مدن الطيب صالح : نزيف الأمكنة وحكايات أخرى د. عبد الماجد عبد الرحمن في ليلة عاصفة بالريح والمطر قال العجوز- هكذا تحدث الرواية-: ( سوف أموت مثلما يطيب لي , ومثلما يطيب لي , سيدفن البدن فكل إنسان له أسلوبه في الموت والكفن. يمكنكم أن تحفظوا تابوتكم لميتة ثانية , وميت جديد.. لن تدفنوني في الضريح, إني أكره التراب مفضلا , كالسند باد, عالم البحار والعباب) .. ولم يكن بوسعهم , أن يسمعوا بقية الحكاية . ( آخر كلمات العجوز كوينكاس: بطل رواية " الرجل الذي مات مرتين" للكاتب البرازيلي الأشهر جورج أمادو : 1912-2001: ص.107 ). ليست مدنا واحد وعشرون كوكباً منفرداً تتوهج في صفحة مختارات الطيب صالح الصادرة في العام (2005) في طبعة زاهية من دار رياض الريس للكتب ببيروت. كل مدينة كائنٌ خاص . لكل مدينة رموز و(شفرات) خاصة يعرفها الكاتب جيدا, ولا أحد سواه. لكل مدينة روحٌ خاص يخرج من تاريخها .. من شوارعها وأزقتها وبشرها وتماثيلها وأشجارها وأسواقها القديمة والجديدة وكتبها وشعرائها . كل مدينة لها رائحتها ونكهتها المختلفة.. لها أساطيرها ولها سوالفها القديمة. ولها حكاياتها الأخرى . أبراجها وعماراتها الباسقة, وفنادقها الفخيمة. أكواخها وبيوت صفيحها الواطئة. كل واحدة عندها مترفوها ومتنفذوها وسابلتها ومشردوها ومهمشوها.. احتفالاتها البهيجة وأغانيها الحزينة . ثم كل واحدة من هذه المدن تبحث عن شيء ما في نفسها وفي شعبها وفي مسئوليها وطغاتها, وتبحث كذلك عن ذاتها في الأخريات من المدن . تبحث, دون جدوى, عن إجابة ما.. حكمة ما.. في وجوه القادمين إليها وأعين الخارجين منها . كل مدينة تمثل هيكلاً في روحها وروحاً في هيكلها.. شرق يدور في غربه وغرب متورط , طوال الوقت, في شرقه: ( بغداد, صنعاء,الرياض, مكة, جدة, المدينة, تونس, القاهرة, حلوان, دلهي, بانكوك, سيدني, باريس, أوسلو,هامبورج, كولون, كوبلنز, منهايم, شتتقارت , ميونخ , نيويورك, واشنطن) . وقد يلفت نظرك غياب مدينتين مهمتين عزيزتين علي الكاتب: لندنوأم درمان . ربما لأن الكاتب أدمنهما في كتاباته الأخرى . وربما لحكمة ما , يعلمها الكاتب, أو لا يعلمها هو . ولكن أمدرمان ومتعلقاتها ولوازمها- كالتجاني يوسف بشير مثلا, تحضر هنا وهناك.. مبثوثة في هذه المدن ومبذولة في حاراتها وشوارعها وأشعارها الحزينة. الطيب صالح كاتب فنّان خلاّق: يشتغل أحيانا على مدن نائية ومنسية ( مثل صاحبه منسي) فيركبها تركيباً, وينشئها زمناً جديداً .. تصير على يديه نجوماً لا تفتر من التوهج واللمعان. ويذهب بك مرات إلي مدن معروفة فيشكلها من جديد حتى لكأنك تسمع عنها لأول مرة : لن تجد مدينة تمشي في شوارعها ليلاً أو نهاراً خيراً من باريس. مدينة كأنها متحف مفتوح . طبقات من التاريخ تمتد أكثر من ألفي عام, متراكمةً بعضها فوق بعض . الوثنية والمسيحية. الملكية والثورة, عالم البحر الأبيض الجنوبي, والعالم الجرماني الشمالي . العالم الكلاسيكي القديم وعالم التكنولوجيا المفرط قي الحداثة .المحافظة الصارمة والتحرر المنفلت من كل القيود... أخيراً استقرت باريس, وفرنسا بطبيعة الحال, على وضع لا يحسنه إلا الفرنسيون. جمهورية ثورية كأنها ملكية. أنظر إلى ميتران وقبله الجنرال ديغول. ودولة كاثوليكية وعلمانية في نفس الوقت. ومجتمع لعله أكثر مجتمع في أوربا اشتراكية, وفي الوقت نفسه أكثر مجتمعات أوربا رأسمالية (ص. 15-61: المختار,4). الطيب صالح تعجبه هذه التناقضات المرتبة. فيفعل بفوضاها في لوحاته الأفاعيل. فبرج إيفل هو دومة ودحامد و"دومة باريس هي إيفل ود حامد". ذات الرمزية. ذات الهيبة والهيمنة الروحية على المدينة . وعندما يزور ألمانيا تستهويه, بشكل خاص, مدينة ميونيخ لأنه سيجد فيها "رائحة الجنوب اللاتيني". وها هو يأتيك بالإمبراطور (فردريك الثاني)- حاكم روما القديم(1194- 1250 م) . يخرجه من مرقده الآمن ويشتغل عليه من جديد. هذا الإمبراطور كان " خليطا من خليفة عباسي وقيصر روماني. ينظم الشعر, ويؤلف كتبا موثوقة عن الصقور والصيد. يجادل العلماء بفهم, ويؤوي إليه عدداً منهم, من بينهم الإدريسي, الجغرافي العربي" (ص. 94 ). هذه الإستراتجية (الشغل على بنية التناقض), تلعب دورا رئيسا في فن الطيب صالح, كما سيرد لاحقا. التناقض وطبقاته المختلفة يمنح الكاتب مساحات واسعة, بسبب رؤيته الفلسفية المتصلة بتعقد بنية المعنى ذاتها. وهذا ينسجم مع كشوف علم اللغة النقدي الحديث منذ الشكلانية فالبنيوية فالتفكيكية وحتى تحليل الخطاب النقدي: تعدد المعنى وشفافيته ودينمايته ولانهائيته.. وقراءة الكاتب لهذه المدن تستبطن هذه الخصائص ! وهذا يبين حتى في اقتباسات (تناصات) الطيب صالح. فالكاتب ليس محايداً تماماً حتى وهو ينقل نصوص غيره. فهذا الإمبراطور الروماني يثير اهتمام المؤرخ الانجليزي (ايتش.أي.فشر) ويقول عنه أنه: كان إنساناً محيراً في تناقض سلوكه وتقلب مزاجه, متسامحاً إلى أقصى حدود التسامح. يتقن اللغة العربية وله حريم ضخم كأنه أمير شرقي. يحمي المسلمين واليهود, ثم إذا هو يؤلف كتاباً يشتم فيه المسيحية واليهودية والإسلام. ثم لا يتردد في حرق أي (مرتد) من المسيحيين أو اليهود أو المسلمين... واقعي في السياسة. فنان مرهف بالغ الحساسية, نصف شرقي ونصف غربي. متصوف وملحد في الوقت نفسه (ص. 96 -97 المختار , 4 ). كأن هذا( الفرد ريك الثاني) إمبراطوراً في رواية وليس في واقع التاريخ . وكأن هذا المؤرخ الانجليزي هو الطيب صالح نفسه ! جدل التكنيك والرؤية والطيب صالح مبدع خلاّق لأن أسلوبه هو هو : في الكتابة الإبداعية الخياليةFictional وفي هذا الضرب من الكتابات الحرة غير الخياليةNon-fictional . يشدك إليه باستمرار.. حتى وهو يمارس عليك لعبته القديمة .هاهنا تجد روح السرد الروائي يأتينا في عباءة "سيروية" "رحلاتية" باهية. روح "موسم الهجرة إلي الشمال " النص الذي طيّر كاتبه في الآفاق وأجلسه" وثيرا" في النادي المئوي العالمي ؛ مع هومر و شكسبير وقوتا وديكنز وشو و هاردي ودانتي وهمنجواي وفولكنر وطاغورولوركا وهوجو ودوستوفسكى وتولستوي وهوثورن وبودليير ...إلخ. قلنا إن" روح موسم الهجرة" تمارس سطوتها وطغيانها في هذه المدن . ويبلغ الطيب صالح, عندي, كما ورد سابقا, قمة أدائه عندما يأتي بعالمين متناقضين , فيضعهما جنبا إلي جنب(ما يمسى بآلية التجانب Juxtaposition , والترجمة الجميلة تعود للأستاذ والصديق المفكر محمد محمود) ويروح يشتغل عليهما بطريقته التي يتميّز بها وكأنها خلقت له فقط: الشغل على بنية التناقضات واستخراج الحكمة و الدلالات العظيمة منها. وهذا تحديداً الذي يجعل مدن: باريس ودلهي" الهندية و"سيدني" الأسترالية الأكثر توهجاً وجمالاً من بين هاتيكم المدن البضع والعشرين التي عالجها الطيب صالح . هاهنا يتناص الكاتب مع نصه الكبير الخالد( موسم الهجرة إلى الشمال) : " كذلك هذه المدينة , أنشأها الإنجليز حاضرةً لملكهم في الهند ̧وسط عالم غريب كأنه بحر متلاطم . أرادوها واحة من "الحضارة" والنظام والعقل , وسط عالم "همجي" في زعمهم وتيارات من الفوضى... ماذا يفعل النظام الإنجليزي في هذه الفوضى الأزلية؟ لابد أنهم كرهوا هذا التزاحم وهذه الضوضاء. هؤلاء الناس المنطوون على أنفسهم المؤثرون العزلة والابتعاد عن الآخرين, كل واحد منهم جزيرة قائمة بذاتها, ما الذي أتى بهم إلى هذا العالم المسحور وجذبهم إلى هذا الأفق البعيد المحيّر؟"( المختار-3 ص . 128- 132). وكما يفعل كل كاتبٍ عظيم يقبض الطيب صالح على شيء ما في المدينة, قد يبدو تافهاً للناس العاديين: حيٌ قديم , بنايةٌ خربة, شارعٌ مهجور, نهرٌ يمر الناس على جسوره يومياً بلا كلل, رئيس دولة صغيرة وفقيرة, سائحٌ عجوز أخبره الأطباء ألا أمل في شفائه وسيموت خلال أشهر, ولكنه, مع ذلك, يقبل على الحياة بنهمٍ كبير وحبٍ كبير وروح خلّاقة وإرادة بلا حدود , شعبٌ عظيم اندثر(الأبروجينز في أستراليا) ,لحظة تاريخية تبدو بلا أهمية لكنها عظيمة الإشارة لمعنى عظيم, تمثال لرمز استعماري قديم منصوب في بلادٍ بعيدة. يمسك مثل هذه الأشياء" التافهة", فينفخ فيها قلمه ويبعثها من جديد ويركبها من جديد تركيباً آخر : فها هو تمثال اللورد" كلايف" في الهند يبدو لقطة نادرة للغاية: " تهب عليه الرياح من الجنوب والشمال , وتسفعه أمطار ال(منسون) وتجلس الطير على رأسه, وهو يتحمل هذه المهانة بصبر, زاماً شفتيه كما يفعل الإنجليز مثله , ناظراً إلي الأفق نظرة تجمع بين الاحتقار والرضي عن النفس. إنه مصيرٌ مهين حقاً, لرجل كانت تنحني له جباه (راجات) الهند, وتوجف القلوب من خشيته , وتتعلق مصائر الملايين بكلمة منه . ولعل هذا ما أراده (نهرو), أن يجعل الهند تثأر لنفسها من الغزاة الفاتحين علي طريقتها" ( المختار, 3 ص. 134 ). ويتحسر هنا الطيب صالح –بحق- علي عدم حكمة الزعماء السودانيين الذين تركوا "كتشنر" و"غردون" يفلتان من هذا المصير (مصير اللورد كلايف في الهند)- فقد وافقوا علي طلب الإدارة البريطانية بالسماح بترحيل التمثالين إلي لندن, لأنهم " لم يكن عندهم ذلك الحس التاريخي الذي كان عند (نهرو) " (ص.137 ). وكان يجب أن يظلا في الخرطوم حتى من باب أن التاريخ (استعمارياً كان أو وطنياً) هو أيضا ملكٌ إنسانيٌ عالميٌ عام . وربما انطوت فكرة (نهرو) علي هذه الحكمة أيضاً – خاصة كون" الظاهرة" الاستعمارية متغلغلة في التاريخ الإنساني قاطبةً, لم يكد ينجو منها شعبٌ من شعوب الأرض كافة. هذه الرؤية الإنسانية في ملكية التاريخ مهمة, وهي التي غالباً ما أراد الكاتب أن يشير إليها هنا. سيدني ولوحة شعب الأبوروجينيز : سيدني.. ألم" الحضارة" الكبير.. وعي التاريخ النازف . شعب أستراليا الأصلي قبل هجرة الأوربيين إليها في القرن الثامن عشر (الأبورجينز)- صاروا لوحةً رائعة الجمال عند الطيب صالح . أساطيرهم.. أغانيهم .. لغاتهم .. أمثالهم..حكمهم.. تعاويذهم.. عاداتهم..أحزانهم واحتفالاتهم.. " زمن حلمهم" الجميل . أين ذهب كل ذلك الآن؟!. كعادته يمسك الطيب صالح المدينة وتاريخها من أكثر مناطقهما ألماً وورماً ووجعاً: " ولكنك حين تمعن النظر تدرك أن تاريخ هذا الشعب عبارة عن ملحمة من فظاظة الإنسان الأوروبي , ضد نفسه وضد الآخرين ". وما يميّز هذه اللوحة (الأبرروجينزية) الجميلة, أنها ليست عادةً مما يصنعه الدارسون والمؤرخون والفولكلوريون . لو كانت هذه الدراسات العملية تكفي لسبر أغوار هذا العالم العريض العميق, لما احتاج الناس أصلا إلي الرواية والقصة والقصيدة والموسيقي والرسم. ولكنها, ببساطة, لا تكفي ! والتاريخ- مثلاً- هنا أعمق منه في كتب التاريخ والسير. والفولكلور ,ليس جافاً , أو ليس كما يدرس في معاهد الفلكلور, إنما هو فلكلور برؤية جمالية وحساسية فنية إنسانية . ومن جديد يتجلى الطيب صالح في لحظته الأثيرة : لحظة الاصطدام الحضاري والثقافي الرهيب : " وقف السود على صخور الشاطئ, وكانوا من قبيلة ال(أيورا)كما نعلم الآن, ينظرون كالمسحورين, إلي المنظر الذي لابد أنه بدا لهم مثل كابوس من قوى شريرة اقتحمت حلمهم الجميل" ( ص.128 ). ونقف نحن هنا والآن.. مع الكاتب كالمسحورين أيضاً لنسمع دوي هذه اللحظة: " نظر الفريقان بعضهم إلي بعض في لحظة نادرة من لحظات التاريخ . ولم يع أحدهم عن الآخر أي شيء . كان ( السود) غارقين في حلمهم الذي خيل إليهم أنه سوف يدوم إلي الأبد. سوف تمضي حقبٌ قبل أن يفهموا مغزى الكارثة التي حاقت بهم . أما البيض فإنهم لم يدركوا – وما كان يهمهم أن يدركوا – أن تلك الأشباح كانت جزءاً من ( شعبٍ) توطن تلك الأرض منذ أكثر من ثلاثين ألف عام ... كانوا مثل مستنقع انقطع عن نهر التاريخ , فعاشوا كل تلك القرون في عزلة تامة عن الأحداث التي ألمت بسكان الأرض ... كانوا يعيشون على الصيد من البر والبحر , ويعتمدون علي آلات بدائية . ورغم ذلك فقد ابتكروا نظاما مكتملاً للعيش يلائمهم تماماً , وابتدعوا (ثقافة) ليست تافهة إذا نظرت إليها بإمعان , يمتزج فيها البحر بالسماء بالطبيعة بالماضي بالحاضر بالمستقبل في عناقٍ سرمدي أسموه (زمن الحلم) "(ص. 183 – 184 ). كهذا يظل الكاتب أسيراً للحظته الأثيرة والتي أبدعها بنبلٍ ومحبةٍ وروعة, وبكل قوة وجمالٍ ومتعةٍ ورهقٍ وتفرد ؟!. خاتمة كانت تلك مجرد جولة "من فوق " على مدن الطيب صالح في مختاراته الجديدة (رقم3,4). وهي مدن كما ترى رائعات نديات زاهيات جميلات . صنعها بقلمه الخصب الهتون , أكثر مما صنعتها الجغرافيا والتاريخ . مدن الطيب صالح جديرة بالقراءة والزيارة والتأمل العميق. ** هامش ما ورد في غلاف المختارات من زعم" أن مفردات اللغة الانجليزية مصادرها ثلاثة : الإنجيل وشكسبير ولعبة الكركت", ليس دقيقا تماماً من الوجهة العلمية, رغم أهمية هذه المصادر في إثراء الإنجليزية . والمعروف في تاريخ اللغة الانجليزية ( يقسم إلي ثلاث حقب : الانجليزية القديمة والانجليزية الوسيطة- يمثل لها بلغة تشوسر- والانجليزية الحديثة- بدأت مع شكسبير, وبالطبع الانجليزية الأكثر حداثة أو المعاصرة التي منذ القرن الثامن عشر, تقريبا). و مفردات اللغة الانجليزية جاءت من مصادر عديدة ومتنوعة (علاوةً على جذورها الأنجلوساكسونية) أهمها : اليونانية واللاتينية ( بل إن أكثر كلماتها جاءت من هاتين اللغتين) . وأخذت أيضاً من لغات أخرى عديدة كالفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والعربية واللغات الشرقية. وبسبب من هذا النهل المتعدد فهي تعتبر من أكثر لغات الأرض ثراء مفرداتياً . وهذا درس مهم لنا لعدم التخوف والفزع من مجرد وجود كلمات في العربية أجنبية أو من أصل أجنبي, فهذا أمر طبيعي وسنة الله في اللغات أن تأخذ من بعضها بعضا. بل إن هذا مما يثري اللغة وليس مما يفقرها. إذ لم يمنع هذا " التعدد التاريخي " الانجليزية من أن تكون اليوم اللغة الأوسع انتشارا ( هي اللغة الرسمية أو شبه الرسمية لأكثر من 45 دولة وأكثر من ثلثي البحوث العلمية في العالم تكتب بها, كما أن 60 % من المعاملات التجارية حول العالم تعقد بها, وهي لغة السفر والسياحة والطيران العالمي, ويتحدثها أكثر من 400 مليون كلغة ثانية أو أجنبية ) . نرجو الانتباه لذلك عند إعادة طباعة المختارات, التي لابد أنها ستطبع كثيراً. ---------------------------------------------------------------------------------------------- المقالة سيتضمنها كتاب يصدر قريباً عن مدارات في الخرطوم. [email protected]