لا تترجلوا بالله من على صهواتنا التي أدمنت حملكم بحبٍ و متعة .. أنتم من عشقناهم لآننا إصطفيناهم لكل الشمائل الحميدة التي حظينا بها فيكم صدقاً و تقوى و أمانة وشرفاً ونظافة يد وعفة بيان متميزين بكم على كل شعوب العالم ..! فلماذا لا نريدكم حكاماً لنا حتى يرث الله الأرض وماعليها ! اليس خليفتنا سمي الفاروق الذي تفوق على الخليفة هارون وقد كان الأخير بالكاد يحج عاماً ويغزوعام : ولكن عمرنا الرشيد بدينه وورعه و جهاده يحج كل عامٍ ويغزو العام كله ! لماذا لا نستمرأ سلطتكم وقد علمتنا تحسين الملافظ ، فلم نسمع من أحدكم طيلة حقبة حكمكم الذي إخترناه منذ الثلاثين من يونيو 89 ومن صميم قلوبنا ولا زلة لسان واحدة أو مسبة او نعتاً فارغا ولو بالغلط ! فلكلكم نافع لرعيته بحسن القول وعدم غلظة القلب ! قلماذا تتعبون أنفسكم بهذا القدر من الإجتهاد لتتأكدوا من تجديد ثقتنا فيكم بانتخابات لا نرى إلا أنها إحراجاً لنا وكأنكم لستم متأكدين من ذلك الحب المطلق ، فابى أدبكم الجم وحرصكم على إحقاق الحق إلا بإقامة ذلك الإستحقاق حتى من جانب واحد ، حينما سلمت كل الأحزاب الآخرى بإجماع إرادة شعب السودان كله وقالت بقناعة وإيثارٍ عن الذات ، الجمل لكم بكل ما حمل ! نشفق حقيقة على صحة غندورنا الغالية التي هدها الصوم على القرضة والزهد عن الطعام وملذات الزائلة وهو يتجشم مشاق السفر من ولاية لولاية ومن مؤتمر قاعدي لآخر ليلمس بيده التي أقسمت على الكتاب بصيانة الأمانة الملقاة على عاتقكم طالما أن كل الشعب السوداني يريدكم حكاما أمناء على ترابه وعرضه ومعيشته و بيت ماله وإلا فإذا رأى بعينه أوسمع بإذنه ما ينتقص من تلك الثقة في مظاهرة مظاليم أو تهميش اقاليم فإنه لن يحنث بذلك القسم الغموس وسيرد الأمانة الى أهلها سالمة دون نقصان بتمكين ولا ملوثة بفساد ولا تراب مقسم ولا مظالم ترد الى أهلها ولا حرائق تشتعل في طرف ، اولستم أنتم ظل الله المنتشر على طهارة ثرى أرضنا الذي غسل نجاسته بمياه وضوءكم الزمزمية و تنعم بسجدات جباهكم الوضيئة ! نرجوكم كفى إحراجاً لنا نحن شعب السودان بثلثيه المنعمين على أرضه بفائض عزه المنبثق من عدالتكم وفريد حريته المستقاة من وفرة ديمقراطيتكم وكذا ثلثه المنتشر في بقاع الأرض شتاتاً في نقاهة السياحة ينفق ما فاضت به الجيوب من عملتنا التي صار الدولار منكسفاً من أنها أصبحت تحازيه النعل بالنعل في سوق العملات و باتت الدول تتلقف جوازات سواحنا الميسورين تقبيلاً بأحذية الترحيب ! فيا خلفاء الحزب الحاكم المحبوب من كل افراد شعبنا المستقر داخلياً في بطر الرفاه وستر العيش ونعمة الأمن والسلام و دفق الخدمات التي فاضت حتى على ضيوفنا الفقراء ولا ننسى أيضا شعثنا المتنقل خارج الحدود لشم الهواء بعيداً عن إزعاج أنوفه العالية الشماء برائحة شواء الضحايا التي باتت تستمد غلاوة فروتها من غلاوة أهل السودان حيث رفعتم قيمة إنساننا الى مادون سعر الخروف فأصبح وزنه في سوق العمالة ذهباً بالقدر الذي جعل أمواج البحار تمتد بسواعدها لتتلقف شبابنا الذي فاضت عليه الوظائف في عهدكم الرسائلي فلم يعد عندكم منه من يرضى باستلام الزكاة لعدم حاجته ، فصار مواطنكم السعيد بكم يتدلل عليها بطلب الرزق ولو كان حراماً في محطات الذل وقد صنتم لهم الكرامة أناثاً و ذكوراً ، فانبروا يسبحون بحمد كم وبصموا على دوام خلافتكم دون أن يستوجب الأمر صناديقاً ليقيئوا فيها فيض البطون المتخمة بمياه البحار المالحة كحبكم وتعبيراً عن تجديد البيعة لكم ياآخر خلفاء الزمان ومالكي المكان وسادة الإنسان الذي يعيش داخل او خارج بلد تحكمونه أنتم ياخلفاء حزبنا الحاكم مكرهين بثقة الإيمان في بلد قبل توليكم كان كبيراً.. إسمه السودان ! .. [email protected]