درسنا في المرحلة الأبتدائية أن أحدهم كتب شعراً يقول لمنقو زمبيري " منقو قل لا عاش من يفصلنا" ، اليوم أين ذهب منقو زمبيري بلا رجعه؟ توسلنا اليه بالبقاء علناً وفي الخفاء نجود له بالمهانه والكراهية ، ذهب منقو زمبيري بلا أسف بفعل فرمان حق تقرير المصير النيفاشي، وبقيت الكراهية فينا تكبر كل يوم بالشمال المتبقي ، واليوم من جديد فشلنا في أدهاش العالم بأتفاق سلام يخرج بارادة ابناء الوطن المتخاصمين ويخرج ملايين التعساء بجبال النوبة والنيل الأزرق من الموت والجوع والمعاناة ، ان البعض ما زال لا يفهم الحلول التي ظلت تطرحها الوساطة الافريقية في جولات التفاوض باديس ابابا من الجولة الاولي الي السابعة او يتظاهر بانه لا يفهمها ويمارسون التحريض والعرقلة والتهريج، حتي لا تمضي الامور بسلاسة وتبادل حقيقي للاحترام وللثناء عند أنجاز أتفاق السلام وللسلطة كما حصل في أتفاقية السلام الشامل في عام 2005، وزعت التهم مجاناً لمن حضر ولم يحضر بدلا من الأعرب عن التقدير الكبير للموقف النبيل الذي أظهره أعضاء الترويكا ومجلس السلم الافريقي في وقوفهم الى جانب أنجاح المفاوضات، لأنها مثلت المخرج الأوحد والأفضل للسودان من أجل الخروج من دوامة الازمة الطاحنة وبفكر وبعقلية وطنية رائعة من اجل إخراج السودان بافضل الطرق وانسبها حتى لا يذهب الجميع إلى حرب أهلية، وكان ممكناً ومن اجل هذه المسؤولية قد توحد وتجاوز الانقسامات التي كانت حاصلة من اجل المصادقة والتوقيع على المسودة الأطارية للاتفاق واليتها التنفيذية المزمنة، إن ذلك الموقف كان هو المطلوب ليمثل انحياز كامل لمصلحة المهمشين والمسحوقين بجبال النوبة والنيل الازرق ودارفور أولاً ثم الوطن ثانياً، وأيقاف الحرب والقتل والتجويع المتعمد والحفاظ على النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة والخروج الآمن بالنيل الازرق وجبال النوبة ودارفور إلى بر الأمان. لكن يبدو أن عقلية النخب السياسية السودانية وأفكارها لا تتجه إلى كيفية اجراء المعالجات وتبني التدخلات المبكرة والحاسمه لتحسين الاوضاع للمهمشين والغلابة من فئات الشعب بكل جوانبها المعيشية والاقتصادية والامنية والسياسية ، امكانية أن تنحو افكارهم الي حيث لا معاناة شبه متلاشية تماما، ولا توجد أي مقومات لعمل شيء بذلك الحجم المطلوب عندما تحتاج الامة والوطن الي ذلك، بل يكاد يكون أن يمدون يداً بمساعدة وعون من اجل ان نتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والصعبة تمثل مواقف تفاوضية وليس أولوية مرحلة، إعطاء الوطن ما يكفي من العون للوصول الى نقطة تمكنه من تجاوز تلك المرحلة الدقيقة التي مضت بلا رجعة يعتبر كفر صريح بلا توبه ومغفرة، كانت فعلا معجزة حقيقية حلم بها بصدق عندما خرج الناس بالملايين يتوقون للخروج من الازمة والظروف الصعبة إلى بر الامان عن طريق اتفاق مسئول ، أن قدر له أن يوقع – حلم الجعان عيش- لكان العالم مندهشا كيف ان السودانيين تغلبوا على جراحاتهم وذهبوا الى اتفاق سياسي مغلبين مصلحة الوطن العليا بحكمة ونباهة، ولكانت مواقف مشرفة ولكان ذلك استشعارا اكيدا للمسؤولية الوطنية التاريخية لقادة تاريخيين ، وسيسجل لهم التاريخ تلك المواقف وبفضل ذلك الاصطفاف والتعاون أمكن للوطن انجاز المرحلة الاولى من التعافي بعد انفصال الجنوب بنجاح تام. منذ أنفصال الجنوب والي اليوم لم نلج ابداً مرحلة بذل الجهود الوطنية المخلصة والحثيثة من اجل تهيئة الظروف الكاملة والاجواء الملائمة للمصالحة المجتمعية للحفاظ علي ما تبقي من الوطن الذي أصبح في اسفلة كرداء المشرد ، وللوصول الى طاولة الحوار الوطني الشامل كخيار وطني لحل كافة المشاكل والملفات والقضايا العالقة بكل اشكالها وصورها وأنواعها، اننا الي اليوم لم نتجاوز عتبات الدولة الفاشلة تاريحياً ولم نخطو بعد عتبات مرحلة جديدة والمطلوب من القوي السياسية المختلفة التعاطي بمسئولية مع الأولويات الملحة بتكاتف واصطفاف وتجاوز مفهوم الهرولة والتثبت بالسلطة والخوف من المسائلة ، باعتبار الجميع أمام مسؤولية إخراج البلد من دوامة الظروف الصعبة والأزمات المتلاحقة في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور الى بر الأمان، صعب على الجميع باديس أبابا فتح صفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها جميعا السودان الجديد والسودان أولاً، ومن اجل منظومة الحكم الجديدة القائمة على النهج الديمقراطي والدولة السودانية الحديثة ليس فيها ظالم ولا مظلوم ، لم تكن وثيقة أمبيكي "شترا" او "مدغمسة" زلكم تكن تحتاج "شيخ غوقل" لترجمتها و"الإفتاء" في اليتها التنفيذية المزمنة والواضحة كل الوضوح، للأسف وبعد أرجاء المفاوضات "تعبير مخفف لفشلها" البعض ما زال لا يفهم الوثيقة او يتظاهر بانه لا يفهمها ولا يزالون على النهج السابق، ويمارسون التحريض والعرقلة ومنافسة إرادة الشعب المضطهد في جبال النوبة والنيل الازرق تلك الإرادة التي ذهبت الى خيار السلام والوئام والبناء والتبادل السلمي للسلطة، ونبذ الاحتراب والشقاق والخلاف، بواسة الحل السلمي الشامل ، وعلى تلك الفئة ان تستوعب اننا في مرحلة جديدة وسيسجل التاريخ كل المواقف هذه وتلك والتاريخ لا يرحم، لن تشفع عنهم التسريبات الإعلامية والصحفية المغلوطة في مختلف وسائل الإعلام ، ان الوطن الكبير"السودان" والصغير في الاقاليم المهمشه بحاجة إلى الجهود الثورية المخلصة من اجل الوصول إلى محطة الا عوده للخنوع والتباكي علي الفرص المهدره. [email protected]