قراءات فكرية في مشروع السودان الجديد البنيوية والتفكيك في مشروع السودان الجديد (3-2) اذا كان لي لا بد أن أبدأ هذا المقال حول قراءاتي الفكرية لمشروع السودان الجديد بالتحدث حول اسقاطاتي البنيوية كمنهج فلسفي على المشروع ,فانني أبدأ بما قاله أحد رواد البنيوية وهو (كلود ليفي ستراوس) – (الأنا ... طفل الفلسفة المدلل الذي لا يحتمل.. جاء ليشغل مكان الصدارة فوق خشبة المسرح الفلسفي,فوقف بذلك حجر عثرة في وجه كل عمل جدّي نتيجة لرغبته المستمرة في الاستئثار وحده بكل انتباه) هذه الكلمات تنطبق على الحركة الاسلامية التي جاءت الى سدة الحكم عبر انقلاب عسكري,وأطاحت بالديمقراطية الوليدة التي كانت في طور التشكل وما زالت تمارس عبثيتها المطلقة وعنجهيتها وأنانيتها تجاه شعبنا الذي مورست عليه كل أنواع التضليل وكتم الحريات وحرمانه من الخدمات الاساسية ,اضافة الى فسادها الفكري الذي يهدف الى اقصاء الثقافات الاخرى التي يذخر بها السودان واقامة ما يسمى بالدولة الاسلامية في بلاد متابينة الاديان,والتقاليد والتراث,قراءتي لهكذا فكر تقول أنه مراهقة فكرية وأيدلوجية,تعتمد على الغيب ولا تستند على ظروف موضوعية- وتريد قولبة الشعب تحت ظل الثقافة العربية الاسلامية وتستحضرني كلمة لشهيد الثورة د.جون قرنق حول هذا الموضوع بأن الله نفسه لن يقبل بهذه المعادلة . السطور القليلة أعلاه تبين المنطلقات الفكرية التي تنطلق منها الانقاذ التي لا تعتمد على أي واقع موضوعي أومنهجية فكرية سليمة وهو حزب انتهازي ظرفي يهمه البقاء في السلطة والاستئثار بالسلطة والثروة.مشروع السودان الجديد مشروع كما قلت في المقال السابق أنه أختلق نصه الفكري من وسط معاناة الشعب السوداني وأنه تحدث بموضوعية شديدة حول الأركولجيا التاريخية للسودان أضافة لقراءاته المنهجية التي تعتمد على الانطولوجيا (دراسة الواقع الموجود دون التماس الغيب فيه أوادخاله في النص الفكري) ,ودراستي له وفق معايير البنيوية والتفكيك هوتطبيق منهجي وفتح فلسفي لدراسة المشروع فكرياً من قبل المفكريين حسبما أذهب في قراءتي له,اذا كانت البنيوية هي دراسة أوتقصي لنسق ومعقولية المواضيع الفكرية التي يتم طرحها فان مشروع السودان الجديد يتسم بمعقوليته ونسقه النظامي كما أنه وفق البنية يخلق قوانينه الموضوعية التي تعتمد على قراءت واقعية لمشكلة السودان ,كما أن بنية هيكله الداخلي والخارجي خاضعة للتحولات الواقعية التي توجدها ظروف الحياة وبما أنه نسق من التحولات خاضع للتطوير ولمواكبة التغييرات فله قوانينه الخاصة في مقابل الخصائص المميزة لعناصره الاساسية المتمثلة في (العدالة والحرية والمساواة )التي بدورها تخلق واقعاً ديمقراطياً,ويمكنني أن ادرس المشروع في سياق البنوية من ثلاث محاور هي اسس المنهج البنوي حسبما أذهب في قراءاتي له. أول هذه الخصائص هي الكلية ,والتحولات الذاتية,وأخيراً التنظيم الذاتي,الكلّية هو أن بنية المشروع لا تتألف من عناصر خارجية مستقلة عن الكل فالعدالة والمساواة والحرية هي عناصر تألفت منها كل الثورات الاصلاحية وهي تنبع من وسط آمال كل الشعوب الحرة ,وهذه العناصر الثلاث التي يقوم عليها المشروع قابلة لمفاهيم فكرية تسعها وتجعلها جزءاً من المنهجية الابستمولوجية لقراءات أكثر واقعية,ولاترتد تراكيب هذه الانساق الثلاث الى ارتباطات كمية بل هي تضفي على الكل (المشروع تحدث عن التنوع التاريخي الذي يذخر به السودان اضافة الى التنوع المعاصر, واسهب بشكل مستفيض في توضيح مشكلة السودان التاريخية وجذور الأزمة والاسباب الحقيقية منذ الاستقلال والى هذا اليوم) من حيث هي خواص باعتبارها خواص متمايزة(التنوع التاريخي والمعاصر) حيث أنها تؤلف بجانب العدالة والمساواة والحرية الاركان الاساسية للسودان الجديد الذي يطمح اليه كل مواطن ثوري حر.المقال القادم ساتناول البنيات الثلاث بشكل وافي. احمد يعقوب [email protected]