الجدل الواسع الذى أحاط بزيارة الرئيس البشير للقاهرة لم يتوقف رغم محاولة تأكيد الدوائر الرسمية فى السودان على نجاح الزيارة' لكن الصحف أصَّرت على إثارة موضوع حلايب الشائك رغم محاولة البشير تجنب الحديث عنها مع الحكومة المصرية ... تلك الأرض السودانية العزيزة التى يجرى تمصيرها بل ووضعها تحت بصر الرئيس ضمن خارطة مصر فى قصر الإتحادية الذى شهد المحادثات بين الجانبين السودانى والمصرى . يدل كل ذلك على العلاقة المريضة بين البلدين التى يتم تزيينها برتوش زيارات رسميةٍ فوقيةٍ بعيداً عن التفاعل الشعبى القائم على القناعة والاحترام وتبادل المنافع على أسس واضحةٍ ، ويرجع السبب الاساسى لخلل علاقة نظام الانقاذ مع شعب السودان ، لا احد يتوقع ان تقوم علاقة متوازنة مع مصر تراعى المصالح وتحفظ الحقوق بواسطة نظام لايحترم حقوق ومصالح مواطنيه. من يطلع على مواقع التواصل الإجتماعى ويستمع لآراء المواطنين والمواطنات من مختلف الفئات الاجتماعية سيقف إلى حدٍ كبيرٍ على موقف الكثير من السودانيين وتقييمهم للعلاقة مع مصر , ومع غياب التنظيمات الجماهيرية والقمع الذى تواجهه الموجود منها يصعب على الكثيرين التعبير عن مواقفهم الحقيقية تجاه العلاقة مع مصر . الإرادة السياسية التى يتحدث عنها الرئيس البشير لن تحل محل إرادة شعب السودان الذى يتطلع لعلاقة قائمة على اسس جديدة مع مصر بعيداً عن عواطف العلاقات الازلية ووحدة وادى النيل ' ارض السودان لايمكن ان تكون محل مناورة او وسيلة لمساومة سياسية ' ويكفى الأراضى التى أهدرت قيمتها الاقتصادية والثقافية ويكفى التهجير القسرى للسودانيين لاجل قيام السد العالى ' وللدقة فإنَّ مراجعة العلاقة مع مصر لاتستدعى فحص المواقف الرسمية فقط بل فحص مواقف بعض الدوائر الاجتماعية والسياسية والطائفية التى تضع مصالحها الضيقة وارتباطاتها التأريخية مع مصر نُصب عينيها اكثر من مصالح السودان واهله .والمطلوب من الصحافة السودانية التى ظلت قضية حلايب حاضرة لديها ان تطرق على طبيعة العلاقة مع مصر بكل جوانبها واتوقع من قوى المعارضة مواقف بينَّةٍ فى هذا الشأن بعيداً عن حسابات الربح والخسارة الآنية . الميدان