لم يبخل ثلة من شباب السودان بارواحهم في سبيل هذا الوطن حتى ينعم بالامن والسلام، ففي سبتمبر من العام الماضي ومع زيادة الاسعار التي كانت الشرارة التي ادت الى خروج الجماهير الى الشارع للتعبير عن رفض هذا النظام الذي خدع الناس بشعاراته الرنانة (ناكل مما نزرع وغيرها)، ومارس ابشع صفات النفاق والغدر والخيانة واستعمل كل الطرق في سبيل البقاء على السلطة، وجه اسلحة الدولة الى صدور الشعب السوداني فمارس القتل والابادة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق، لا يفرق بين امراة وطفل وشيخ مسن، وسلح الشرطة لارهاب وقتل معارضي المدن وكان جهاز الامن هو همزة الوصل بين الجيش والشرطة الذي تخصص في ابادة المعارضين وتكميم افواههم. خرج اولئك الشباب لا يحملون غير ايمانهم بهذا الوطن وحق انسانه في العيش الكريم والحرية، خرجوا يهتفون في وجه من قال هو وجماعته (انا ربكم الاعلى __ ولا نريكم الا ما نرى)، خرجوا ليقولوا لا علاقة لنا باسلامكم الذي تتجسسون به وتتحسون خوفا على مقاعدكم واموال اغتصبتمونها، خرجوا ليقولوا لهم انما تعبدون الشيطان وانتم تدينون البرئ وتبرئون المسيء، خرجوا على من اصبحت اعداد القتلي ارقاما على دفتر يومياته ولا يدري بان(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا). خرجوا بعد ان شاهدوا ان المريض لا يجد حق الدواء وان الجوع قد مزق بطون السودانيين وان الفقر قد ادني الجباه الشامخات، ومنهم من هو غير محتاج ولكنهم قالوا اما كل الشعب السوداني واما فلا. فماذا كانت النتيجة من اخوان الشيطان، قتلوهم بدم بارد كما قتلوا اخوانا لهم في جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق من قبل وقيدوا القضية اضد مجهول معلوم. فانتم اذا ارقاما عند اخوان الشيطان عابدي الدنيا الساعين خلف المال والنساء، اما عند الله فانتم شهداء الحق والحقيقة، شهداء على الذي قتل فاباد، وسرق ففسد وافسد، وكذب بالدين. وارواحكم دين على الذين يتهافتون الى الحوار مع القاتل، فاي حوار تبحث عنه قيادات المعارضة، فلم يخزل الشعب السوداني سوى تلك القيادات التي تتحدث اكثر مما تفعل، فماذا تريد تلك القيادات اكثر من تلك الارواح لتتاكد بان هذا النظام لا ينفع معه سوى المواجهة. نتمني ان تتحلي قيادات المعارضة ببعض من شجاعة اولئك الشباب او ان تذهب غير ماسوف عليها. [email protected]