*إحتج صاحبي الضابط العظيم بالقوات المسلحة"م" الذي كثيراً ما يتحفني بملاحظاته القيمة على ما أكتب في كلام الناس،على ما إعتبره تجاهلاً لدور القوات المسلحة في إنجاح ثورةأكتوبر 1964م، وقد أوضحت له أنني إنما كنت أستعرض إفادات السفير ربيع حسن أحمد والدبلوماسي الشاعر محمد المكي ابراهيم في الإحتفال باليوبيل الذهبي لثورة اكتوبر، كما إستعرضت بعض الإفادات التي جاءت في كتاب محمد المكي ابراهيم عن بعض مجريات الثورة كما عايشها. *إن التاريخ يشهد أن القوات المسلحة إنحازت للإرادة الشعبية ، وساهمت في الضغط على "قيادة المجلس العسكري"انذاك لتسليم السلطة للشعب، وقد طلبت من صديقي المحتج أن يساعدني بمدي ببعض التفاصيل التي يعرفها، لأتمكن من الكتابةعن هذا الدور المقدر. *أوضح صديقي المحتج الذي قال أنه لايود ذكر إسمه أنه مع تصاعد المظاهرات الشعبية وإستمرار العصيان المدني، تحرك بعض قادة القوات المسلحة، ذكر منهم اللواء محمد إدريس عبد الله واللواء الباقر أحمد والعميد الطيب المرضي والعميد حسن فحل ابراهيم، إلى القصر وإجتمعوا مع قادة المجلس العسكري الحاكم في ذلك الوقت، وأقنعوهم بالتنحي وتسليم السلطة للمدنيين. *أضاف صديقي الضابط المحتج قائلاً أن هناك مجموعة أخرى من الضباط كانوا في معسكر الشجرة، من بينهم العقيد جعفر محمد نميري والرائد الرشيد نورالدين والمقدم فيصل حماد توفيق، أعلنوا أنهم لن يطلقوا أية رصاصة على المتظاهرين. *ذكر واقعة أخرى عن محاولة اللواء حسن بشير نصر الإستمرار في وضعه بالقيادة العامة للقوات المسلحة بعد حل المجلس العسكري، إلا أن قيادة الضباط الذين إنحازوا للإرادة الشعبية لم يقبلوا بذلك، وأوصل العميد الطيب المرضي رسالتهم له بضرورة الإلتزام بقرار حل المجلس العسكري، فوافق وعاد إلى بيته. *إن القوات المسلحة التي تجسد وحدة الأمة السودانية بكل مكوناتها وإثنياتها وثقافاتها وتوجهاها وجهاتها تمثل صمام الأمان للسلام الإجتماعي، وقد ظلت تؤدي دورها الوطني في كل المراحل و الحقب، من أجل حماية الإستقلال الوطني والإستقرار السياسي، لهذا لم يكن من الغريب عليها ان تنحاز لإرادة الشعب و تدعم حقه في إسترداد الديمقراطية، وأن تحسم الموقف لصالحه . * لذلك ابتدعت العبقرية الشعبية هتافها المعبر عن وحدة إرادة كل مكونات الأمة السودانية : شعب واحد .. جيش واحد. [email protected]