وكان في الخطوة بنلقي شهيد بدمه بيكتب فجر العيد .. اكتوبر المجيدة ثورة حقيقية إقتلعت اولي الديكتاتوريات العسكرية في السودان حكومة الجنرالات بقيادة ابراهيم عبود 1964 من القرن الماضي! , ثورة كان ابطالها الطلاب والعمال والنقابات والاحزاب , تلاحم فيها الشعب بصورة لم يحدث لها مثيل في تاريخ السودان الحديث , واقع الحال يقول اننا وجيلنا لم نحضر تلك الايام ولم نكن قد ولدنا حتي بعد ولكن الذي نعلمه جيدا وغرز فينا عميقا منذ ايام الطفولة ذلك ما كان يروي عن تلك الثورة العظيمة حتي وقفنا بعد ذلك بانفسنا علي احداثها إطلاعا وتخيلنا انفسنا بين تلك الحشود التي جاءت بها وزلزلزت حكم العسكر! , فاكتوبر بكل تفاصيلها ظلت ملهمة لهذا الشعب الذي عرف طريق الثورة ودك حصون الظلم قبل ان تعيها الشعوب من حولنا وتمارسها بعد قرابة النصف قرن مما حدث في ثورات الربيع العربي!, شعبنا العظيم الذي انتج ثورة كاملة الدسم وسودانية الملامح سمراء كما الخبز البلدي وكما غابات الابنوس وفارعةكاشجار النخيل تخللت كل السودان مثل ما النيل يجري فينا! .. وكان القرشي شهيدنا الاول وما اتراجعنا! ثورة علمتنا عدم التراجع وسار الشعب علي دربهاحتي فجر مارس ابريل 1985 وتخلص من حكم النميري وديكتاتورية عسكرية اخري وهناايضا كانت اكتوبر حاضرة وملهمة بكل عنفوانها ورمزيتها وحتي هتافاتها!.. تطل علينا اليوم زكراها الخمسين والبلاد في اسؤا اوضاعهاعلي كل الاوجه منذ ان اصبحت دولة اسمها السودان!, ويحكمها ارذل البشر دون جدال واحطهم للاسف الشديد وبدكتاتورية هي الامرّ طوال تاريخناالطويل, تأتي والبلاد منقسمة والحرب والفقر يحاصرها والمرض علي ابوابها والجوع يلف انسانها ويفتك به والنزوح والتشرد والهجرة هي العنواين الابرز لمواطنيها اليوم!, تجي زكري اكتوبر والاحزاب ليست هي الاحزاب كما كانت ولا النقابات هي النقابات ولا العمال هم العمال للاسف! فاحزابنا منقسمة ومتشاكسة! وقادتها اصبحوا كهولا الان رغم انهم هم هم انفسهم لم يتغيروا منذ خمسين عاما!الفارق انهم في 1964 كانوا شبابا لكنهم لم يتنحوا منذ ذلك التاريخ وحتي اليوم!.. تأتي زكري اكتوبر اليوم ولم اري بيانا واحدا منهم حتي يحي زكراها او يقول انهم لازالوا علي طريقها وهداها ولو تزيفا كما كانت تجري العادة! ولكن الواقع يقول انهم ومعظم حواريهم ومن هم علي دينهم وافكارهم ممن اوقعونا في هذه البئير العميقة ويكفي تدليلا علي ذلك ان من كان يدعي زورا وبهتانا انه احد صناعها حسن الترابي هو من اتي بهذا النظام الحالي هو وحزبه! والاان لازال يمارس في عروضه المسرحية العبثية بعد كل تلك السنوات وقد قرأت له تصريحا في عشية زكري اكتوبر يقول انه وحزبه يعملون علي توحيد الاحزاب والحركات المسلحة المعارضة! , ونديده الاخر الامام الصادق راح له الدرب منذ زمان طال ولا يريد ان يعترف بذلك ولا زال يتخبط رغم انه شريك اساسي فيما وصلنا له الان وهو من شارك مشاركة اصيلة في حذفنا لذات البئر السحيقة العمق! اما نديدهم الثالث السيد محمد عثمان فهو اغرب حالة لسياسي في العالم رجل مع الحكومة واخري يراوحها مابين المعارضة والمراوغة! , نسيت ان اقول ان مصطلح الحركات المسلحة نفسه هو جديد علي هذا الشعب ولم يكن موجودا عندما كانت اكتوبر! .. لم استغرب ان تجي زكري اكتوبر ولا تجد الاحتفاء او حتي ان يزكرها الناس في معظمهم إلا يسيرا ولماما! وهذه دلالة واضحة علي ان التركيبة التي تتحرك في الساحة الان ساسة ومثقفين قد تغطوا بغبار كثيف حجب عنهم نسيم اكتوبر حتي كي يستنشقوه في هذا اليوم! .. تجي زكري اكتوبر والديكتاتورية البغيضة وحزبها ورئيسها المطلوب والملاحق جنائيا ودوليا لارتكابه لجرائم حرب وتهم الابادة لشعبه يتأهبون للاستمرار بفرية الانتخابات والتي ابدا ومهما فعلوا لن تعطيهم الشرعية التي يتوهمونها! فمن اغتصب وولد حراما وكبرت ثمرتهم الحرام لن تفيدها او تغير واقعها ان هم اعلنوا انهم الان يتزوجون زواجا شرعيا يحضره الشهود! .. لك الله ايها الشعب السوداني فقد صارت اكتوبر زكري منسية للاسف الشديد ولككنا لا نشك للحظة ان هذا الشعب الذي صنعك ستكونين هنالك حاضرة لان بذورك اصيلة ومهما تغاذفتها الرياح فهي بكامل خصوبتها ستأتي بها الرياح يوما لتقتلع ذات الديكتاتوريات ومسخ الوجوه! فالرك عليك وحدك ايها الشعب فلا تخلف الميعاد! .. وعاشت اكتوبر زكري حاضرة ووجود غير منسي او مزيف! .. [email protected]