البشير يمثل الضامن الوحيد للإبقاء على خيوط لعبة العصبة المنقذة ، وهذه الخيوط بالضرورة تعني إفتعال الفساد والتماهي معه من تجارة غير مشروعة بالأصالة أو بالوكالة وإن كانت الأخيرة هذه شائعة وفي كل شيئ ، خاصة إن كانت السلعة ذات بال بصرف النظر عن الحرام والحلال . نعم هو الضامن الوحيد لتجنيب نظام الخرطوم (الفرتقة) ، لأن القوم في مركز القرار يعلمون عن أنفسهم أكثر من غيرهم من المراقبين لأوضاعهم وأوضاع عموم البلاد طيلة ربع قرن من الحكم انهم (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) هؤلاء حتى لا يقبل بعضهم على بعض (بأفعال تعلمونها كلكم) من إقصاء وما هو أشد قسوة تجدهم يستبقون النتائج دائما فيما يتعلق بأمر الرئاسة ويشيرون إلى البشير صراحة أو تلميحا ، هذا لا يفسر وحدة صفهم بقدر ما يفسر كثرة مراكز قراراتهم الغير عقلانية وهذا ديدن الديكتاتوريات التي لا يتحدث فيها الناس بغير تمجيد الرئيس دعك من أمر ترشيحه . الرئيس هو الضامن الوحيد لانه ببساطة على راس قائمة المطلوبين لدى القضاء الدولى ، بعضهم يريدها هكذا تسير تحت مظلة البشير ، بدأها ويجب ان يكمل إلى الآخر عسى ولعل ألا يطالهم وزره ، وبعضهم يعلم انه متورط هو الآخر ، لذلك لا يريد هذا المنصب حتى لا يُضع امام خيارين اما التسليم واما الإتهام مع التستر على مطلوب ، وهذه المرحلة يبدو ان البشير نفسه لا يريد الوصول إليها ، لأن كل الإحتمالات المخيفة بعدها مفتوحة ، ولا ثقة في دنيا السياسة في أحد حتى إن كان النائب لذلك (الغافل من ظن الأشياء هي الأشياء) على رأي الفيتوري ، إذا الغافل من ظن حزب المؤتمر الوطني يمكن أن يأت برجل آخر غير عمر هذا إلى منصب الرئيس ، والشاهد ان المرشحين الآخرين بجانب سيادته كلهم من جغرافيا ضيقة جدا ، مما يعني إستبعاد حتى المجاملة القديمة التي كانت تتأت ذرا للرماد في العيون مع كل الإنتخابات الماضية، كل هذا يحدث لأن السلطان في أسوأ فتراته ، إذ بجانب التمرد المسلح ، خرج الصادق ، وبدت (المجمجة) على الشعب ، إتضح ذلك جليا بعد سبتمبر ، هذا فضلا عن عموم الضغوط الخارجية القديمة المتجددة ، ومستجدات محور السعودية وإيران ومصر . [email protected]