمة الله عليه الجابرى- ولا حتى كلمة واحدة- منذ أحرز السودان كاس الأمم الإفريقية الوحيد الذي حققه يوم استضاف البطولة على أرضه عام 70 لم يتأهل السودان لنصف النهائي بين أفضل أربعة فرق فكيف إذن وهذا هو حال الكرة السودانية الخروج من المراحل التمهيدية كيف نفكر في استضافة البطولة ونحن لسنا أهل لها بل ماذا لو مارس السودان عادته كما هو حاله في الفترة الأخيرة بمغادرته من أول مرحلة تمهيدية ويفشل حتى في بلوغ دور الثمانية وهو المستضيف للبطولة. فهل من فضيحة اكبر من هذه أم إن الكاف ستساعدنا بالحكام حتى لا نجهض البطولة والمصيبة إن الكرة لسودانية على مستوى الأندية ليست أحسن حالا وهى الأساس الذي يقوم عليه المنتخب الوطني وعلى رأسها القمة التي لم تحقق أي وجود خارجي بالرغم من إنها مدعومة بمحترفين أجانب. الاتحاد والدولة يرتكبان جريمة كبيرة في حق السودان وكرة القدم إن هم حقا أقدموا على هذه الخطوة أو المغامرة معروفة النتائج مسبقا. فكيف يكون موقف الدولة المستضيفة للبطولة لو إن منتخبها فشل في التأهل وغادر من مرحلها التمهيدية وعجز عن بلوغ مراحلها المتقدمة حتى يحتفظ للبطولة برونقها وجماهيريتها وحتى لا تقاطع الجماهير الانفعالية متابعة البطولة ولا أدرى كيف للكاف أن يسقط من حساباته أهلية الدولة المستضيفة فنيا لعدم قدرتها لإنجاح البطولة ولكن يبدو إن الكاف نفسه له مبررات أخرى ليس بينها التقييم الفني للدولة المستضيفة. لنترك الكاف وشانه فكيف يغامر السودان باستضافة بطولة لا يملك مقومات نجاحها فني مما يشكل فضيحة للدولة المستضيفة. اعتقد إن من واجب الدولة والاتحاد أن يوجهوا كل الإمكانات المادية والإدارية لإعادة بناء الكرة السودانية حتى تتأهل لتصبح رقما في المنافسات الخارجية ويومها تكون استضافة البطولة أمرا مشروعا ومفهوما . قليل من العقلانية يا مسئولين على مستوى الدولة والاتحاد .