تعطل الحكومات الانقلابية عسكرية او عقائدية التطور الديمقراطى الطبيعى فى السودان ولا تترك للديمقراطية ان تتطور وتصلح من اخطائها فى جو من الحريات وفصل السلطات وسيادة القانون وحياد مؤسسات الدولة عسكرية او شرطية او امنية او مدنية ومهنيتها العالية وخضوعها للقانون والقضاء والدستور وبعض الجهلاء والمغرضين يعتقد ان ثلاثة او اربعة سنوات من الممارسة الديمقراطية كفيل بالحكم عليها وفشلها هل اذا لم يستطيع الطفل حديث الولادة من الحبو والمشى والجرى فى غضون شهر هل نحكم عليه بعدم القدرة او انه معوق ولا فائدة منه ام انه يبدأ بالحبو ثم المشى ثم الجرى الخ الخ وهكذا الديمقراطية لابد من الصبر عليها حتى يستقيم عودها وتصبح ثقافة شعب وامة ولا يستطيع اى نظام غيرها من الاستمرار والاستقرار حتى لو جلس فى الحكم لعقود وبقوة السلاح والامن والغريب فى الموضوع ولعقود طويلة ان الانظمة العسكرية او الديكتاتورية تعتقد ان اصلاح العلاقات الخارجية وهى مسالة مهمة بالطبع تكفى لاستقرار حكمهم واستمراريته ولا يدروا ان احترام العالم لك وحسن علاقته بك ياتى من خلال مصالحتك لشعبك فى الداخل اى تقوية الجبهة الداخلية من خلال نظام حكم مستقر ومستمر بالتراضى والوفاق الوطنى اى نظام ديمقراطى تعددى يحترم القانون والدستور والحريات الفردية والجماعية والتنوع والاختلاف وبالتالى التداول السلمى للسلطة اى استقرار سياسى ودستورى وفى هذه الحالة تسعى كل دول العالم لعلاقات جيدة معك لانك تحترم شعبك واهلك ولا تستطيع ان تمرر اجندتها او شروطها عليك ومن يطلب العزة والكرامة والقوة والمنعة من الخارج ويهين كرامة شعبه واهله سيهينه الخارج ويفرض اجندته عليه لانه يدرك ان جبهته الداخلية ضعيفة وغير متماسكة اقول هذا الكلام بمناسبة محاولة الانقاذ اصلاح علاقاتها الخليجية والمصرية والغربية وهم لا يدروا او يكابروا ان اصلاح الحال فى الداخل واحترام ومصالحة الشعب السودانى هى المفتاح لخلق علاقات خارجية متوازنة تراعى مصلحة الوطن والمواطن والمصالح المشتركة مع الدول الخارجية والبيطلب العز والكرامة من الخارج هو قصير النظر وخسران والعز والكرامة والقوة والمنعة عند الاهل فى الداخل من خلال دولة القانون والدستور والحريات والعز اهل !!! كسرة: لعشرات السنين وعلاقاتنا الخارجية غير مستقرة ولا يمكن ان تستقر الا اذا استقرت احوالنا فى الداخل من خلال نظام ديمقراطى اى حكم القانون والدستور والحريات ووقف الحروب واستدامة السلام والامن الهند بكل مشاكلها وتعداد سكانها الكبير اتخذت من الديمقراطية الليبرالية والعلمانية السياسية وليس العلمانية الوجودية التى تحارب الدين استقرت سياسيا واصبحت تتداول السلطة بطريقة سلمية وسلسة وتطورت كثيرا واصبحت قوة سياسية واقتصادية وعسكرية وتسير فى الطريق الصحيح وتصلح من اخطائها بطريقة سلمية طبيعية وحتما ستكمل مرادها فى يوم من الايام ماذا فعلنا نحن تركنا طريق الديمقراطية وتابعنا انظمة الضباط الاحرار والعقائديين يسار ويمين واخيرا الاسلام السياسى الذى لم يحافظ على بلد ولا دين ولا حول ولا قوة الا بالله ودائما فى هكذا انظمة الجهلة والغوغاء واصحاب الحلاقيم الكبيرة والمنتفعين هم البيطلعوا فى الكفر وضعفاء امام الخارج واقوياء امام اهلهم فى الداخل عكس الانظمة الديمقراطية!!! [email protected]