ومن يظن خلاف ذلك فهو واهم وفاقد ثقافى لا يعرف من الإسلام فى مستوى (الشريعه) سوى قشرته. ولذلك زرف الشيخ المصرى (السلفى) محمد حسان يعقوب، الدموع قبيل سقوط (مبارك) واطاحة الشعب المصرى به فى ثورة 25 يناير. اما الأطاحة (بمرسى) الذى أظهر سوءا فى الحكم خلال عام فاق به (مبارك) خلال 30 سنه وكرر مافعله (البشير) خلال 25 سنه فى كل شئ حتى فى فكرة تأسيس (دفاع شعبى) و(شرطة شعبيه) بديلا عن الجيش والشرطه المصريه، فعند الأسلامويين (خلع) الحاكم المسلم حرام (شرعا) وكفر يستوجب قتل أى انسان مصرى ايد وساند وخرج وهتف فى مظاهرات ثورة 30 يونيو التى سموها انقلابا وللأسف انخدع لهم بعض نشطاء حقوق الأنسان الذين اختزلوا العملية الديمقراطيه فقط فى صناديق الأنتخابات حتى لو انتهك القانون والدستور، لا أدرى كيف يمكن أن يدافع عاقل عن تنظيم منهجه يرفض الديمقراطيه ويعتبرها رجس من عمل الشيطان حتى لو اتخذها (سلم) تصل به الى السلطه. الشاهد فى الأمر بعض الأحزاب السودانيه والمعارضين والحركات الثوريه السودانيه كانت تظن أن النظام جاد فعلا فى عملية الحوار و(الوثبه) وامكانية أن يخلف (طويل العمر) قدس الله سره الهارب من المحكمه الجنائيه (عمر البشير) أى مرشح آخر حتى لو كان من بين افراد حزب (العصابه) التى أغتصبت السودان بليل فى 30 يونيو 1989 وسجلته وشعبه ملكا خاصا لها تفعل به ما تشاء ، تذله وتهينه وتقتله وتتاجر فى دينه مثلما تتاجر فى ارضه وتاريخه دون أى احساس او شعور بالخجل أو الحياء. فالبشير .. حسب تنظير هيئة علماء (السلطان) التى تسمى بهيئة (علماء الإسلام)، لا يجوز عزله أو ابعاده حتى لو طغى وبطش وارتكب افظع الجرائم وحتى لو فشل وفسد بل حتى لو (خرف) وأصبح يتغوط فى ملابسه. لذلك فشخصى الضعيف غير منشغل كثيرا بأى موضوع علاقة بمحاورة النظام وباعتباره شريكا أصيلا ومهما فى الحل، لأن الحل لايمكن التوصل اليه بمشاركة مجرم ملطخة اياديه بالدماء فى كآفة جهات السودان وما يطرحه (المجتمع الدولى) ومن خلفهم (امبيكى) لا يمكن ان يؤدى الى أمن وأستقرار وحل المشكل السودانى لأنهم لا يفهمون جيدا (منهج) الأسلامويين، ويظنونه منهج (سياسى) يمكن التعاطى معه والأتفاق والأختلاف معه. فالإ سلاميين أعداء لمفاهيم حقوق الأنسان وللديمقراطيه وللدولة المدنيه التى تقوم على (المواطنة) المتساوية لا تقل لى (غازى صلاح الدين) أو (كمال عمر)، وثورة 30 يونيو المصريه كشفت ذلك الأمر بصورة واضحة وجلية، لما تتمتع به مصر من اعلام قوى رصد ووثق لكل حركات الإسلامويين ولجميع جرائمهم منذ أن سقط (مبارك) وكيف اظهروا لهفا ولهثا وشراهة على السلطه دون اعتبار لأى قيم ديمقراطية، اللهم الا اذا كانت الديمقراطية تعنى حصول مرشحهم على اصوات الإسلامويين والليبراليين والعلمانيين و(الأشتراكيين) المغفلين، حتى لا يصل (شفيق) للحكم، دون أعتبار لمن يخلف (مبارك) وهم لا يعلمون أن الفكر (الإسلاموى) المتخلف أسوأ من اى فكر آخر يمكن أن يقارن به بل يسئ للإسلام نفسه، فمجرد أن يستغل انسان (دينه) ويقحمه لمنافسة الآخرين فى جوانب وامور دنيويه مثل قضية الحكم التى يجب ان تكون المنافسه فيها مبنية على طرح برامج وأفكار دنيوية وانسانية فى المجالات المختلفه سياسيه واقتصاديه وأجتماعية فذلك يعنى انه يهدف الى خداع الجماهير والى دغدغة مشاعرهم وأستغلال جهلهم وقلة تعليمهم وثقافتهم. حيرنى صديق منتمى لأحدى الحركات الثوريه حينما وجدته مؤيدا لفكرة خادعه طرحها من قبل أحد (الإسلامويين) تقول أن تترك مسألة حسم علاقة (الدين بالدوله) لمؤتمر دستورى ينعقد بعد الأطاحة بالنظام القائم واسقاطه. فقلت له من جانبى فانى غير مستعجل لأنى لا أرغب فى سلطه والتغيير الحقيقى يجب أن يتحقق مهما طال الزمن بدون مساومات أو تنازلات، ومشروع دولة (المواطنه) الحقيقيه هو الذى يجب أن يتمسك به (الثوار) حتى لا نحتاج الى ثورات وضحايا من جديد .. وفى الدول المحترمه التى تؤسس على أساس سليم هناك مواد تسمى (حاكمه) أو (فوق دستوريه) تعلو على مواد الدستور ولا يجوز الغائها أو تعديلها أو تبديلها مهما كان شكل الأغلبيه فى البرلمان، تلك المواد هى التى تحدد مدنية الدوله وديمقراطيتها وأهم جانب فيها أن تقوم على اساس (المواطنه) المتساويه ومن أجل ذلك لابد من حظر تأسيس الأحزاب على اساس دينى أو أثنى. والأخوان المسلمون وكآفة مناصريهم وحلفائهم وهم لا يختلفون مبدئيا وعقائدا عن (القاعدة) او (داعش) كاذبون ومخادعون و(منافقون) حينما يقولون أن (الإسلام) بحسب فهمهم لا يعرف الدوله الدينيه وأنما الدوله المدنيه، وفى كل يوم نشاهد فتوى من هيئة علماء (السلطان) المسماة بهيئة علماء (الإسلام) وأحدة تمنع (البشير) من السفر بعد قرار صدر باعتقاله من المحكمه الجنائيه وأخرى تؤيد ترشحه لرئاسة الجمهورية بعد حكم لمدة 25 سنة وغيرها تطالب بالسماح فقط لثلاثة احزاب سياسية تعمل فى السودان، فماذا يسمى هذا غير ان الدوله تقوم على أساس دينى، وماذا يفهم علماء (السلطان) عن الديمقراطية والتبادل السلمى للسلطه ومنهجهجم وغاية ما تعلموه يكفر الخروج على الحاكم المسلم حتى لو افسد وظلم وقتل طالما لم يكفر أو يرتد أو يمنع الناس من اداء الصلاة! ومادا تسمى الدعوة التى اطلقها المحامى المصرى (الأخ المسلم) صبحى صالح المسجون الآن وقد كان احد ستة اشخاص صاغوا القرارات التى عدلت الدستور المصرى خلال فترة حكم (طنطاوى)، بعد ثورة 25 يناير، والتى طالب فيها شباب (الأخوان) بالزواج فقط من (الأخوانيات) لكى لا يستبدلوا ألأعلى بما هو أدنى! آخر كلام: لولا طعن (السيسى) للشعب السودانى فى خاصرته بأستفزازه المتواصل فى قضية (حلائب) ورفضه أن تفصل فيها (محكمه) دولية محائدة، مستغلال ضعف نظام ( ....)، وشهوتهم فى السلطه على حساب مصلحة الوطن، لطالبت بوضع تمثال له فى مبنى الأممالمتحده، لأنه وبمساندة ودعم الشعب المصرى فى 30 يونيو خلص العالم وووطنه من جبروت وصلف (الأخوان) خلال عام واحد ولم يتركهم يعبثون لمدة 4 أعوام كانت سوف تمتد الى 500 سنه! فكل الأجراءات التى تقوم بها (مصر) الآن فى حلائب والمدعومه من (الإعلام) المصرى الذى كنا نظنه ذكيا، تؤكد سودانية (حلائب)، فلماذا لم تمنح الحكومه المصريه مواطنيها فى المناطق الأخرى (الأرض) بسعر رمزى ولماذا لم تستثنيهم من دخول الجيش لمدة عشر سنوات كما أستثنت من قبل أهل حلائب ؟ للأسف لدينا اصدقاء كثر فى مصر نحترمهم ونتعامل معهم كأشقاء ولا نريد أن نحرجهم بقضية حلائب لكن (الإعلام) المصرى يجبرنا على ذلك فى زمن اصبح لا مكان فيه (للفهلوة) و(التزاكى). قناة فضائيه يا محسنين ندافع عبرها عن وطننا ونعرى من خلاله نظام (الآيآت) والضلال والفساد والفشل الأسلاموى. [email protected]