السماء لم تتوقف ومازالت تُمطرنا فرحاً كان يمكن ان يُحيل عوالم اراضينا الى ازدهار وحبور، الارض كانت لها رغبة ان تُفجر بذورها وتهدينا شبعاً بل تتجاوزنا لبطون الاخرين ، الحب الانسانى والحميمة التى جُبلنا عليها كانت ترسم اجمل لوحات التلاقى بين مكونات شعبنا الجميل . لكن النفوس النتنة لا تمنحنا ولا تمنح بلادنا متسع ان تتحقق لنا الامنيات التى نتهافت اليها ، واصحاب الضمائر الصديئة لا تبارحهم الرغبات الغارقة فى اوحال الحقد والانتقام اللامتناهى وهم اباطرة الرذيلة فى عوالم السلطة المبؤوة بالانحطاط . اغضبتهم الروعة التى زينت حياتنا فى ازمنة خلت ،، ازعجتهم رغبة السلطة التى لم يمتلكوا مقومات اخلاقية لتتخيرهم كراسيها وتقودهم الخيارات الديمقراطية الى دنياها ، فتخيروا دروب الانقلابات المعوجة كما ادمغتهم فكان لهم ما ارادوها سلطة مازومة وكان لنا ما توجعنا منه حكماً جائراً وحقبة مفجعة حد الحريق . القوا على مسامعنا ساقط ما تجود به قرائحهم وامطرونا بوابل ما تقشعر له الابدان كلاما مسموما والفاظ تربعت على قواميسهم البائسة . عبثوا بكل الاشياء عبثاً مؤسفاً وفى مخيلتهم اوهام لا حدود لها ، جعلوا من الحرب فى جنوبنا مرتعا للاكاذيب ومعامل ينتجون فيها افكارهم الملتهبة يضيفون اليها حامض كراهيتهم للاستقرار الانسانى ، هتفوا ملء جناجرهم المتورمة بالنفاق المتحشرجة بالتخمة ، فتحولت مخاطباتهم الى ميادين يتبارون فيها كُل بما احتشدت نفسه من نفاق ، افسدوا علينا متعة ان نشاهد التلفاز فقد غزته السنتهم وملامحهم التى لاتسر الناظرين. وحينما عجزت ادمغتهم فى صياغة واقع سليم اسمعونا قصائدهم الركيكة الضارة بالاذان وهى تكتظ بوعود زائفة وشعارات براقة بلا مضمون ومازالوا فى غيهم وغيبوبتهم واوهامهم التى لم تبارح امكنتها بل تتمدد كلما سنحت لهم الظروف . الان هم الجاثمون على صدورنا ،، المُشعلين للحروب ،، النافخين كير العنصرية البغيضة ،، السارقين بتحللهم ،، الساجنين للشرفاء ،، المغتصبين للنساء ،، الساكتين عن الحق العائثين فساداً فى البلاد ،، وحريقاً للعباد . آن اوان ان يحلوا عن سماواتنا ،، ليكونوا فى الامكنة التى استحقوها بقذارة ما اقترفوها من جرائم حتى تتفجر الارض اخضرار ونماء ،، ويرتدى نسيجنا الاجتماعى حلته البهية ونكون كما نهوى . محمد عبد الرحمن عبد المعروف [email protected]