شعر / بهاء الدين السنهوري إضاءة (عفوا أيها الأحبة أكتب إليكم اليوم وفي حلقي مرارة فالحزن ضيعني على مهبات الحنين منذ استشهاد الفتى الشاسع ذو الالق الكبير بشكل مأساوي محمد حسين بهنس أكرم الله نزله فهو مبدع شامل شاعر وروايي وقاص وموسيقار ومغني وعازف على آلة الجيتار برع في فن التشكيل والجرافيك وله عدة مؤلفات مسرحية أهمها مسرحية ( راحيل ) التي وجدت اهتماما واسعا من قبل النقاد وباختصار شديد اختزنت روحه كما هائلا من الإبداع لا يضاهى . شردته سياسات طغاة بلادي بين أوجاع المنافي فضرب في أصقاع الارض شانه شان الملايين من أبناء شعبنا الشرفاء وتدهورت حالته الصحية كثيراً عقب انفصال جنوبنا الحبيب عن جسد الوطن فنفسه السمحة الأبية أبت ان تستوعب ذلك الحدث المفجع، تنقل بين محطات الحزن حتى شاء القدر ان يكون اخرها مدينة القاهرة حيث استشهد في احد شوارعها مكفنا بالثلج والبرد والجوع دون ان يمد يديه الى احد، رحل عنا في شمم باذخ موشحا بالالق والعز رالكبرياء، وقد مثل رحيله مأساة جيل كامل من أبناء وطننا الأبرياء القابضين على جمر الحق في سود الليالي، له الرحمة والمجد في عليائه ولنا ما يجر النم على رمل الحنين ) ----------------------------- ( النص) عفوا بهنس ---------------- عفوا بهنس مر الفجر ولم تأت عبر الغيم ولم تأت جاء الموت مضيت وحيدا لم نخجل لذنا بالصمت .، وحق لنا ان نخرس عفوا بهنس حلقت بعيدا في شمم نادر.. ورحلت حزينا كالنورس لم تمدد احزانك للصاحب يوما او ايديك الى عابر قاتلت البرد فمت عزيزا في شارع اثر الجوع الكافر والوحش القارس عفوا بهنس يا ألقا اسقط هيبتنا في ليل الحزن الفاجع انا يقتلنا الخزي ويسحقنا دنس الواقع يا للعار ... يا صوت بلابلنا يا شهد حدائقنا يا شعرا أفلت من يدنا يقتلك القهر ونحن حضور يا للعار أين حكومتنا أين سفارتنا في مصر المحروسة ( يا كيزان) ؟ قولوا لي كيف مضى بهنس؟ ان الصمت جبان عفوا بهنس منذ رحيلك في حلقي غصة وانا اشتاق إليك فما القصة اشتاق الي رسمك في لوحة اشتاق الى صوتك في لحن او مدحة اشتاق الى فكرك ينثر فينا زخات رواية اشتاقك جداً يامن قهر القهر ومات شهيدا مرفوع الهامة والراية اشتاقك نارا تحرق ظلم الحاكم والطغيان مع اني لم القك يوما كنت بعيدا عنك ولكنك ملء الخاطر والوجدان يا روح السودان وشعب السودان يا شمسا تشرق في ليل الأحزان يا أفجع مأساة في التاريخ ويا جيلا شرد من وطن كان وكان حين تحاصره الدكتاتوريات يهب عنيفا كالبركان يا صوت الحق الطالع من عمق الانسان نحن ذبحناك اذا واضعنا ريشتنا فتضعضع زهو الالوان فاصفح ان الصفح جميل وكريم في ان انا نرجوا عفوك عنا يا هذا الشاهق منذ النشأة والتكوين يا وجع القرن الحادي والعشرين واليك انا يقتلني فيض حنين...... واليك انا يقتلني فيض حنين ...... بهاء الدين السنهوري [email protected]