أوضحت في الحلقة السابقة إن بلاتر رئيس الفيفا صعد لهذا المنصب على أكتاف الشيوخ والأمراء العرب وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية ممثلة في الأمير فيصل بن فهد رحمة لله عليه والذي سخر له كل أمكانته المادية وعلاقاته المميزة أسيويا وإفريقيا ثم من بعده قطر ممثلة في بن همام الذي تولى نفس مسئولية الأمير فيصل وسار على دربه بل بصورة أوسع ولكنه لم يحفظ هذا الجميل فانقلب على من صنعوا تاريخه من عدم حتى توج نفسه دكتاتورا على الفيفا بعد أن فاضت خزائن الفيفا بالمليارات من الدولارات تحت إمرته الشخصية.ولم يعد بحاجة لأموال العرب ويا لها من مفارقة كبيرة في مواقفه فلقد كان بلاتر على رأس المتعاطفين مع طلب قطر لتنظيم كاس العالم2022 قبل أن تتصاعد المعركة بينه وبين بن همام عندما ارتفع سقف مطامع الأخير ليحل بديلا له في رئاسة الفيفا واحسب إن هذا ما كان ليبدر منه لولا إن بلاتر كان قد أعلن عدم ترشحه لدورة خامسة مما دفع بن همام ليفكر في المنصب . معركة بن همام مع بلاتر والتي تفجرت وفاحت حولها الاتهامات بالفساد التي لاحقت بن همام فان بلاتر نفسه لم يسلم منها بالرغم من انه نجح في أن يستغلها لتصفية حسابه مع بن همام الذي برأته أخيرا محكمة التحكيم الرياضية لوزان لا ن بلاتر هو الشريك الرئيسي لبن همام بل وصاحب المصلحة في كل ما كن يبدر من بن همام لقد أصبح واضحا اليوم ان بلاتر يسعى للانتقام من قطر بسبب بن همام فكشف عن ترصد واضح يستهدف تنظيم قطر لكاس العالم 2022 والذي كان شخصيا داعما له والاكثر علما بقدرات قطر الهائلة التي تفوق كثيرا ا لدول التي استضافت كاس العالم حيث قدمت قطر مشروعا اكثرتميزا من اكثرها لما تملكه من قدرة التنفيذ ولكن عندما يسود الحقد الشخصي وروح الانتقام فان بلاتر لم يتوانى في أن يثير اللغط حول تنظيم قطر للنهائيات وان تستر خلف مواقف خطط لها بما يملكه من سلطة ولولا ذلك لما سمح بفتح هذا الملف. فبلاتر يقف اليوم خلف تحقيق مزعوم أحيل للإدارة القانونية للفيفا لتبحث إن كان هناك فساداً في إجراءات اختيار الدولة المنظمة لكاس العالم مع إن تاريخ الفيفا في عهد بلاتر يؤكد كم من قضية قانونية(شتلت) لحساب المقربين ويفعل هذا بعد أربعة سنوات من تلك الإجراءات وان كان مبرره لذلك إن انجلترا تظلمت حول هذا لأمر فان انجلترا فعلت ذلك منذ إعلان النتائج فلماذا لم يتخذ هذه الإجراءات في ذلك الوقت يوم لم يكن حاقدا على قطر. كما إن ما يؤكد هذا إن الاستهداف لقطر لم يقف عن الاتهامات الباطلة بالفساد وإنما امتد لإثارة قضايا لا علاقة لها بالفساد مثل حرارة الطقس كأنهم لا يعلمونها لما قرروا قطر لتنظيم كاس العالم ناهيك ان تكون قطر ألجمتهم حجرا عندما أمنت على تكييف الملاعب وهو ما لم تفعله دولة فتعللوا بسخونة الجو على الجمهور مع إن البرازيل لا تختلف عن قطر من حيث السخونة فلماذا لم تثار نفس القضية. إذن هو استهداف متعمد وعلى الدول العربية والأسيوية والإفريقية أن يكون لها موقف حاسم من هذا الاستهداف إحقاقا للحق حتى لا يكونوا ضحايا الغدر من بلاتر حسب مصالحه الخاصة مع انه صعد على أكتافهم.