: من خلال قراءتي عن الحداثة وجدت هذا المصطلح مختلف حوله ليس فقط في الدراسات الاجتماعية بل بين الثقافات المختلفة ، فمهوم الحداثة في الولاياتالمتحدة يختلف عنه في فرنسا وهكذا . هناك أيضا تمييز موضوعي للحداثة بين المسرح والهندسة والسياسة والثقافة ، كما أن هناك من ينتهج المنهج التاريخي ليعرف الحداثة وما بعدها وهكذا .. فلا يوجد اتفاق على الحداثة . ومشكلة وضع المصطلح ثم البحث عن مفهوم له قضية انتشرت في العلوم الإنسانية . أقول كان نحت المصطلحات كفكرة ساهمت المدرسة الوضعية المنطقية في تأكيدها ولكن على أسس العناصر العلمية ؛ كانت قد انتشرت حتى في علم القانون فنجد مصطلحات كالسياسة الجنائية والفلسفة الجنائية ...الخ لا زالت مصطلحات تبحث عن اتفاق في مدلولاتها ، ولكن ما يثير دهشتي حقا ، هو أن الكتابات العربية تتناول المصطلح في سياقات أخرى وكانه متفق حوله . دون أن تبين أو توضح ما هو اتجاهها المفهومي في عموم السياق؛ بل ولا تحاول حتى وضع مفهوم شرطي يستأنس به في معرفة ما المحتوى الذي يتضمنه المصطلح. نحن إذن أمام أحد احتمالين ؛ الاحتمال الأول هو أن بعض المثقفين العرب لا يعرفون بأن هذه المصطلحات تتعدد في تعريفاتها ويتعاملون -من ثم- معها من خلال المفهوم الأول الذي وصل إلى علمهم. والاحتمال الثاني -وهو ما أرجحه - هو أن السبب نفسي محض ؛ فهو محاولة لتأكيد تمتعهم برتبة المثقف ؛ وكأنما المثقف ليس عليه أو ينتقص من قدره أن يبحث أوليا قضايا المصطلح . بالتتأكيد يتعامل المثقف في حقيقة الأمر مع العقل العام ناسيا أو متجاهلا أو غير مدرك بأن مناقشة المصطلح هو أول المتطلبات المثدولوجية الموضوعية لتأكيد البحث الفكري العلمي الجاد. هذه قضية لها من الخطر ما لها ؛ ﻷن المثقف إن انفصل عن الحقيقة تقهقر بدلا من أن يتطور . وربما عاش في برجه العاجي حتى يتجاوزه الفكر تجاوزا مهينا لماء وجهه . أمل الكردفاني 25أكتوبر2014 [email protected]