بسم الله الرحمن الرحيم كل شئ في بلادنا العزيزة أصابه الجمود..كأنما الاسطوانة قد علقت على لحن كئيب..فالنظام قد أصبح يعيد انتاج نفسة..فالرئيس المرشح هو هو ..والوعود المبذولة هي ذاتها التي فشل في تحقيقها.وصرنا ذاهبين قدماً إلى مزيد من التكلس.. في انتظار برلمان يجيز بالتكبير والتهليل كل ما يطلبه الرئيس..وتزداد القائمة طولاً في كل مرة.. أما مشاكل الناس فتحال إلى التضرع.. وننظر بلا مبالاة إلى كل ذلك..حتى وصل الأمر بالبعض إلى القول..من الأفضل جمود الإنقاذ الواحد في أيادينا..من ألف حركة غير مضمونة العواقب على الشجر ..بعد تجربة أداء الحركات في الحكم في جنوب السودان. والمعارضة بأحزابها تتنقل من إعلان إلى إعلان..حتى تزاحمت علينا أسماء المدن والعواصم والضواحي التي يحملها كل إعلان..وتفنن النظام في اختبارها..فمرة يصدق بإقامة الندوات..بعد التيقن من ضعف مردودها..وطوراً يمنعها ..ولا فرق في المحصلة. صفوة القول أن الجمود هو سيد الموقف..فلا أحزاب تمكنت من تحريك شارع..ولا حركات مسلحة تبرح مكانها..أو تتمدد.ولا تغيير للوضع إلا بانتفاضة..ينتظرها الشعب..لكن السماء بالطبع لا تمطر ثورة..كما أن التضرع ..لا يبني دولة.. والصورة القاتمة تلقي بظلالها الكثيفة علي مستقبل بلادنا وشبابنا.. هذا الشباب الذي يظن البعض خطئاً أنه منصرف بكليته إلى العالم الافتراضي .. لاهياً نفسه عن عجز الدولة على توظيفه بعد أن دفع قسماً عزيزاً من عمره .. ومكابدة أهله في سبيل تعليمه.. ليجد نفسه أمام هذا الواقع المرير.. ونخطئ نحن جيل الآباء مرتين في حقه..مرة بأن أدخلناه هذا الأتون صغيراً..وأخرى بأن نحمله عبء التغيير بمفرده كبيراً..تاركين إياه مشتتاً بين الثقة في غضبته المفضية إلى الثورة..ومرارة مآلات الربيع العربي..من سيطرة قوى الظلام على بداياته..ولكن هل يعني ذلك ضياع الأمل ؟ بالقطع لا..فدواخل شبابنا مراجل تغلي..كما تغلي دواخلنا.. لكنه يأخذ موقفاً سلبياً من اجتهادات من يراهم قادة أمامه..لقناعته بأن الركون إليها محض إعادة لإنتاج الأزمة...وهم على حق.. فالنظام وأشكال المعارضة .. يبدوان وجهين لعملة واحدة..على الأقل في الظاهر.. في انتظار الصاعق الذي يفجر المكنون في الصدور من ثورة وبين يديه...تبدو استحقاقات مهمة يجب القيام بها.. بدلاً من المداد الغزير الذي يسكب كل مرة ..في توصيف واقع لا يحتاج إلى مزيد من التعرية..أهمها تحرك العاملين بالدولة بتكوين جماعات مطلبية تضغط على نقابات النظام لتحويلها من خدمية إلى مطلبية.. لأن تغييرها يحتاج دروباً طويلة لن تسمح الأجهزة الأمنية للنظام بإكمال المشوار فيها..ومخطئ من يظن العاملين راضين عن الوضع..فلكل منهم أفواه يطعمها .. أو مطلوبات حياة يعجز عن تحقيقها في ظل هذا الواقع. فلتكن البداية.. بالمطالبة براتب للخريج يساوي راتب الجندي..ودفع متأخرات العاملين..وما أكثرها..هذا فقط ..هو المؤثر الغائب عن العصب المركزي للنظام..فإن تحرك..تأتي البقية مكملة..فهل نحن فاعلون ؟ أرجو ذلك. [email protected]