قبل سنوات كان قيادي من الجيل الوسيط يطرق على باب الشيخ علي عثمان..ذاك القيادي كان يطلب إطلاق سراحه ليعلن انضمامه للحزب الاتحادي الديمقراطي..منطق ذاك المبادر ان الحزب الحاكم بات يحتاج لإخراج دم الحجامة..الفكرة تقوم على إعادة تدوير الأحزاب الخاملة بكوادر من المؤتمر الوطني الذي تكلس الدم في عروقه بفضل احتكار السلطة والثروة.. ليس من الضروري معرفة رد الأستاذ علي عثمان على تلك المبادرة . في مؤتمر القطاع السياسي وقف طبيب شاب يسال عن الأخ الكريم أسامة عبدالله..خشى ذاك الكادر النشط ان يكون شيخه أسامة عبدالله سقط سهوا من قوائم المصعدين للمؤتمر العام..بل وصل بالحماس بذاك الطبيب ان اقترح ان يتنازل عن مقعده ليتيح لاسامة عبدالله فرصة ان يحضر المؤتمر العام ليكون واحدا من ستة الألف مواطن. اين ذهب أسامة عبدالله.. قبيل سنوات كان هذا الرجل ملء السمع والبصر..الذين لا يعرفون أسامة عبدالله نقول انه لم يكمل دراسة الهندسة بجامعة الخرطوم بسبب أعبائه التنظيمية في الاتجاه الإسلامي وقتئذ اذ تقلد منصب الأمين العام وهو مازال طالبا بالسنة الأولي...مضى أسامة بسرعة نحو القمة وانجز في سنوات قلائل سد مروي الذي يغذي الشبكة القومية للكهرباء بثلثي مواردها..أسامة مشكلته انه بات مرشحا محتملا لقيادة المؤتمر الوطني..بعد ذاك الحلم تواري الرجل عن الأنظار..أسامة مجرد حالة في كيف ابعد كيد الإخوان مع سبق الاصرار الترصد قادة محتملون لحمل الراية من جيل نادي السبعينات. عدم الإعداد لفكرة تداول السلطة داخل التنظيم الحاكم ولدت في هذه اللحظة فجوة..ليس أمام الحزب الحاكم سوى إعادة انتخاب الرئيس البشير..أي خيار آخر لن يجد إجماعا..هذه هى الحقيقة المرة.. بعد أكثر ستين عاما من السياسة وربع قرن من إصابة السلطة فشلت الحركة الإسلامية في أعداد كادر بمواصفات رئيس دولة يخلف الرئيس الحالي ان أصر على مغادرة المقعد أو إصابته يد المنون. عزيزي القاريء خذ مثلا الأستاذ علي عثمان الذي استثمرت فيه الحركة أكثر من ثلاثين عاما ليصبح قائدا..خرج شيخ علي أو اخرج في الوقت الخطأ..الدكتور نافع على نافع احد أعمدة الحزب قال انه مع التغيير الذي يزيح علي عثمان وضد التغيير الذي يطيح بالرئيس..البروفسور إبراهيم غندور منح الناس الملخص المفيد وناي بنفسه عن المنافسة حينما قال انه لا يجد في نفسه مواصفة رئيس. في تقديري فشل الحزب الحاكم في النظر للمستقبل..مساء غد سيتقدم الشيخ على عثمان في اجتماع هيئة الشوري بتلاوة وقائع العجز السياسي ويقول لا بديل للبشير إلا البشير..سيثني الاقتراح الدكتور نافع علي نافع..بعدها يتعالي صوت التكبيرات ويتم الضغط على الرئيس البشير إلا يترجل حفظا لوحدة صف الجماعة. لن يجد أهل الحزب الحاكم رجلا مثل الخليفة أبي بكر الصديق ليقول لهم ويذكرهم ان لكل اجل كتاب وان الله حي لايموت.. سيسقط المؤتمر الوطني كما سقط التجمع الدستوري الذي صنعه الرئيس بن علي في تونس وخاض به ستة دورات رئاسية ..سيمضي الحزب الحاكم على آثار اللجان الثورية حيث يصبح القائد ملكا لعموم أفريقيا ان لزم الأمر. (التيار) [email protected]