وفي الخاطر صراعات اليوم الدموية في عالمنا الشرقي والشرق أفريقي. ما هي علاقة الطوائف الدينية بالصراعات الدموية على مدى تاريخ البشرية المعلوم؟.. ذاك سؤال إفتتاحي يحيل إلى الواقع المعاش.. ثم السؤال الأكبر: ما هي علاقة الحضارات البشرية الكبيرة بالأديان؟. (الأديان على وجه الإطلاق). وأسئلة أخرى فرعية، من قبيل: هل الحضارة هي التي تنتج الدين أم العكس أم لا هذا ولا ذاك؟. وسؤال آخر متعلق يعتمد على طبيعة إجابة السؤال السابق: هل هناك دين ينتج حضارة أفضل من الأخرى أم حضارة تنتج دين أفضل من الآخر؟. هل هناك حضارة أفضل من غيرها؟. كيف؟. وسؤال نوعي وأكثر تعقيداً: هل إذا سقطت المنظومة الحضارية تسقط كل قيمها بالضرورة بما فيها الدين؟. والإجابة على السؤال السابق تتضمن الضد: هل إذا سقط الدين تسقط الحضارة تلقائياً؟. والأسئلة الأخيرة عملية: كيف نرى أنفسنا في الوقت الحاضر؟. هل لنا حضارة أم لا؟. وإن كانت الإجابة بلا أو العكس، وضح؟. هل نستطيع إن ننتج حضارة بذات الحيثيات والأدوات والأفكار والمناهج التي أنتجت حضارات الماضي؟. هل حدث أن أعاد التاريخ نفسه وأنتج ذات الحضارة من جديد؟. متى وأين؟. لاحظ دائماً موقع الحضارة العربية الإسلامية من التسلسل الزمني لبقية الحضارات: ليست الأولى ولا الأخيرة!. هل نستطيع (في شرقنا، في عالمنا الجغرافي الخاص) صناعة حضارة تتفوق على الحضارة الغربية الحالية في الإنتاج التكنولوجي والثقافي في الكم كما الكيف في الوقت الراهن؟. هل بالضرورة أن يفعل الناس؟. هل وجب تجاوز أم إستيعاب الحضارة الغربية الراهنة في الذهنية التي تسعى إلى إنجاز حضارة جديدة؟. هل تسمح حضارة قائمة بالفعل بنشوء حضارة جديدة مستقلة عنها؟. هل حدث في التاريخ أن قامت حضارتان كبيرتان بالجوار في ذات الزمان دون أن تمتص/تستوعب/تحيد إحدهما الأخرى؟. التاريخ يقول بوضوح لا يكاد يقبل الجدل كل الحضارات التي قامت على وجه الأرض (بما فيها الغربية الحالية) كان بها قدراً بشعاً من ظلم الذات والآخرين؟. كيف يرد المظلوم على حتمية الظلم "الحضاري"؟. هنا تنتهي تساؤلاتي المطروحة لعموم المهتمين. مع أملي في ربط عصف الذهن بالأحداث العملية التي تدور في الواقع الذي نعيشه. ملاحظات وتوضيحات إضافية: - بدأت في الإشتغال على مقالة تحاول الإجابة على مثل تلك الأسئلة لكنني عدلت عن المواصله فيها مؤقتاً نسبة لمشاغل عملية وعليه أحببت أن أشرك البعض منكم "تلك" الأسئلة التي خطرت لي. - الحضارة: أعني بها بإختصار زهوة الإنتاج المادي والمعنوي لجماعة أو جماعات بشرية محددة فوق رقعة جغرافية محددة في لحظة تاريخية محددة، ومنها: حضارات وادي النيل (الكوشية والفرعونية) كما حضارات دجلة والفرات (بابل وسومر) والحضارات الهندية والصينية وحضارة الأنكا في أمريكا وطبعاً الحضارات الأغريقية والرومانية والحضارة العربية الإسلامية ثم أخيراً الحضارة الغربية الحالية المتصلة حتى تاريخ اليوم. - تلك الأسئلة أتمناها للحوار الحر كما للجدل والتناظر البنائين. تحياتي، محمد جمال [email protected]