* نرى ونسمع وزارة الاستثمار تجتهد في اقامة الحفﻻت الغنائية الخاصة ووجلب الراقصات والراقصيين وتوفير ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات وتحاول جاهدة استضافة رجال الاعمال العرب والافارقة واغرائهم بقوانين وتسهيﻻت ليستثمروا اموالهم في السودان ، ولكن نسمع أصواتاً عالية وﻻ ترى طحينا على الارض والسبب قطعاً ليس في المستثمر سواء كان وطنياً او اجنبا وليس في القوانين واللوائح والتسهيﻻت ولكن الازمة الحقيقية تكمن في بيئة الاستثمار في البﻻد والقائمون على امرها .. !! * الاستثمار ﻻيتم بالكﻻم المعسول فقط كما يحدث عندنا ، ﻻ الاستثمار عمل على ارض الواقع ، وبيئة صالحة وهذه الاشياء غير متوفرة لدينا ، نعم تلك القوانين والكتيبات التي تصدرها وزارة الاستثمار وتوزعها في مشارق الأرض ومغاربها ستظل حبرا على ورق مادام البيئة الواقعية ﻻ تصلح لتطبيق هذه القوانين والامثلة ﻻ حصر لها بداية بمصانع السكر ومشروع الجزيرة وبناء المصانع الثقيلة نهاية بالمطاعم والمقاهي السياحية ، من هو المستثمر الذي سيضع امواله تحت رحمة حكومة ﻻ تراقب موظفيها اي مستثمر ياتي بعد ايام قليلة يلوذ بالفرار فالوضع ﻻ يحتمل ويحتاج لكتاب حتى نكتب عيوب الاستثمار من تذبذب في سعر العمﻻت ، وموظف غير مؤهل ، وحكومة ﻻ امان لها وضرائب باهظة وجبايات وجمارك ، وطرق وعرة وعدم رقابة .. الخ .. !! * بالامس قرأت خبرا عن مستثمر اماراتي ينوي زراعة مليون نخلة بالوﻻية الشمالية ، وهذا الخبر اضحكني حقيقة ، من هذا المستثمر الذي يريد ان يحرق امواله الم يسمع عن مليون نخلة تم حرقها في ذات الوﻻية ولاسباب مجهولة وقيدت القضايا ضد مجهول ، الا يعلم هذا المستثمر ان اصحاب الارض تركوا زراعتها لاسباب موضوعية وكم من مستثمر حاول زراعة القمح ولكنه فشل مع وجود كل مقومات النجاح على ارض الواقع ، وحتى الحكومة فشلت في توطين القمح بالوﻻية ، نعم جميعنا سنشجع هذا المستثمر وغيره ليطوروا زراعة البلح على اراضينا ولكن قبل كل هذا يجب توفير البيئة الصالحة بكنس كل اعداء النجاح وكسر كل الحواجز والمعيقات وهذا الأمر في تقديرنا سيأخذ وقت ليس بالقليل ومرتبط ارتباط عضوي بكل ازمات البﻻد بداية بسعر الصرف و الحوار الوطني ومحاربة الفساد وسيطرة الحزب الواحد وانتخاباته المضروبة .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة