رفضت حركات دارفور الانضمام الي وثيقة الدوحة والحكومة كذلك رفض اقامت اي منابر اخري باسم دارفور غير الدوحة التي تبناءها تجاني السيسي الذي جئ به ليكون رئيسا لحركة التحرير والعدالة الي تكونت من بعض المنشقين من الحركات الرئيسية الثلاثة والسيسي لم يكن له تاريخ بازمة دارفور غير انه كان حاكما لها في حكومة الصادق المهدي منذ بدايات الازمة ولكن اخيرت بجهود من الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي استطاع ان يوفق بين الاطراف المتصارعة ويجمعهم في اديس ابابا . جرت في السنوات الماضية عدد من منابر التفاوض ذات الصلة بازمة دارفور ابتداءا من انجمينا التشادية الي ابوجا النجيرية مرورا بالدوحة القطرية واخيرا ونتمني ان تكون الاخيرة اديس ابابا الاثيوبية ونجحت بعض الجولات وكللت باتفاقيات كانت حبر علي ورق سرعان ماتمرد بعض من وقعوها واخري لم تحقق شئ يذكر لان اغلبها كان مع اطراف لم تكون من المحركات الرئيسية للازمة التي تتمثل في حركات (العدل والمساواة وحركتي تحرير السودان جناح مني وعبدالواحد). يطالب المتضررين من ازمة دارفور التوقيع علي اتفاق شامل يضع حد للازمة من اجل ان ينعم انسان دارفور المغلوب علي امره بالسلام والاستقرار وتعود دارفور الي سيرتها الاولي مساهمة في تنمية السودان وترفده بالخيرات الزراعية والطبيعية التي وهبها الله له. حملت الانباء الواردة من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا هذه الايام مفاوضات شاملة لحل مشكلة السودان في دارفور برعاية من الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي ومشاركة حركتي العدل والمساواة برئاسة الدكتور جبريل ابراهيم وحركة تحرير السودان(مناوي) برئاسة مني مناوي و الوفد الحكومي المفاوض برئاسة امين حسن عمر وبعض قادة الجبهة الثورية وكالعادة رفض عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان , التفاوض مع الحكومة وشدد في مقابلة له مع (البي بي سي) انه لن يشارك في أي مفاوضات لا تؤدي إلى تغيير الحكومة السودانية بشكل كامل. ووصف نور قبول المتمردين بالدخول في مفاوضات مع الخرطوم ب (الصفقة السياسية) التي تسعى حكومة الخرطوم من خلالها توزيع المناصب الدستورية على قادة الحركات المسلحة، بعيداً عن مصالح الشعب. وقال نور ان ما يحدث الآن هو عبارة عن صفقات سياسية بين الحكومة والمعارضة. انتهي حديث عبد الواحد بدون اي جديد وباحاديثه المكررة التي حفظها القريب والبعيد هذا الرجل الذي ظل علي مدار سنوات الحرب في دارفور يتبع سياسية جامدة لاتعرف المرونة ويرفض دوما التفاوض مع النظام وهذا الامر ربما يحتاج الي مراجعة موقف من قادة حركته فاستمرار الحرب في الاقاليم في هذا التوقيت بالذات ليس من مصلحة اي طرف فايقاف الحرب امر ضروري وهو من مطالب النازحين واللاجئين الاولية فهم المتضرر الاول من استمرار الحرب فعلي المجتمع الدولي ومجلس الامن ان يحثا عبدالواحد علي التفاوض او فرض عقوبات علي حركته. ليس من العدل ان يظل انسان دارفور يعاني من ويلات الحرب التي تدور رحاها في الاقليم منذ فبراير2003م عاش خلالها الدارفورين اسواء ازمة انسانية في منطقة القرن الافريقي شردت المئات من اللاجئين الي دول الجوار اقاموا خلالها مخيمات ترعاها الاممالمتحدة في كل من افريقيا الوسطي وتشاد ولجاء بعضعم الي جمهورية غانا في اقاصي غرب افريقيا وفر اخرون الي ليبيا وغرق بعضهم في البحر الابيض المتوسط في طريقهم الي اوربا واسترليا وتم ابادة العشرات منهم في حرب جنوب السودان الاخيرة وفقد اهل دارفور فلذات اكبادهم في هذه الحرب التي لم تجلب لهم سوي الخراب والدمار. اما اللذين نزحوا داخليا في اطراف المدن الكبيرة في دارفور فلم يكونوا افضل حالا من اخوتهم اللاجئين فاقامو في سكنات لاتقيهم حرارة الشمس ولا زمهرير الشتاء عانوا كثيرا من الظروف الصحية السيئة في معسكرات النازحين لعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة, مات الكثير من الاطفال والنساء بسبب الجوع والمرض. تنكرت لهم السلطة الاقليمية برئاسة دكتور التجاني السيسي ولم يفعل لهم شيئا ذوا فائدة تذكر في سبيل عودة النازحين الي قراءهم ومناطقهم التي نزحوا منها . فعلي السيدين مناوي وجبريل جلب السلام لاهل دارفور الحرب ماعادت مجدية وبعض الظروف التي ادت الي حدوث الازمة قد انتفت تماما اليوم فعليكم بالجنوح الي السلام العادل الشامل او ياتي يوما لا تجدون في دارفور من تحكمونه فهلك الانسان وجف الزرع وتصحر الارض وقضت الحرب علي الاخضر واليابس فعليكم بالسلام اولا. عيسي دفع الله [email protected]