ما اشبه الليلة بالبارحة ، فليس عجيبا إن يتمخض فيل المؤتمر الوطنى فيلد فأرا، ولا مستغربا إن تعاد الكرة كل مرة فى اختيار فاشل ،فى حزب لايعترف بمعيار الجودة ومعنى القيادة، ورمز السيادة ...ولايبحث عن الاصلح مطلقا، بل يتساوى فى موازين فكره الضحل الغث والثمين والطالح والصالح ، ولا يختلف كثيرا من يصلح الوطن ومن سيدمر ماتبقى منه، وهل كان المؤتمر برمته الا حزب اونطجية..... ومتى غاب الارزقية من ساحات السلب والنهب والنفاق، وهل تأسس المؤتمر الوطنى اصلا الا على شفا جرف هار فى هاوية الانحطاط، وهل تجمع من حوله الا ابتغاء المنفعة الشخصية البحتة، والاغتناء من اموال السحت، والدخول الى الفائدة عبر نوافذ الانتماء الهش والشعارات الجوفاء المترهلة، ومتى عرف اللصوص العهود والمواثيق، وما بنى على باطل فهو باطل ، وان اهون البيوت لبيت العنكبوت... ليس عجيبا إن تتجمع حريم السلطان فى دار الخلافة السلطانية ويعشقن غير السلطان ، فمتى كان هناك ديك فى قفص تمنت كل دجاجة فيه إن يباركها .... ماكان اتفاقهم على حصان طرواده الا حرصا منهم الحفاظ على مكتسباتهم التى فى مجملها اتى عن طريق الالتواء والغش والكذب، وهم يعلمون إن وجود البشير يشكل لهم الغطاء الامثل ضد المسائلة القانونية ، ولن يكون هناك من يحاسبهم عن اموالهم من اين اكتسبوها كما إن هناك ملفات ستظل طى الكتمان ،اذا بقى عمر البشير رئيسا للدولة اضافة الى الفوائد الربحية التى ستدخل جيوبهم عبر تسلطهم على الاسواق وسيطرتهم عليها .... ومن الاهمية بمكان إن لا تضيع السلطة من ايديهم ،وهنا بيت القصيد فقد تاكد المؤتمر الوطنى إنه اصبح مرفوضا وممقوتا من الشارع السودانى قاطبة، وان انسحاب البشير يعنى اضمحلالهم وتلاشيهم تماما من الساحة السياسية ، وتعرضهم بالضرورة يوما ما الى المحاسبة والمسائلة... إن الفشل الذى حققه الحزب الحاكم ، وعلى رأسه عمر البشير طيلة ربع قرن من الزمان على كافة الاصعدة، لا يحتاج الى برهان ولا لدليل ،وان عودة الرئيس عمر البشير الى سدة الحكم مرة اخرى ينذر بوقوع كارثة حتمية ستأكل الاخضر واليابس .... والله المستعان [email protected]