تتميز النخبة السياسية السودانية بعقلية ملكية شبيحة لما هو موجود في الشرق الاوسط وغيرها من الدول الملكية ذات الملكية الدكتاتورية عكس ملكيات اوربا التي تعيش فيها النخبة باستقلالية اكثر من الملكية العربية فالمراقب للاحزاب السياسية السودانية من الطائفية(الامة والاتحادي)علاوة علي احزاب اليمين مرورا باحزاب الوسط الي اقصي اليسار المؤتمر السوداني ,الشيوعي,حركة حق...الخ اضافة الي الحركات المسلحة الدارفورية والحركة الشعبية قطاع الشمال فكل هذه الاحزاب تؤمن ايمان قاطع بالقيادة الابدية او مايعرف (بالكنكشة) فيصعب تغير القائد في مؤسساتنا الحزبية وخير شاهد لهذا المؤتمر الملياري الاخير لحزب المؤتمر الوطني الذي كان يفترض فيه ان ياتي بقائد جديد بديلا للرئيس البشير في انتخابات الرئاسية المقبلة ولكن العقلية الملكية المسيطرة علي النخبة السياسية الفاشلة منعت اعضاء الوطني من ان يجدوا بديلا له ويرجع كل ذلك لتقديس القائد واعطاءه الاحساس بالعظمة فيصبح نرجسيا ومتوهما بان لابديل له الا هو في مطلع الاسبوع الماضي طالب رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ في حوار مع صحيفة( الصيحة) طالب من السيد فاروق ابو عيسي التنحي من رئاسسة تحالف قوي الاجماع الوطني ,فهذا الرجل له تاريخ نضالي عريق مع الحزب الشيوعي السوداني ومحامي ضليع كان رئيسا لاتحاد المحامين العرب وشارك في ثورة 1964ضدالرئيس الراحل ابراهيم عبود, فهذا التارخ النضالي الناصع بالبياض يجب ان يحافظ عليه ويترك الفرصة للشباب من العجائب ان الرئيس في السودان مهما كان حتي لو كان زعيما لادارة اهلية لا يحب ان يتنحي طوعا عن منصبه التكليفي ويحسبه تشريفا له ولاهل بيته وهو فقط اهلا له من دون سواه من ما ولدتهم حواء السودان الا بالموت او قدر اخر ومن المفارقات ايضا ان ذات التقديس والكنكشة ورثها ابناء الجنوب الذين رضعوا من ذات ثدي النخبة السودانية فاصبح سلفاكير هوالقائد المقدس, الملهم, الرمز فالناظر لشوارع جوبا يجد لافتات علي شاكلة(عاش الرئيس عاش سلفا) فهذا الامر ادي الي الحرب التي تدور رحاها الان في جنوب السودان ويكتوي انسان الجنوب بنارها اليوم ولا يدري احد متي تتوقف. في بداية تكوين حركات دارفور كان هنالك شبه اجماع في حركة تحرير السودان قبل الانشقاق الي(مناوي وعبدالواحد) علي ان يتولي القيادة عبدالواحد لماييتمز به من حنكة سياسية وهو القادمة للتو انذاك من الحزب الشيوعي وتمترس علي العمل السياسي في جامعة الخرطوم اهلته ليقود الحركة في بداياتها2002-2003الي مؤتمر حسكنيتة مطلع العام2006م والذي من خلاله تم ازاحت عبد الواحد والاتيان بمناوي رئيسا للحركة فغضب عبدالواحد نسبة لنخبويته السودانية وعقليته المتكنكشة فانشق وكون حركته وتم تقسيم القوات اما حركة العدل والمساواة لم يتنحي رئيسها الشهيد خليل ابراهيم الا بعد عن رحل عن دنيانا بقذيفة من طائرة في ود بنده( قيل امريكيا) والله اعلم والمؤسف حقا تولي القيادة من بعده شقيقه جبريل ابراهيم وربما يظل الي ان تلحقه يدن المنون علي العموم مؤشرات فشل النخبة السياسية وكنكشتها كثيرة وتنطبق علي رؤساء روابط الاقاليم في الجامعات السودانية فرئيس الرابطة لا يترك الرئاسة الا بعد ان يتخرج من الجامعة. [email protected]